مكناس : هل تعلم بخيمة المعرض الجهوي للكتاب من 13 إلى 19 دجنبر 2023 ؟

قد نكون في غفلة من الأمر ، وعن الأحداث الثقافية الرسمية التي تقام بمدينة مكناس (غير الأنشطة المسرحية التي تقام بالمدينة، والتي تشهر عروضها بكل تفاعلية).

 قد نكون ممن يستهلك ما ينظم لأجله ولغيره بالخنوع والرضا، و لما لا أخذ صورة بممرات خيمة الكتاب دلالة على أن الثقافة بمدينة مكناس بخير، وتعيش الانتعاشة بالتصفيق الممل، وتمديد الشكر الموصول على خشبة مسرح!! قد تكون ثقافة منتجي وصناع الثقافة الحقيقيين بمكناس في الصف الثاني من يوم الافتتاح، وفي غياب حضورهم الإنتاجي بمعرض الكتاب الجهوي المقام بعمالة مكناس، هي المدينة التي لا تحتفي بناسها حتما !!

للثقافة قيمة حضارية بمدينة مكناس، ولها السبق في عدة إنتاجات ثقافية وعلمية وأدبية، والتاريخ شاهد على ذلك، لكن الإقصاء الذي تعانيه الثقافة بالمدينة لا يوازيه حجب خبر إنشاء معرض للكتاب جهوي، بل يفوق ما نفكر له، وما نأمل من ثقافة. حتما، أن قطب الجهة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل يتحكم في توجيه ثقافة القطب الثاني. حتما، أن مدينة مكناس باتت تستهلك المنتجات الثقافية الوافدة عليها بالإسقاط، ولا تقدر مديرية الشباب و الثقافة والتواصل بالمدينة من صناعة رؤيتها الثقافية، وعرض برنامجها السنوي الثقافي بالتدقيق والتشاركية.

حين سألت عن معرض الكتاب الجهوي مجموعة من كتاب وأدباء المدينة الذين كانوا إلى حين يؤثثون الخزانة الوسائطية بالقبة الخضراء للفقيه محمد المنوني بمحاضراتهم وتوقيعاتهم وأنشطتهم الفنية والثقافية، أنكروا علمهم بهذا المعرض الجهوي، لحظتها أحسست أنهم في صدمة من أمرهم من هذا الإنزال.

 قد لا نختلف في قيمة الكتاب ومدى حاجة مكناس إلى بناء مفهوم الثقافة النظيفة، وغير الرخوة بسياسة الفولكلور. قد لا نجانب الحقيقة إن قلنا أن هنالك قطيعة بين ما يدبر بين أسوار (القبة الخضراء) من مديرية الثقافة بالمدينة، وبين حاجات الساكنة، وقد لا نرى في الإسقاطات الثقافية اللحظية غير الإخبارية إلا نوع من التدبير التقليدي القائم على (أنا أفكر لك، وما عليك إلا الاستهلاك وفق رؤيتي الضاربة !!).

نعم، في غياب التواصل الفعال والإخباري مع المكونات الثقافية والإعلامية المتنوعة بالمدينة، وكذا مع المكونات التعليمية والجامعية بمكناس، يبقى المعرض الجهوي للكتاب المقام بمكناس خارج سياق المطالب الكبرى للثقافية بالمدينة، وسيتحول المعرض إلى خيمة كبرى للبيع وشراء الكتب والمجلدات وبالتخفيض المرجعي، ولن يكون له قياس الأثر الثقافي العلوي على المدينة، ولا على الأداء الثقافي التفردي للمديرية التي تتحمل شأن الثقافة والشباب والتواصل بمكناس.