ماذا يحدث داخل مكونات الكوديم ؟

لم يكن القرار المفاجئ الذي اتخذه الرئيس قرارا عابرا وذا مرجعية مؤسساتية، ولكن بصدق في حالة انسحابه من قيادة النادي في هذه الظروف المفصلية، فكونوا على يقين بأن الكوديم ستعود إلى حال عهدها القديم، تدبر بالارتجالية والفوضوية، وتبيت تَنجَر نحو قسم الهواة مرة ثانية. نعم، النادي خسر مقابلة رجاء بني ملال فلست هي النهاية ولا هي البداية !! فالبطولة لازالت في جولتها التاسعة (9). فليست هذه الخسارة هي السقطة النهائية، كما أن الفوز أربع مرات متتاليات ليست هي نتيجة تحقيق الصعود، أو حتى مصدر تحقيق نقاط منطقة الأمان والظل من العودة إلى المنطقة الرمادية (قسم الظلمات).

اليوم الكوديم في أياد أمينة، وهي حقيقة لا ينكرها أحد بالمدينة. فقد استطاعت خلق نقلة نوعية بمأسسة النادي قانونيا، استطاع الرئيس ومكونات المكتب من تحقيق نقلة كمية بعودة النادي إلى الدوري الاحترافي الثاني. اليوم الكوديم في حاجة إلى الاستقرار التدبيري والمالي، والتقليل من سياسة (الطواحين الهوائية). في الساعة ذاتها لا تحتاج الكوديم إلى الخلخلة المربكة التي تنتج (طاحت الصومعة علقوا الحجام). اليوم، الكوديم في مسارها الصحيح برصيد نقاط (14) وبفارق مع المقدمة (5). اليوم الكوديم، ليست في حاجة إلى السكاكين المؤدية بالنقد المبرح، ولكنها في حاجة إلى الدعم والمؤازرة، وإلى كل المكونات الرياضية والجماهيرية.

مشكلة الكوديم القائمة كما يقول صديقي الصحفي المهني: كثرة (الهضاضرية)، وكثرة (الفهامية) وكثرة (الإفتاء) التَّرْيِيبِي، فالمدينة كلها بدون إنارة، وحين بدا نور الكوديم يستنير، هنالك بجمع التكسير من يريد إطفاء هذه الشمعة الباقية بمدينة مكناس. 

الكوديم اليوم في حاجة إلى الدعم المالي الأولي، وإلى السيولة اليومية التدبيرية التي تجعل من النادي بحق ينافس على الصعود، كما ينافس على البقاء في القسم الاحترافي. اليوم الكويم في حاجة إلى صرف الدعم الفوري من مجلس جماعة مكناس بالاستعجال، والإجابة عن سؤال أية مدينة نريد، لأي فريق يمثل مكناس؟ فماذا نحن فاعلون؟

مكناس تصنع المعول الناسف، ولم تصنع بتاتا (المَلاَسَةَ) البانية. فحالة الكوديم، هي النموذج الأمثل السليم، والذي يبعد عمَّا يحدث من (بلوكاج) و(سابوتاج) بمجلس الجماعة والمدينة. بصدق، لنصرف خلافاتنا الجانبية والشخصية بعيدا عن النادي المكناسي، لنصرف خلافات بحضارية وبالوجه المكشوف، وبلا مناوشات مناوئة للفريق (من تحت الدف).

دعوة صريحة إلى السلطات الترابية بمكناس، على التدخل الفوري لأجل تيسير حصول النادي على الدعم الموعود من قبل مجلس جماعة مكناس، والمجلس الإقليمي، ومجلس جماعة المشور الستينية. دعوة إلى مؤسسة السيد عامل عمالة مكناس، على الأخذ بيد الرئيس خالد تعرابت باعتباره رجل المرحلة بامتياز. دعوة إلى مكونات المدينة على المساهمة البناءة في دعم الكوديم ماديا ومعنويا، وتجنب كل خلق المطبات والمتاريس التي تعرقل السير العادي للنادي.

فالمسؤولية صعبة، وتَحَمُّلِ النقد المستمر يزيد من إنهاك جسم النادي ومكوناته (الغالب الله)، فالنادي لازال مُترهلا في ظل غياب الدعم المؤسساتي والاستثماري والإجماع المعنوي التام. لنترك الكوديم تسير فهي في السكة الصحيحة، ولا لزوم لخلق الفزع والردم المدوي !!