آخر الأحداث والمستجدات 

فسحة من صيف : في مكناس إذا لم تستطع قول الحق فلا تُصفق أبدا على مشاهد من عتبات سياسة الباطل !!

فسحة من صيف : في مكناس إذا لم تستطع قول الحق فلا تُصفق أبدا على مشاهد من عتبات سياسة الباطل !!

في مدينة مكناس إن لم تستطع قول الحق، فلا تصفق أبدا على مشاهد من عتبات سياسة الباطل.  في مدينة الأحاجي بات الجميع يُفكر في الحلم (مجلس ما بعد 2027)، ويُغيب الواقع غير المعتدل لمسارات سياسة المدينة في التنمية. في مكناس الجميع يَبحث عن هوية المدينة (التاريخية) والقيم الأخلاقية في تدبير الشأن المحلي، لكن المدينة بحق تَفْتقد إلى الإطارات التنموية المفكرة التي تُحدث التحولات النوعية (الكفاءات التقنية)، وبلا تصلب احتلال المناصب. طبعا، من النتائج الطيعة في غياب التفكير الهندسي للمدينة، فلن ينجح أي مشروع سياسي مهما كانت طاقته الاستيعابية في الحكامة !! ومهما كان استقطابه لمال الدولة العام. فالمعضلة الكبرى بالمدينة تكمن في فئة ألفت صناعة الإخفاقات والتموقعات والتكتلات. فالتجارب السابقة بمكناس علمت الساكنة أن السياسية  فن الممكن في صناعة الإخفاقات تباعا.

من حسن نتائج التشخيصات (مكناس الكبير) حين تم اعتبار مكناس قوة ناعمة في مجال استقطاب الاستثمار، حين اعتبر مكناس قطبا تابعا بالثنائية (فاس مكناس).  فيما حقيقة المدينة البينة بلا منازع فإنها بات تنتج  فقط بنايات (الآجور) والقضاء على المجال البيئي بطرق الاغتصاب، وفض بكرة عذرية التناغم بين الإنسان والطبيعة (ضفة واد كيتان/ امتدادات وادي بوفكران). من تم افتقدت المدينة للذوق المعماري بتشوهات غير التقائية مع المدينة العتيقة. افتقدت المدينة وسائل الراحة من الداخل، والرحمة لعيش الساكنة، وأرض (شويخ من مكناس...) !!

 

مكناس بحق تحتاج إلى وقفة رمزية حاضنة من الدولة المركزية الفوقية، فالسياسية بمجلس جماعة مكناس  تتعرض دورة بعد دورة للتضخم والانتفاخ، وتضييع مصالح (مكناس الكبرى). فيما صناعة (التقاطب السلبي) فقد بات متحركا أكثر ممَّا مضى في الحفاظ على الامتيازات (كيفما كانت)، ولما لا حتى التحكم في منافذ ضبط الفعل التنموي. 

 

القبضة السياسية القديمة بالمدينة (التقاطب السلبي)، لا زالت تتحكم وتصنع أزمة على إيقاع أخرى مستحدثة ومستديمة. لا زالت القبضة الحديدية القديمة بالمدينة تلعب على التشرذم في غياب رؤية الوحدة البنائية ذات المرجعية السياسية الفاعلة (بلا بلقنة). فالنقاش السياسي بمكناس بات يوازي (إعلام الشارع) في مواقع التواصل الاجتماعية الافتراضية، وفي غياب الأحزاب المؤسساتية التي تصنع الوعي وتُدرج الاحتجاج السلمي في مواصلة الإصلاحات (الاحتجاج التقليدي في الشارع) ضمن مخططاتها الترافعية، وفي غياب إصدار بيانات حقيقة للرأي العام حول ما يحدث بالمدينة (المسابح العمومية) نموذجا.

 

فإذا كانت معاناة الساكنة في التعاطي مع مشاكل أضعف أولويات القرب (الإنارة/ الحفر/ الملك العام/ المجال البيئي الترفيهي...) تستفحل بالزيادة، فقد باتت تُدار المشاكل (السياسية) عبر قنوات غير صحية (مواقع التواصل الاجتماعي) بديلة، وقد تنفلت من أيدي التأطير الحزبي المؤسساتي مع دوام سُموي (إعلام الشارع) وغياب الحقيقة الأكيدة. فأشكال الاحتجاج والتعبير عن المشاكل الصغرى تتطور طبعا في حوض (النضال الأزرق)، والتحولات المجتمعية قد تُشكل معادلة (دراماتيكية) وببدائل قد تكون أسوء أثر من الاحتجاج العام والتقليدي بالشارع (التحولات الرقمية).

 

مكناس تحتاج إلى إعادة بناء أجزاء من تاريخها انطلاقا من عمليات تثمين المدينة العتيقة وصناعة الالتقائية النهضوية. مكناس تحتاج إلى مبدأ حكامة التجانس المطلقة، وإقصاء عناصر تنوع الخلافات التي تحمل النفعية الذاتية والحزبية (التقاطب السلبي). مكناس تحتاج إلى لمِّ شمل تلك الأصوات التي باتت منبع المشاكل، لأن الزيادة في تمريغ إقصائها يزيد من طاقة تحملها في الاستنكار والاحتجاج عبر (إعلام الشارع).

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2023-07-11 20:34:34

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك