آخر الأحداث والمستجدات
مدينة تغرق في الحرارة ولا مسبح عمومي في متناول الساكنة
تختلط السياقات العامة والخاصة التي ساهمت في تراجع مدينة مكناس في سلم مؤشرات التنمية الوطنية عامة، حتى أن الثقة باتت تنهار يوما بعد يوم في مكونات تدبير الشأن المحلي الجماعي بالمدينة. من الفضل الاستثنائي ولو بالمماطلة المميتة، فقد تم تدشين بداية الأشغال الهيكلية لشارع فريد الأنصاري، وهي البداية التي تأخرت لما يربو عن سنتين. ورغم، فلن ندخل في ب(وليميك) تداولات المواقع الاجتماعية الاليكترونية عن من وفرَّ الإمكانات والاعتماد، ونحن نعلم ذاك الشلل الذي أحدثه (البلوكاج) الفاشل بالمجلس. اليوم، نقر أن للسلطات الترابية اليد الفضلى في هذا التدشين، ولما لا في تحريك مساطر البدايات بإلحاح، وتسريع من السيد عامل المدينة.
قد نلزم الحيادية كحمض نووي في رؤية متابعتنا للشأن المحلي بمدينة مكناس. فليس من اختصاصنا تقييم منافع الأداء، بقدر ما نبحث عَمَّا يجب أن يكون من تنمية مُتكاملة بهذه المدينة العريقة الطيعة، ومن أثر مرجعي في جودة الخدمات، والشفافية والحكامة الدستورية.
اليوم نتحدث عن مدينة بلا مسابح، بلا فضاءات ترفيهية، بلا منتزهات ذات شد بيئي وجمالي، بلا مورد مائي كان يغذي المدينة بحدود (السلاوية)، وصهريج السواني الذي قد يقف الجميع مكتوف الأيدي، في الجواب عن كيفية تعبئة خزانه بالماء (عمق 4أمتار وبطول 300متر تقريبا) ؟ وما المورد المائي الكفيل بتسريع وثيرة التعبئة المستديمة؟ مدينة بلا... فحدث ولا حرج !!
حرٌّ يعلو شدة وتغرق المدينة فيه، والجميع لم يجد متسعا عاما لمسبح عمومي يتم اللجوء إليه، ليس لأجل السباحة بل لأجل الاغتسال بالماء البارد (الضغط العددي الذي يعرفه (الميني سيبال)، فقد باتت نافورة مقطع مدارة سينما (كاميرا) مسبحا بلا مُعلم سباحة، ولا أداء (ميني سيبال أولاد الشعب) المفتوح على السياحة والفرجة !! باتت النافورة مثل (العوينة الصافية) و(البليصة) و(الكيدونات) في الزمن الماضي من فيض ماء وادي بوفكران.
نكبة المسابح بمكناس تزيد استطالة، ومستديمة التكرار كل موسم صيف، ولن تنتهي إلا بصدمة تفويت المسابح العمومية لشركات خاصة لأجل الاستثمار والتدبير. فمجلس جماعة مكناس من كثرة (علماء السياسة) قد يتماشى مع الرهانات الجديدة، ويتخلى عن أدواره العمومية وواجبات تمثيلية القرب والرعاية الاجتماعية للمواطنين.
من المزايدات غير الصادقة ولا المؤسساتية حين يشاع أن مسبح السلم، قد تم تفويضه للاستغلال (الخصوصي)، فيما مجلس المدينة الموقر، لم يقدرعلى تكذيب هذه الإشاعات ولا على تصديقها، ووضع الساكنة ضمن الآليات القانونية لذلك. فالدور التقني للمجلس قد يؤثر في الاختيارات المستقبلية، مادام العجز السياسي لم يقدر على فتح مسبح (الميني سيبال) للعموم، وما دامت الوصولية السياسية قد استفادت و(تكمشت) بالمرة !! هنا نقول دائما أن مطالب مكناس باتت في الحد الأدنى من الترافع (فتح المسبح) و(إصلاح عمود نور) و(ترميم حفرة)،هزلت المطالب في ظل تفوق مدن الحظوة الشمالية في التخطيط وسياسة التمكين!!
سألت عن مجلس مكناس ومكامن الثقة في تدبيره للشأن العمومي بالمدينة، فكانت الإجابة تشبيه التماثل بين سياسة (إيمانويل ماكرون) الرئيس الفرنسي الذي يجد نفسه كل مرة في مشكلة أعمق (سياسة تفجير الألغام)، ومكتب جماعة مكناس الذي (كُلُّ وُاحَدْ تَيَلْغِي بَلْغَاهْ) ويمر سياسة (الْعَبْ وَكُولْ).
اليوم مطالب الساكنة في ظل حرارة تعلو، وأطفال وشباب الأحياء الناقصة التجهيز، وذوي الدخل المحدود في فتح المسبح العمومي والذي هو من مخلفات جيل الاستعمار، فتحه بلا مفرقعات هوائية بين الأعضاء (الطواحين الهوائية) ومن كان له الفضل (في سباحة أولاد الشعب) !! اليوم الرهان الأكبر هو تطوير الأداء والحفاظ على أملاك الجماعة الخاصة والعامة، ولما لا ضبط (زمام تريكة) جماعة مكناس الضائع بين أيدي المستغلين (من تَحتِ الدفِ)، وبلا مداخيل تُغني ميزانية الجماعة.
الكاتب : | متابعة للشأن العام بمكناس محسن الأكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2023-06-25 22:22:23 |