آخر الأحداث والمستجدات
كان يا ما كان موسم عيساوة في عيد المولد النبوي بمكناس يقام بصفر درهم...!!
في سابق الزمن كان يطلق على الجمعيات التي ولدت من عين الفراغ أنها جمعيات بمصاصة ذهبية فموية. أنها جمعيات من طينة الوديان والأنهار والأعيان. اليوم بمكناس، جمعيات قد تنال الرعاية التفضيلية من قبل مجلس جماعة مكناس، وقد تَلقى الدعم الحاتمي بسخاء، بصيغة قانونية في تنظيم (مهرجان عيساوة وموسيقى العالم) وتنظيم (مقابر المسلمين...)، والزمن والمكان لا يحتمل تمرير مهرجان من مالية الجماعة وغيرها.
في سابق الزمن مِمَّا مَضَى، كان موسم وطني للطوائف العيساوية بمكناس (عفوي) ويقام بصفر (0) درهم، اليوم بات المهرجان (الحديث) مكلفا، وقد يلتهم ما قدره على مُدَدِ ثلاث سنوات (1500.000.00درهم). في سابق الزمن (عند أهل مكناس النية) كان تَجَمُع (عيساوي) يَنْشط في موسم (الشيخ الكامل)، ويُحْدث سوقا تجاريا موازيا بالمدينة، وتبيت مكناس قبلة للجميع، وتستقطب ما يزيد عن نصف مليون زائر تقريبا (المِيلُودْ يَلاَقِينِي بِأَحْبَابِي).. كانت كُلُّ الطوائف تَحج آتية إلى المدينة وتُقدم منتوجها الفني بكل أريحية وتطوع باتجاه الولي الصالح (الهادي بنعيسى).
من بؤس المدينة الحديث العهد، أنها لم نستطع تثمين موسم (عيد الميلود)، وبات الجميع يمثل المعاول المعيارية، ويمارس النقد الهدام، ويتقمص دور الفقيه العالم والعارف بالزوايا الصوفية، وعمل البعض على النيل من الموسم بالتنقيص و(التنكيص)، وربطه بالشعوذة وتقاليد العرف الاجتماعي البعيد عن الأثر الديني السليم (قد لا نختلف) من حَجْمِ هذا المنطلق. لكن، قد نختلف حين لم تقدر مكناس على تنشيط الموسم التقليدي بالتجديد والتحصين من ممرات الشعوذة الدخيلة، ونقله نحو مفهوم المهرجان العصري (مهرجان عيساوة)، بآليات جديدة، وتبني أثره التراكمي الوطني والعالمي (السياحة الروحية). لم تستطع المدينة غير القص من أجنحة الموسم وإتلافه، وتحجيم طاقاته الاستيعابية، وقتل ذاك التراكم العرفي بما حمل من اختلافات وزوائد.
اليوم يقال والله أعلم بالنوايا والسرائر، أن جمعيات بالمدينة، تتكتل بالاتحادات العلية، وتدغدغ المشاعر(دعم التراث العيساوي والعمل على التعريف به، وإعطائه صفة تراث عالمي خاص بمدينة مكناس والمغرب عامة !!!). اليوم يقال والله أعلم بالنوايا والسرائر، أن جمعيات قد تضم أصحاب المال والأوامر والاقتصاد (تتسيد العمل الجمعوي بالمدينة). اليوم يقال والله أعلم بالنوايا والسرائر، أن جمعيات تمتلك قنوات كبرى للإقناع والوساطة، وتبيت بالمدينة سيدة الجمعيات (الكبرى)، ورغم فالاختلاف هو في نقطة الدعم (المضحك من وضعية مكناس) لا في من يحمل مشروع (مهرجان عيساوة وموسيقى العالم)، فنحن قد نحترم من بين أطرها (رجال صدقوا)، ونُكِنُ لهم كامل الاحترام، رغم أنِّي صدقا أُمانعُ من معرفة أسمائهم وصفاتهم بالضبط والترتيب.
بمكناس مجموعة من الجمعيات التي لها أثر مأثور في أنشطتها المَدَنِيةِ، لكنها تنال التهميش والإقصاء. جمعيات حتى وإن صنعت من أصابعها (ذهب) مهرجان واعدة بالحصرية (مهرجان مكناس للدراما التلفزية) مثلا، فلن تنال الدعم السخي، ولا لغة الترافع عليها داخل مجلس جماعتنا الموقر ومجلس الجهة. فحين تتساءل عن أسس دعم الجمعيات بنفس فصل الدستور الذي ترتكز عليه تلك الشراكة (مهرجان عيساوة وموسيقى العالم) ؟ يكون جواب (صقور) المجلس الجدد، لن نقدم دعما بمستوى الريع، اليوم يتم تقديم النقطة (11) للمصادقة على دعم سخي، فهل هو ريع (حلال)، أم تمييز غير دستوري بين الجمعيات العادية والجمعيات (الكبرى)!!
في حديث مع صديق مشاكس، ويترافع عن قضايا المدينة العادلة بقوة، أقرَّ لي بالصدق أنه قد يلجأ إلى القضاء الواقف العادل، ورفع دعوى قضائية على مؤسسة مجلس جماعة مكناس إن تم التصويت بالإجماع على تلك الاتفاقية (رغم الشخصية الاعتبارية)، بمقال ترافعي (تبديد المال العمومي)، يقول: حتى وإن اقتضى الحال الترافع عن هذه القضية في محكمة النقض العليا !!حين فكرت في رأيه وجدت أن القانون التنظيمي للجماعات الترابية (113/14)، يعطي الحق للمجتمع المدني الحق في ( تكريس قيم الديمقراطية بالتتبع والتقويم والشفافية والمحاسبة و المسؤولية).
الكاتب : | متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2023-05-01 14:12:00 |