مائدة الرحمان تغيب لأول مرة عن مكناس وتعوض بمعرض وسهرات فنية من تنظيم مؤسسة يديرها رئيس الجماعة

ولم تخلف موائد الرحمان التي يقف وراءها محسنون متطوعون يفضلون عدم الإفصاح عن هويتهم، موعدها طيلة السنوات الماضية، باستثناء فترة الجائحة، قبل أن تغيب هذه السنة لعدم حصول القائمين عليها على التراخيص اللازمة من المجلس الجماعي، رغم تقدمها بطلب خلال شهر رمضان الجاري، مما حرم مئات المواطنين، من عابري سبيل وفقراء ومشردين ومهاجرين، فرصة الإفطار مجانا في ضيافة الرحمان.

وفي تصريح لمكناس بريس، أكد مصدر مقرب من الجهة التي دأبت على تنظيم مائدة الرحمان لعدة سنوات متتالية ببهو القصر البلدي، أنهم تقدموا بطلب للحصول على التراخيص الضرورية، لمباشرة الاستعدادات هذه السنة، إلا أن طلبهم قوبل بالرفض بحجة أشغال تأهيل فضاء القصر البلدي، التي انطلقت قبل أسابيع.

هذا ولم يكلف أي مسؤول نفسه عناء تقديم يد العون والمساعدة لأصحاب المبادرة، بوضع فضاء عمومي آخر رهن إشارتهم و وضع مختلف الوسائل المتاحة رهن إشاتهم، عملا بالتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تكثيف المساعدات الإنسانية خلال الشهر الفضيل، وهو ما دفع بالمحسنين إلى محاولة البحث عن مكان آخر بوسط المدينة، الأمر الذي كلل بالفشل ليتم الاستغناء عن تنظيم المبادرة التي كانت توفر بشكل يومي ما يفوق 400 وجبة إفطار.

علاقة بالموضوع وأمام الفضاء الذي دأب على احتضان موائد الرحمان بمكناس، نصبت خيمة ضخمة ليس لإفطار الصائمين والمحتاجين أو أي مبادرات إحسانية أخرى تخفف معاناة المواطنين من غلاء الأسعار، بل لتنظيم معرض للمنتوجات المجالية ومنصة لاحتضان سهرات فنية، لتكون المفاجأة صادمة بعد معرفة أن المكتب الوطني للاستشارات الفلاحية، الذي يديره رئيس جماعة مكناس، جواد باحجي، هو من يقف وراء هذا التنظيم، رغم كون النشاط له ارتباط مباشر بأنشطة الملتقى الدولي للفلاحة الذي تستعد مدينة مكناس لتنظيمه مطلع شهر ماي القادم، أي أن المدينة في غنى عنه، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول دوافع إقامة هذا المعرض خلال هذه الفترة.

اضغط هنا للاطلاع على مقال سابق حول موائد الرحمان التي كانت تنظم سنويا بمكناس :

بالصور...ثلاث أماكن بمكناس تقدم إفطارا مجانيا للفقراء والمحتاجين