آخر الأحداث والمستجدات
أسرة المقاومة بفاس تخلد الذكرى 79 لانتفاضة 31 يناير 1944
نُظم الثلاثاء بفاس لقاء بمناسبة تخليد الذكرى ال79 لانتفاضة 31 يناير 1944، الذي يعتبر حدثا بارزا في تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال.
في كلمة بالمناسبة، أبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، دلالات هذه الملحمة التاريخية، مشيرا إلى أن انتفاضة 31 يناير 1944 جاءت بعد قيام سلطات الإقامة العامة بحملة واسعة من الاعتقالات في صفوف المواطنين والوطنيين والانتهاكات لحقوق الإنسان غذاة تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
وتابع ان سجل تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال يزخر بصفحات مشرقة عديدة وملاحم خالدة، مبرزا المعاني والدلالات العميقة التي يتعين استنباطها لكونها تعتبر مصدر إلهام للأجيال القادمة.
وأشار السيد الكثيري إلى أن أحداث 31 يناير 1944 تعتبر استمرارا لمسيرة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية، مسجلا أن السلطات الاستعمارية ضربت طوقا عسكريا وأمنيا على مداخل ومخارج المدينة القديمة لفاس.
وأكد أن تخليد هذه الذكرى المجيدة يعد مناسبة للإشادة بتضحيات رجال المقاومة الوطنية وأعضاء جيش التحرير الذين بذلوا الغالي والنفيس لطرد المستعمر والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.
وتضمنت وثيقة المطالبة بالاستقلال جملة من المطالب السياسية والمهام النضالية، تمثلت في شقين؛ الأول يتعلق بالسياسة العامة وما يهم استقلال المغرب تحت قيادة ملك البلاد الشرعي سيدي محمد بن يوسف، والسعي لدى الدول التي يهمها الأمر لضمان هذا الاستقلال، وانضمام المغرب للدول الموافقة على وثيقة الأطلنطي (الأطلسي) والمشاركة في مؤتمر الصلح، أما الثاني فيخص السياسة الداخلية عبر الرعاية الملكية لحركة الإصلاح وإحداث نظام سياسي شوري شبيه بنظام الحكم في البلاد العربية والإسلامية بالشرق تحفظ فيه حقوق وواجبات كافة فئات وشرائح الشعب المغربي.
لقد وقف المغرب عبر تاريخه العريق بعزم وإصرار في مواجهة أطماع الطامعين مدافعا عن وجوده ومقوماته وهويته ووحدته، ولم يدخر جهدا في سبيل صيانة وحدته وتحمل جسيم التضحيات في مواجهة المحتل الأجنبي الذي جثم على التراب الوطني منذ بدايات القرن الماضي، فقسم البلاد إلى مناطق نفوذ توزعت بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب، والحماية الإسبانية بالشمال، والوضع الاستعماري بالأقاليم الجنوبية، فيما خضعت منطقة طنجة لنظام حكم دولي.
هذا الوضع المتسم بالتجزئة والتفتيت والتقسيم للتراب الوطني، هو ما جعل مهمة التحرير الوطني صعبة وعسيرة بذل العرش والشعب في سبيلها جسيم التضحيات في سياق كفاح متواصل طويل الأمد ومتعدد الأشكال والصيغ لتحقيق الحرية والخلاص من نير المستعمر في تعدد ألوانه وصوره. فمن الانتفاضات الشعبية إلى خوض المعارك الضارية بالأطلس المتوسط وبالشمال والجنوب، إلى مراحل النضال السياسي كمناهضة ما سمي بالظهير الاستعماري التمييزي في 16 ماي 1930، وتقديم مطالب الشعب المغربي الإصلاحيـة والمستعجلـة في 1934 و1936، فتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944.
وتميز هذا اللقاء بتكريم عدد من قدماء المقاومين، وتوزيع إعانات مالية على بعض أفراد أسرة المقاومة بمدينة فاس.
الكاتب : | و م ع |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2023-02-02 20:36:10 |