ما هي نهايات سياسة (العَصِّيرْ) بين مكونات مجلس جماعة مكناس المتعارضة في المصالح؟

نعم (لي في رأس الجمل في رأس الجمالة)، فرغم الذكاء الفطري والوظيفي لرئيس المجلس، والذي قدم شهادة طبية تبيح له التغيب عن تدبير الشأن العام المحلي للمدينة بدون مساءلة ولا فحص مضاد، يكون ذكاء الخبرة السياسية بالمدينة (أشد مضاضة من الحسام المهند)، وحضرت الأغلبية وصوتت بإجماع الحاضرين (34) من (38) برفض الميزانية، بينما صوت لصالح الميزانية عضو واحد (1) وامتنع عن التصويت (3) برؤية (إنا عكسنا) وهو من حقهم طبعا.

بصرف النظر عن عمليات (العَصِّيرْ) بين الرئيس الوحيد في ميدان الجدال السياسي، والذي لا يسانده بالمجلس عند التصويت عن الميزانية غير عضو واحد (1) وهو من الأتباع الأوفياء (ومن حقه)، وبين تلك الأغلبية الرافضة والحاضرة في ساحة النزال السياسي (34) متسلحة بالذكاء السياسي، والتي خلعت (بيعتها) وسحبت ثقتها الصورية من الرئيس، تبقى المباراة غير متساوية في عُقْمِ الخلاف السياسي، وغير متكافئة في كر (المعارضة على الرئيس) وفر (أغلبية الرئيس منه) ومساندة (الأغيار). هنا يتضح أن مدينة مكناس لا تعيش (الذكاء الترابي) بل تعيش (اللاذكاء الترابي) البدائي، وتعيش ضمن رهانات تسوية الفشل والنجاح فيه، وغياب أية إستراتيجية عمل ملموسة ومنسقة. تعيش زمن التضييع، وتنويم مجموعة من المشاريع ذات الأولوية الاستثمارية، وذات الطابع الترابي التنموي (سوق الخضر/ المحاور الطُرقية (3)...).

بات يصعب الاستدلال عن مآلات مجلس جماعة مكناس، حين تم إرجاع ميزانية (2023) إلى نقطة البداية، وبدون مناقشة عامة على اعتبارات وأسس معيبة في الشكل. ومن الاعتبارات الكبرى أنها ميزانية الرئيس !! ولم يستشر فيها لا أعضاء المجلس ولا المكتب، وتم تجميد النقاش عليها في اللجان مرات بالمقاطعة، ومرات عديد منها بعدم اكتمال النصاب.

إلى أين يسير مجلس جماعة مكناس بعد توقيف مسار الميزانية؟ للإجابة عن هذا التساؤل يبقى الفشل هو المصير، من غير استحضار وقفة تحسم في الخلاف، وتعيد هندسة وتركيبات أغلبية المجلس. يبقى الاستدلال عن هذا السؤال هو البحث عن البدائل الممكنة بالمتغيرات القانونية، ويجب أن تكون الأكثر صلابة، و لا تهاب سياسة (العَصِّيرْ) مرة ثانية، و لا بد أن يكون الغرض من البديل (الافتراضي) تلبية احتياجات المدينة والمحددة أصلا في المجالات الترابية من خلال تحقيق التنمية الوفيرة. ويبقى البديل الممكن في قوة التعبئة والترافع عن مكناس، وتخفيض نقاط ضعف المدينة في مجالات (الفساد والريع حلال) وغياب الحكامة.