المجتمع المدني و سؤال الأزمة الاقتصادية عنوان ندوة فكرية بمكناس

و قد تمحورت الندوة حول عدة محاور من أبرزها أسباب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر منها المغرب، انطلاقا من المشاكل التي تعرقل التطور الاقتصادي بالبلاد و مرورا بالتفريط السياسي و التدبيري للشأن الاقتصادي، و كذا الدور الفعال الذي يجب أن يلعبه المجتمع المدني من أجل تطوير الوعي بالثقافة الاقتصادية في المجتمع.حيث تطرق الأستاذ زهير الحريكة في التدخل الأول، إلى بعض  المشاكل التي عانى بسببها الاقتصاد الوطني و ما زال يعاني من أجلها، و التي ترتكز حول سوء التدبير الضريبي بالمغرب، وكمثال لذلك حسب الأستاذ زهير نجد سوء إسقاط صيغة الإعفاء الضريبي على من لا يستحقون، و كذا عدم تدقيق الدولة في فرض ضرائب على كبار الفلاحين، و أيضا تملص المستفيدين من الاقتصاد الريعي من أداء أبسط المستحقات الضريبية، التي هي في الأساس حق وطني من الشعب و لأجل الشعب.

أما الأستاذ عبد المقصود الراشيدي فقد تطرق في كلمته، إلى المراحل التي قطعها مفهوم المجتمع المدني عبر تاريخ المغرب الحديث بدءا بالوقت الذي كان فيه مفهوم الجمعيات منحصرا و منغلقا على نفسه و إلى غاية وصولنا إلى مرحلة مهمة أصبح فيها العمل الجمعوي، ركيزة أساسية في المجتمع المغربي، و الدليل على ذلك حسب الأستاذ الراشيدي هو اعتماد الدستور المغربي الجديد على محاور أساسية في صياغة  مضامينه، كانت من تغذية الفاعلين الجمعويين بالمغرب، و هو ما أعطى دفعة قوية لتقوية المجال الجمعوي و الحقوقي بالمغرب.