آخر الأحداث والمستجدات 

مدرسة الفتح الحرة 1946 العريقة بحي الزيتون تُعرَضُ للبيع في المزاد العلني

مدرسة الفتح الحرة 1946 العريقة بحي الزيتون تُعرَضُ للبيع في المزاد العلني

مدرسة الفتح الحرة (1946) ذاكرة تاريخية بحي الزيتون قد تتعرض للانقراض والتحطيم، مثل ما حدث للمسجد الذي كان محاذيا لفران المرحومة (الزاهية) وأولادها. ولم يعد له أثر لا على الأرض، ولا في الذاكرة الجماعية بالحي، ولا على حماية موقعه التاريخي من الاحتلال العشوائي. وكذا نفس الشأن لبناية الولي الصالح سيدي علي بن طاهر، والذي جرفته جارفات إحداث تجزئة التازي !!! ولم يتم حينها تحريك أي ساكن، للتعبير عن رفض طمس معالم حي الزيتون التاريخية والروحانية.

هو تاريخ المكان قبل أن يكون تاريخ أحداث، هو تاريخ أدمغة نالت التعليم من داخل تلك المدرسة (الحرة) الفتح،  التي جابهت حينها المستعمر من (1946)، وقامت باستقطاب أطفال حي الزيتون وغيره لأجل التعليم، والتأطير الوطني، والعمل على تفعيل المقاومة و نيل الاستقلال. هي مدرسة الذاكرة الجماعية بحي الزيتون، والتي تتعرض (للبيع بالمزاد العلني) حسب الإعلان القضائي، وملف التنفيذ (5857/ 6201/2018) والذي يتوفر موقع (مكناس بريس) على نسخة من إعلان إشهار البيع بالمزاد العلني بتاريخ ( 12/05/2022) على الساعة التاسعة -9- صباحا (بقاعة البيوعات رقم 3 بالمحكمة الابتدائية ، بمكناس...). وقد تمت تسميتها حسب الإعلان (زينة المنزل برقم 19، درب باسعود ، الزيتون ، مكناس، مساحته الإجمالية 460 متر مربع، يستغل كمؤسسة تعليمية المسمى " الفتح" انطلاقا من سومة مبدئية قدرها 000,00. 1.200).

لن ندخل في ذاك النزاع العائلي الداخلي، لأسرة عريقة بحي الزيتون، كانت لها ريادية في العلم والفقه والإمامة والتوجيه والنضال ضد المستعمر، وحتى في المواقف السياسية الجريئة منذ عهد الحماية، وفي عهد الاستقلال (رئاسة المجلس البلدي). وما إنشاء مدرسة حرة من طرف هذه العائلة الأصيلة، إلا توجيه يعبر عن الوطنية الصادقة لتلك العائلة الزيتونة بانتماء (القبيلة). لن ندخل إلا في مطالب المحافظة على مدرسة الفتح الحرة (1946) كرمزية تاريخية محلية، حتى لا يجرأ المعول الناسف على جرفها، وهي الرمزية الباقية بالتفرد بحي الزيتون القديم، والرمزية التي لازالت في عمق الذاكرة لدى جيل تتلمذ بها، وعلى يد معلمين أكفاء مخلصين للوطن.

اليوم مطالبنا تستهدف أولا العائلة الأصيلة بحي الزيتون على ترك مدرسة الفتح الحرة (1946) رمزا ساميا بحي الزيتون كما هي، وبرؤية تجديد الاستغلال. مطالبنا نحو الدولة المغربية من خلال ملتمس بأن تتدخل الأملاك المخزنية باقتناء العقار، وتخصيصه للاستغلال في الخدمات الاجتماعية والثقافية بحي الزيتون، والذي أصلا يفتقد لكل البنيات الأساسية. مطالبنا تستهدف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري باعتباراته الشخصية الوطنية الغيورة على المنشآت ذات البعد التحرير الوطني العام. مطالبنا تستهدف وزارة الشباب والثقافة والتواصل باعتباراتها التأطيرية في سد الخصاص الذي يعرفه الحي من المراكز السوسيو ثقافية، والعمل على تحصين مؤسسة (الفتح) الحرة كدار للثقافة، أو معرض (متحف) للذاكرة بحي الزيتون. مطالبنا تستهدف رئاسة مجلس جماعة مكناس باعتبارها المدبرة للشأن العمومي، والتدخل لأجل تفعيل (الشفعة) والتفكير في توظيف (المؤسسة) في التنشيط الثقافي ( تفعيل وعود رئيس السيد جواد بحجي في اجتماعه الأخير مع نخبة من أبناء حي الزيتون). مطالبنا تختص بالتعيين رئيس مجلس عمالة مكناس السيد هشام القايد باعتباره ابن حي الزيتون الغيور، والمتفاعل مع قضايا الحي، وله ذكريات ارتباطية بهذه المؤسسة. مطالبنا نحو المجتمع المدني، والجمعوي، والسياسي، و كل الغيورين بحي الزيتون والمدينة لأجل الترافع على رمزية المؤسسة التاريخية، دون أن يصيبها التفكيك والتلف. مطالبنا إلى السلطات الترابية العليا بالمدينة باعتبارها الضامنة والراعية للمأثور العمراني التاريخي، وتفعيل ميزة المنفعة العامة، وإلحاق ترميم هذه المؤسسة التاريخية (الفتح الحرة 1946) ضمن البرامج التكميلية لتثمين المدينة العتيقة بمكناس، وإعادة التوظيف الأمثل لها.

الآن وقبل غد، لا بد من اتخاذ قرار كيف ما كان لتبقى (مدرسة الفتح) تلك المدرسة ذات الرمزية الوطنية والتاريخية بحي الزيتون، وذات الرمزية العائلية لآل بن الطايع العريقة بحي الزيتون.

(حلقات رمضانية عن حي الزيتون)

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2022-04-17 16:20:18

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك