آخر الأحداث والمستجدات
حتى تبقى جذوة الأمل
كثير منا من يتباكى و يتحسر على واقع مدينتنا أو بلدنا و كثيرة هي الخيارات التي يتبناها الشباب خاصة النخب منه كرد فعل على هذا الواقع الذي قد لا يجد طموحه و لا تمثلاته الحالمة أحيانا فيه.
وقليل من الشباب مثلنا من جرب الانخراط الإيجابي مبكرا في قضايا الوطن و الشأن العام و جرب دروب النضال في مختلف القضايا و المجالات ...من الحقوقي إلى الثقافي إلى الإجتماعي و السياسي أو التربوي و الدعوي و غيرها أملا في غد أفضل و من أجل مغرب آخر ممكن .
آمنا منذ البداية أن العمل الكبير يأتي بتراكمات الأعمال الصغيرة و أن نهضة أمتنا و تقدم شعبنا و مجتمعنا يأتي بالتدرج و الإنجاز بشكل تراكمي يتحقق معه المأمول و نتجاوز به المألوم
اليوم قررت دخول غمار العمل السياسي من بابه الواسع و الانخراط في معركة التنمية المحلية بنفس المنطق أي منطق التدرج والإنجاز والتراكم ، و في هذا السياق قد تتراكم لدى متتبعي مجموعة من الأسئلة التي قد تتبادر إلى الذهن من مثيل :
- ما جدوى الانخراط في العملية الانتخابية ؟
- لماذا بالضبط باسم حزب العادلة و التنمية ؟
- و لماذا هذا التوقيت بالضبط؟
- و ما هي رهانات هذه المشاركة ؟
- و ما هي إضافتي المأمولة من هذه المشاركة؟
1 – الانخراط في العملية الانتخابية هو باب من أبواب التدافع و الخير و النضال و الإحسان للغير نبتغي به أولا وجه الله و الدار الآخرة ، هو كذلك وسيلة من وسائل البناء الحضاري و دفع الظلم و المفاسد و جلب المصالح و المنافع لمجتمعنا و بلدنا، هو ميدان لاختبار الأفكار و الذوات و القناعات، و كذا التعاون على الخير مع الغير، هو لبنة من لبنات الشهود الحضاري وإقامة الحجة والعدل وتنمية المجتمعات وإنصاف الشعوب...
وانخراطي في الانتخابات الجماعية المقبلة بمكناس قرار أملاه علي الإحساس بالواجب اتجاه هذه المدينة ، هذه المدينة التاريخية العتيقة التي ولدت بها و ترعرعت في دروب أزقتها العتيقة و آمنت بها و بتطلعات أهلها، فهي دوما تستحق الأفضل وما راكمناه بها من خدمات وعمل جمعوي في مختلف الجبهات والمجالات وما راكمناه من تجارب نرى أنه حان الوقت لنسهم به قدر المستطاع و بشكل آخرعبر بوابة مؤسساتها المنتخبة خدمة لها و لبلدنا بشكل أكثر تأثيرا و فعالية، فلإن نشعل شمعة خير من أن نلعن الظلام فاليوم نعلنها أننا ستشعل بها مصباحا جديدا.
2 – قد يتساءل كل متتبع لي و لمسيرتي لماذا حزب العدالة و التنمية ؟
اخترت أولا حزب العدالة و التنمية و انخرطت في هياكله منذ سنوات بعد تجربة راكمتها من داخل الصف الإسلامي و بعد مراجعات فكرية و سياسية قمت بها خلصت إلى أن المشاركة السياسية و الانخراط الواعي بالمؤسسات الوطنية و المنتخبة و مزاحمة الفساد و الإستبداد بها عبر الآليات المتاحة و بشكل تدريجي و تراكمي لهو الخيار الأقرب إلى الصواب و المصلحة الوطنية لذلك انخرطت بحزب العدالة و التنمية .
فهو كذلك سليل الحركة الوطنية و تأسس استنادا إلى مرجعية و هوية هذا الوطن العزيز ، حزب بقي وفيا لمبادئه و قيمه ، اختبر في عدة محطات و نجح في تقديم نموذج لحزب ذو مرجعية إسلامية وطنية لا يتردد في تقديم مصلحة وطنه و شعبه و لو كان ذلك على حساب شعبيته واختياراته و مواقفه السياسية الخاصة و الباقي مجرد تفاصيل ...
حزب بعد عشر سنوات من انخراطه في تدبير الشأن العام راكم تجربة محترمة و حقق إنجازات مشرفة وطنيا و محليا طبعا إلى جانب باقي الأحزاب و تحت قيادة جلالة الملك، في ظل تحولات إقليمية و دولية عاصفة قدم فيها المغرب بكل مكوناته نموذجا تنمويا و تجربة صاعدة تحتاج أكيد لجرعات إضافية من التنمية و الديمقراطية و الحريات و حقوق الإنسان .
3 – اخترت هذا التوقيت بالضبط جوابا و ردا على خطاب التيئيس و العدمية و الإحباط و الإنتظار، و المقاطعة ، ردا كذلك على خيار الانتظار و الاستعلاء و الأستاذية... اخترت هذا التوقيت أملا و إسهاما في استدراك ما يمكن استدراكه و خوفي من تفويت فرصة الشباب و الصحة كان بإمكاننا استغلالهما أفضل نهضة و ازدهارا لمدينتنا و طننا
4 – إن مشاركتي اليوم في الاستحقاقات الانتخابية لم و لن يكون إسهاما في رفع رصيد الحزب من الأصوات فقط بل جاءت برهانات كبيرة و متعددة ، رهان الإضافة النوعية و رهان الاجتهاد و الإبداع في حلول تجيب عن مشاكل مدينتنا بالتعاون مع الجميع و من أجل مكناس التي نريد (في مقال آخر).
أكيد أن مدينة مكناس لها من المواصفات الطبيعية و الخصوصيات التاريخية و الإمكانات الاقتصادية المتنوعة يؤهلها لتكون مدينة بمواصفات عالمية فقط إذا ما أحسنا توظيف كل هذا، وتظافر جهود المخلصين من أبنائها من مختلف الحساسيات السياسية و الجمعوية و تعاون القطاع العام و الخاص و حضور وازن للمجتمع المني و دعما لائقا من جسمها الإعلامي و إرادة و احتضانا من سلطاتها الترابية و رعاية مولوية من جلالة الملك أكيد سنربح الرهان .
فحتى تبقى جدوة الامل مشتعلة و متوهجة في نفوسنا و نفوس الأجيال القادمة سنشارك و نستمر بالنضال و عبر جبهات متجددة من أجل مكناس لكل المكناسيين ، من أجل مكناس بجيل جديد من الخدمات و المؤسسات و المشاريع الكبرى و المندمجة و المهيكلة يعيد لها بريقها و مجدها ، مكناس باعتبارها العاصمة الإسماعيلية وما يحمل هذا التشريف من دلالات و رموز جدير بأن تكون من مصاف المدن تطورا و ازدهارا، و هذا كله يصب أولا و أخيرا في خدمة الوطن.
و الله ولي القصد و هو يهدي السبيل
الكاتب : | محمد النجدي |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2021-09-03 12:25:04 |