آخر الأحداث والمستجدات
قراءة نقدية للباحث علي زيان في حصيلة مجلس الجهة بعمالة مكناس
انتظرت قبل كتابة هذه الاسطر لأرى تفاعلات الطبقة المهتمة بالشأن المحلي بمدينة مكناس مع حصيلة عمل جهة فاس مكناس خلال المدة الانتدابية 2015-2021 لكن يبدو أن كواليس الاستحقاقات الانتخابية الحالية اخذت الحيز الكبير من الاهتمام وبالتالي لا يمكننا استشراف المستقبل التنموي بهذه المدينة دون قراءة الحاضر و حصيلة الماضي القريب على مستوى اداء الوحدات الترابية ، هذه الحصيلة التي تم تقديمها يوم الخميس 12 غشت 2021 في ندوة صحفية ترأسها السيد محند العنصر رئيس مجلس الجهة، وبحضور السيدات والسادة نواب رئيس مجلس الجهة والأطر .
بطبيعة الحال مايهمنا هو حصيلة عمالة مكناس أو بالأخص مدينة مكناس في إطار وحدة المدينة ، وكان يسعدني لو تم تقديم حصيلة كل مدينة من طرف ممثليها في مجلس الجهة ستكون الامور واضحة بعيدا عن الديباجة الرنانة والفصول التأطيرية ذات المصطلحات القانونية والادارية الرفيعة والخروج من العموميات .
فماهي إذن حصيلة مدينة مكناس وسط الحصيلة العامة لعمل مجلس الجهة ؟
وماهو المبلغ العام الذي تم رصده لحصة مكناس مقارنة بباقي المدن والقرى المكونة للمجال الترابي للجهة ؟
وكيف يمكننا تقييم أداء ممثلي المدينة في الجهة هل على أساس شخصي أم على أساس حزبي ؟
مجموعة من التساؤلات تفرض نفسها في ظل ضعف الاداء والحصة المخصصة للمدينة شكلا ومضمونا خصوصا اذا قابلناها بحجم وضخامة تطلعات ورهانات التنمية التي تنتظرها الساكنة .
بالرجوع الى التقرير الذي تم تقديمه بحضور مختلف المنابر الإعلامية الوطنية والجهوية فقد تم عرض جرد شامل للبرامج والمشاريع، في شكل معطيات مدققة ومرقمة ومحددة مجاليا وقطاعيا، موزعة حسب البرامج المعتمدة من طرف مجلس الجهة، سواء تلك المتعلقة بالعقد برنامج بين الدولة والجهة (2022/2020)، أو ببرنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالوسط القروي (2021/2016)، أو ببرنامج تأهيل البنيات التحتية والبنيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية(2021/2015)،
وبعيدا عن حماس الشق النظري والمتميز بشرح المنطلقات الأساسية لرؤية المجلس المشتملة على تقوية الإطار المؤسساتي لعمل مجلس الجهة و الحرص على جعل المجلس يلعب دورا أساسيا ومركزيا في التنمية الترابية مع الوعي بحجم الخصاص المسجل في عدة مجالات بالجهة.
هذه الرؤية كما جاء في العرض والتي سعت الجهة لتحقيقها بتحقيق ثلاثة اهداف اولا : إعطاء الأولوية للتخطيط الترابي ، ثانيا : العمل على تحقيق التوازن الترابي والإنصاف المجالي او العدالة المجالية وثالثا: تنظيم العلاقات بين الفاعلين على المستوى الجهوي، من خلال آلية التعاقد الترابي
فالحصيلة ضمت المحاور الكبرى :
1- محور التخطيط الترابي:
شمل اعداد التصميم الجهوي لإعداد التراب، وبرنامج التنمية الجهوية وبعدها انتقل المجلس إلى وضع عقد برنامج بينه وبين الدولة لتنزيل سياسات الدولة في القطاعات وهنا نفتح قوي لنرى ضعف حصة مدينة مكناس في كل القطاعات التي تم تنزيلها بالتعاقد بين الدولة والجهة بل غياب اسم مكناس في بعضها مقارنة بباقي المدن الكوكبية والعالم القروي بالجهة .
2- محور البنيات التحتية والتجهيزات:
أهمها برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية الذي تضمن 284 مشروعا بغلاف مالي إجمالي قدره 2.12 مليار درهم إظافة إلى برنامج لتأهيل المحاور الطرقية الإستراتيجية بمبلغ إجمالي قدره 2.82 مليار درهم خصصت لإنجاز عدد من الطرق حصيلة مدينة مكناس شملت تأهيل بعض الطرق القليلة في العالم القروي وبالتالي غياب وحدة المدينة ونطاقها الحضري ،ومعظم مشاريع هذا المحور تم التركيز على برنامج هام لفك العزلة بأقاليم إفران وبولمان وتازة ومولاي يعقوب.
3- محور التنمية الاقتصادية :
حيث قام مجلس الجهة بإنجاز وبرمجة مجموعة من المشاريع والأنشطة تتنوع بين: توطين وتنظيم مناطق الأنشطة الاقتصادية والصناعية واللوجيستيكية كمنطقة التسريع الصناعي عين الشكاك، تكنوبارك، المنطقة الصناعية إيكوبارك، المنطقة اللوجيستيكية راس الما، المنطقة الصناعية عين شكاك، إحداث مناطق للأنشطة الاقتصادية والمصنع الذكي لفاس، بكلفة إجمالية قدرها 3,52 مليار درهم. و جلب الاستثمار ودعم المقاولات وإنعاش التشغيل بواسطة عدة مشاريع أهمها برنامج دعم فرص الشغل، وإنعاش تشغيل الشباب في العالم القروي، وإحداث صندوق جهوي لدعم المشاريع الاستثمارية الصناعية ومشاريع أخرى؛ وتطوير السياحة بواسطة مجموعة من البرامج والمشاريع أهمها: برنامج تنمية قطاع السياحة الطبيعية والثقافية، وتنمية المسارات السياحية في المجال الطبيعي والجبلي، ودعم أنشطة المهنيين في القطاع السياحي، ومشاريع تخص التسويق الترابي للجهة عن طريق الربط الجوي فاس _أوروبا وفاس _مراكش وفاس _أكادير، بالإضافة إلى إنجاز مشاريع تهم إنعاش الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والمنتجات الجهوية كمشروع إعادة تأهيل وإنشاء حاضنة مشتل بنسودة، وبرنامج إنعاش وتثمين المنتوجات المحلية، والمعرض الجهوي لمنتوجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والتأهيل والتمكين الاقتصادي للتعاونيات النسائية بالجهة، ومشاريع أخرى ،هنا نرى أن كل مشاريع هذا المحور لم تذكر مدينة مكناس وكأن هذه الاخيرة لا اقتصاد ولا صناعة ولا سياحة لها وحتى بعض الفتات تم نتره بالعالم القروي لكن بدون عدالة مجالية .
4- محور التنمية الاجتماعية والثقافية والرياضية :
* في مجال التنمية الاجتماعية : تمت برمجة وإنجاز عدة مشاريع من بينها: مشاريع إحداث وتجهيز مستشفيات بكل عمالات وأقاليم الجهة، دعم التعليم الأولي، المساعدة والتأهيل الاجتماعي بالإضافة إلى التدخلات المرتبطة بالتصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد - 19 بالجهة ومشاريع أخرى بالرجوع لمدينة مكناس لم نرى أي مشروع بناء مستشفى اقليمي او جامعي او تجهيزه اللهما مبادرة جائحة كوفيد والتي كانت بتعليمات ملكية سامية الله يخلينا سيدنا .
* في مجال التنمية الثقافية تم ضم عدة مشاريع وبرامج أهمها: برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لمكناس 2019-2023 وبرنامج تثمين الأنشطة الاقتصادية وتحسين الإطار المعيشي بالمدينة العتيقة لفاس 2020-2024 ، و بناء وتجهيز قصر المؤتمرات، والمسرح الكبير، وإحداث مراكز ثقافية بكل أقاليم الجهة، بالإضافة الى مشاريع أخرى فحصة 5 ملايير سنتيم التي تم التوقيع عليها من طرف جهة فاس مكناس في اطار اتفاقية تثمين المدينة العتيقة مكناس كانت بارادة ملكية ومشروع ملكي كما ان الحصة المالية ضعيفة جدا مقارنة بشركاء آخرين ويكفي ان تقارن مشروع تأهيل التراث الجبلي ب 3 ملايير سنتيم ومكناس فقط 5 ملايير أما مشروع المسرح الكبير بمكناس فتم وئده والاكتفاء بمشاريع بسيطة كالخزانة لذر الرماد على الاعين .
* في مجال التنمية الرياضية فقد أنجزت وبرمجت فيه عدة مشاريع وبرامج، من بينها مشاريع تهم إنعاش قطاع الرياضة، ومركبات رياضية، وملاعب للقرب، وقاعات مغطاة متعددة الرياضات، ومنشآت نسائية، ومسابح، ومخيمات صيفية بمختلف أقاليم وعمالات الجهة ، في الرياضة يبقى حلم الملعب الكبير بمكناس فوق تطلعات الجهة ومعه المسبح الاولمبي المغطى ومرافق رياضية اخرى من الجيل الجديد تدخل في باب التأثيت الحضري والرياضة للجميع من باب المستحيلات ،حصة مكناس ضعيفة في البنيات التحتية الرياضية مقارنة بمشاريع الجهة اللهما 300 مليون سنتيم التي تم الانعام بها على جمعية مسبح الكلوب لمساعدتهم على الاتجار في السباحة المكناسية وتخصيصها لعلية القوم ومشروع تأهيل ملعب الخطاطيف بمليار سنتيم نتمنى الا يتم خطفه وتحويله لمشروع اخر مع تخصيص ملاعب للقرب دون ان ننسى الدعم المتأخر الهزيل كل سنة للرياضة المكناسية .
5- محور إعداد التراب:
والذي برنامج تأهيل المراكز الحضرية والمراكز الصاعدة بمختلف أقاليم وعمالات الجهة، و إنجاز الدراسات الخاصة بتصاميم إعادة الهيكلة بالعالم القروي، وإنجاز خرائط قابلية التعمير، وخرائط جيولوجية وجيوكيميائية وجيوتقنية ومشاريع أخرى ، في هذه النقطة الخاصة بالتأهيل الحضري فمدينة مكناس متأخرة جدا في هذا الباب اللهما ما قامت به جماعة مكناس وعمالة مكناس اما الجعة فحصتها ضعيفة متذرعة بالتأهيل والتنمية في العالم القروي وبالتالي مكناس في اطار وحدة مدينتها تنتظر عمل كبير ودفاع مستميت من طرف ممثليها في كواليس ودهاليز مجلس الجهة .
6- محور التنمية البيئية:
أهم المشاريع التي خططها المجلس برنامج معالجة بقايا زيت الزيتون في إطار المخطط الجهوي للنفايات غير الخطيرة، وبرنامج الحماية من الفيضانات، تقوية شبكة قياس جودة الهواء، برنامج التطهير السائل بالمدن والمراكز القروية الصاعدة، اقتناء أجهزة لمحاربة البرد، تأهيل عيون وحدائق بالحاجب ومكناس بالإضافة الى مشاريع أخرى في هذه النقطة بالذات على مستوى مدينة مكناس ضعف كبير لحصة الجهة في البيئة والتنمية المستدامة عن أي حدائق يتكلم تقرير الجهة اذا استثنينا حصة الجهة المتواضعة 200 مليون سنتيم في اتفاقية تأهيل حديقة الحبول التاريخية ومنذ 2016 لاشيء يذكر ، عن أي عيون وحدائق بمكناس يتكلم التقرير وعن أي تنمية مستدامة يتحدث بمكناس .
7- محور التكوين المهني وتطوير الكفاءات:
تمت برمجة وإنجاز عدة مشاريع وبرامج، من بينها: مشروع مدينة المهن والكفاءات(CMC)، وإحداث مؤسسات جامعية ومؤسسات التعليم العالي على مستوى الجهة أهمها: المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالحاجب (ENCG)، وإحداث قطب جامعي بعين الشكاك، وتوسيع الكلية متعددة التخصصات بتازة، وإحداث كلية متعددة التخصصات بتاونات، وإحداث كلية العلوم والتقنيات بصفرو، وإحداث مركب جماعي بإقليم بولمان، وتهيئة مركب أكدال بفاس، وإحداث كلية للرياضة بإفران، وإحداث المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمكناس، وإحداث خزانة جامعية بمكناس، بالإضافة إلى إحداث مركز جهوي في المجال الرقمي بتعاون مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وجامعة مولاي إسماعيل بمكناس وجامعة الأخوين بإفران والجامعة الأورومتوسطية بفاس ومشاريع أخرى.
فكل المشاريع بفاس ونواحيها مدينة المهن والكفاءات بفاس اللهم بارك ومشاريع تأهيل وتوسيع معهد التكنولوجيا التطبيقية والمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية للتدبير طريق إيموزار، وتأهيل المعهد المتخصص في المهن التقليدية للبناء بفاس؛ وتأهيل معهد التكنولوجيا التطبيقية والمعهد المتخصص للتكنولوجيا وداخلية مركب التكوين بصفرو، وتأهيل معهد التكنولوجيا التطبيقية بتازة؛ وتأهيل المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية القرية؛ وإحداث داخلية بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بميسور.
حصة مدينة مكناس ضعيفة جدا اللهم مشاركة الاسم في التحلية جهة فاس مكناس .
• خلاصة :
مدينة مكناس ضاعت بين أولوية التنمية وتأهيل العالم القروي و ضعف أداء ممثليها في الجهة ، لا يعقل ان يكون حجم الاستثمار والتنمية المخصص لمدينة مكناس في اطار وحدة المدينة ان يكون بهذا الزهد والضعف المقيت خلال الولاية الانتخابية 2015-2021 ، لا يعقل ادماج مشاريع ملكية وبتعليمات سامية في اداء الجهة واسقاطها في محاور اداء عمل مجلس الجهة في مكناس ، لا يعقل تضخيم الفتات على ترقيع تنمية القطاعات عبر تنزيل عقود الشراكة مع الدولة ، مدينة مكناس تنتظر استشراف تنميتها الحضرية باعتمادات مهمة كبيرة وبدون قيد او شرط او مزايدات سياسية او تقاطعات حزبية وتحالفات يستحيي الشيطان منها.
فرهان تنمية مكناس في جودة ممثليها في الاستحقاقات الانتخابية الحالية وأعتقد أن أهم مستشار هو الذي سيذهب لتمثيل المدينة بالجهة فالدولة اعتمدت الجهة المتقدمة خيارا اداريا وتنظيميا والية لتنزيل سياساتها العامة القطاعية والتأهيل الحضري والتنمية المستدامة والمشاريع المندمجة في عقود الشراكة مع الجهة ونقل الاختصاص ، فالدولة تراهن على الجهة كتنظيم وخيار استراتيجي وترابي بالمملكة وتنمية المدن تراهن على العدالة المجالية والرؤية الاستشرافية لهذه الوحدة الترابية المتقدمة ، فهل يوجد في مدينة مكناس منتخبين مؤهلين شكلا ومضمونا للدفاع عن وحدة المدينة داخل دهاليز وكواليس الجهة ؟
إن غذا لناظره لقريب
الكاتب : | علي زيان |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2021-08-15 16:05:06 |