آخر الأحداث والمستجدات
مدينة زرهون : جوهرة منسية تنتظر قطار التنمية
زرهون مدينة صغيرة مساحة، كبيرة بتراثها وتاريخها ،مولاي ادريس زرهون أو زرهون تلك المدينة الجبلية المنسية في الجبال ، سميت بهذا الاسم نسبة لموقعها على جبل زرهون أسسها مولاي ادريس الأكبر مؤسس الدولة الإدريسية ، الذي لجأ إلى مولاي إدريس زرهون، بعد أن فر من بغداد في نهاية القرن الثامن.يرقد هناك منذ 12 قرنا.وهي أول مدينة إسلامية في شمال إفريقيا .
تحيط بالمدينة جبال من كل الجهات وتعرف منطقة زرهون بتوفرها و زراعتها أشجار الزيتون وإنتاجها زيت الزيتون وأيضاً الخروب. أما أهلها فهم ذو كرم وجود شديد يرحبون بالزوار ويتفانون في خدمتهم.
تلتصق مدينة مولاي ادريس زرهون بتلة ، وهي عبارة عن متاهة من الدرج ،توفر منظرا رائعا للمدينة ،وعلى الضريح و الأزقة والمنازل الصغيرة المحيطة بها.
بالنسبة لضريح المولى ادريس فهو يعد محج كل زائر للمدينة قصد الصلاة في المساجد المجاورة له كالقبة الحسنية أو الضريح الإدريسي وليس غير ذلك من البدع التي يقوم بها الكثير من الناس ، ويتوفر ضريح المولى ادريس الأكبر على مجموعة من المعالم التاريخية المزخرفة بطريقة متقونة ورائعة على مستوى النقش على الخشب وعلى أبواب الضريح وأيضاً الزليج التقليدي والنقش على الجبص .
وتتزين مدينة مولاي إدريس زرهون كل سنة لتحتضن موسم "مولاي ادريس الأكبر" السنوي الصيفي الذي يدوم أربعة أسابيع، ويبدأ الموسم بحضور أصحاب الزاوية العلمية أو العلميين، حيث يدوم حضور هذه الزاوية يومين تقريبا. بعد ذلك يصل المهرجان إلى حفل “لكبير”، وهو حفل يدوم يومين، ويجمع عدة طوائف من بينها عيساوة وحمادشة وغيرهم من أهل التراث المحلي بالمنطقة.
تعتبر مدينة زرهون قطبا سياحيا بامتياز لما تتمتع به من مآثر عمرانية مهمة ومؤهلات حضارية باعتبارها مركزا دينيا وملتقى حضاريا ، حيث أصبحت في الآونة الأخيرة تتوفر على عدة مساجد ومدراس وأيضاً الفنادق والحمامات التقليدية وشهدت توسعا كبيراً على مستوى الاستقبال ، وباتت تملك العديد من دور للضيافة أو ما يسمى "بالرياضات" المتميزة بالطابع التقليدي الذي يشير إلى التراث العربي الإسلامي للمدينة ،حيث توفر للسياح مختلف احتياجاتهم وجميع الخدمات من إيواء وأكل وشرب ،لذلك لا يمكن لزائر هذه المدينة أن ينسى الصور الجميلة لأزقتها العتيقة ، وأكلاتها الرائعة والمشهورة بها زرهون وهي الكفتة الزرهونية الذات المذاق الشهي والنكهة الفريدة ..وغيرها من الأكلات الأخرى وأيضاً لحظة تذوق حلوياتها التقليدية اللذيذة ، وشرب الشاي في "لاطيراس الصغيرة والكبيرة" وهي منطقة تقع أعلى المدينة وتسمى ب"القليعة" حيث تثير للزائر إلقاء نظرة شمولية على المدينة لمشاهدة مناظرها الطبيعية والعمران السكني القديم على شكل أهرامات و رؤية ماهو أهم ضريح المولى ادريس الأكبر. وأيضاً أقواس هارون كما يسميها أهل المنطقة قرب طريق الواد الميت منظر آخر من مجلد الطبيعة التي تتميز بها مدينة زرهون ...
الكاتب : | شيماء القوري الجبلي |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2021-07-27 23:03:10 |