آخر الأحداث والمستجدات 

تفاصيل قضية المتهم الذي حاول قتل خليلته بأحد فنادق مكناس

تفاصيل قضية المتهم الذي حاول قتل خليلته بأحد فنادق مكناس

أنهت غرفة التحقيق بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، الاستنطاق التفصيلي لمتهم من أجل محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، ومن المنتظر أن تحيله في الأيام القليلة المقبلة على أنظار الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس لمحاكمته طبقا لفصول المتابعة.

بوصلة الزمان تشير إلى ليلة دافئة من ليالي ماي الماضي، عندما عرض «قيس»، الموظف بالمكتب الوطني للكهرباء بسيدي قاسم، على «ليلاه»، صاحبة الـ 22 ربيعا،المتحدرة هي الأخرى من المدينة نفسها، فكرة قضاء ليلة حمراء تحت سقف غرفة بأحد الفنادق الواقعة بشارع الجيش الملكي بالعاصمة الإسماعيلية. لم تتأخر المعنية بالدعوة في قبول عرض الخليل المتيم بحبها حتى النخاع، خصوصا وأنهما اعتادا على قضاء ليالي السهر والمجون جنبا إلى جنب، إلى أن يتبين لهما الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، بعيدا عن أنظار أبناء مدينة»بتي جان». إلا أن هذه الليلة كانت مخالفة تماما لليالي الحمراء التي قضياها معا على امتداد كرونولوجيا العلاقة غير الشرعية التي تربطهما حبالها منذ مدة، بعدما تحول لون الحمرة المجازية إلى واقع ملموس، جسدته الدماء التي نزفت من جسد العشيقة، لا أقصد هنا طبعا قطرات الدماء «الوردية»، التي عادة ما تنجم عن افتضاض بكارة «العروس» في ليلة زفها إلى شريك العمر، على إيقاع نغمات «ارقص يا كدع على وحدة ونص»، بقدرما أعني الدماء المتدفقة من الجروح الغائرة والمفتوحة في أنحاء متفرقة من جسدها، نتيجة الطعنات الغادرة التي تلقتها بواسطة السلاح الأبيض، بنية دق آخر مسمار في نعشها، داخل غرفة الفندق- الوكر، الذي يشرع أبوابه وغرفه على مصراعيها للباحثين عن النزوة العابرة والخلوة بعيدا عن إطارها الشرعي . لم يكن الحادث مجرد كابوس مزعج قض مضجع الخليلة(ر.ن)، بل واقعا مريرا سيظل راسخا في ذهنها ما حيت.

كيف لا وهي التي لم يكن يدور بخلدها أبدا أنها ستغادر الفندق، الذي دخلته مزهوة وفرحة بلقاء العاشق الولهان، وهي في وضعية حرجة، على متن سيارة الإسعاف، في اتجاه قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بمكناس، بل ولم تكن تتوقع الخليلة المخدوعة أن عشيقها يدعوها إلى مشاركته أجواء ليلة توقعتها حمراء قانية كما جرت العادة بينهما، لتجدها هذه المرة سوداء حالكة، وكأنه يسلمها هدية مسمومة في عيد ميلادها.

تناول العشيقان وجبة العشاء بأحد المطاعم المتخصصة في إعداد الدجاج المشوي بالمدينة الجديدة(حمرية)، قبل أن يترجلا إلى الفندق الذي حجزا به  قبلا الغرفة، التي دخلاها بأطماع متناقضة تماما، ففي الوقت الذي كان قصدها هي تجديد العهد بالارتماء بين أحضان الحبيب، كان الأخير يسعى إلى تنفيذ الخطة التي رسمها، والمتمثلة في الرغبة الجامحة في الإجهاز على خليلته، انتقاما منها بسبب خيانتها له مع أحد أصدقائه بمدينة سيدي قاسم، استنادا إلى ما جاء في تصريحاته التمهيدية أثناء استنطاقه حول الجريمة الشنعاء التي ارتكبها في جنح الظلام، إذ عمد إلى توجيه عدة طعنات إلى «حبيبته»، بواسطة سكين كبيرة الحجم أحضرها معه إلى الفندق، ما يؤكد نيته المبيتة في الإجهاز عليها ووضع حد لحياتها. ولأنه ظن أنها ستفارق الحياة نتيجة الطعنات الغادرة التي تلقتها في أنحاء متفرقة من جسدها، سارع إلى مغادرة الفندق تاركا إياها تصارع الموت وسط بركة من الدماء، قبل أن تكتشف الأمر إحدى المستخدمات بالفندق، التي بادرت إلى إشعار إدارة الأخير بالواقعة، ما جعل المدينة تعيش حالة من الاستنفار الأمني، أسفرت عن إيقاف الجاني بالمحطة الطرقية لمكناس.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : خليل المنوني
المصدر : الصباح
التاريخ : 2013-06-05 19:14:36

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك