آخر الأحداث والمستجدات 

عندما تحتفل مكناس .. تنقطع فيها معيشة الناس

عندما تحتفل مكناس .. تنقطع فيها معيشة الناس

انطلقت أمس الاحتفالات الرسمية بالأسبوع الثقافي لمدينة المولى اسماعيل، في نسخته السادسة و الذي ستستمر فعالياته إلى غاية ال 2 من يونيو المقبل، بتقديم العديد من العروض الثقافية و الفنية التي تعكس مدى التجذر الفني و الإبداعي لمدينة مكناس بوصفها زهرة للفنون و شجرة للإبداع.

 

لكن و رغم ما للأسبوع الثقافي المكناسي من دلالات معنوية و ايجابية، و رغم انه يعتبر من بين الحسنات القليلة المحسوبة على رؤوس الأنامل لصالح المجلس البلدي للمدينة، إلى أن انطلاقته على شكليته التي انطلق عليها أمس، أعاد للأذهان مشكلة "عويصة" كما يقولها المصريون، يتخبطها و يشكو منها الجميع  كلما حلت بمكناس مناسبة أو حفل أو استقبال رسمي فخم.
فبينما كنت أستقل مساء أمس سيارة الأجرة من حمرية في اتجاه ساحة الهديم الأثرية فوجئت انا و سائق الطاكسي بالحواجز الامنية المرتصة أمام مدرج لاكورا بباب بوعماير و التي تخبر كل من يريد التوجه للهديم عن طريق الممر المفصلي باب بوعماير – روامزين، بأن الطريق مقطوع نهائيا و ذلك بسبب مرور وفود الطائفات الفلكلورية من هذا الطريق إلى غاية وصولها لساحة الهديم، لأجد نفسي مضطرا للنزول من الطاكسي و التوجه على قدماي نحو وجهتي التي لم أصلها إلا بعد ان تأخرت عنها بزهاء ال 30 دقيقة.
و ان تحدثت عن معاناتي الشخصية من هذا الشق البسيط، فلكأني أنقل في الوقت و الحين معاناة و سخط و غضب كل مكناسي على هذا الوضع المزري الذي أصبح أمرا عاديا أن تصادفه كل يوم أو كل ساعة في محور طرقي هو بمثابة شريان حيوي للتنقل وسط مدينة مكناس المشتهرة بضيق شوارعها و زحمة ممراتها.
ففي الوقت الذي تحتفي فيه ساحة الهديم بمغنية راقصة او فرقة موسيقية، و في الوقت الذي تحل فيه شخصية مهمة لتمر من روامزين، أو تقام بباب بوعماير سباقات رالي السيارات التي لا تنتفع منه المدينة إلا من ضجيج المحركات، و في الوقت الذي تشرع فيه ميليشيات الترميم و الإصلاح بأشغالها البطيئة لصيانة مهدمات مكناس، تبدأ معاناة الساكنة و الزائرين لمكناس في قضاء حوائجهم و مصالحهم، حيث يجدون أنفسهم مضطرين لا مختارين للبحث عن ممر آخر أو مسلك ثان للمرور و لو على حساب ضياع الوقت و زيادة المصاريف الشخصية لكل فرد، و ربما التوهان في طرقات المدينة من طريق مسدود لآخر مغلوق كما يفعل في مهرجان الفلاحة على سبيل المثال.
في مؤلفات الكلام السياسي و الانتخابي على الخصوص غالبا ما كنا نسمع شعارا رنانا يفيد بان ''مصلحة الجماعة تغلب على مصلحة الفرد'' و هو ما افتقدناه حقا في مدينتنا التي اصبح فيه الشعارا يقرأ بالمقلوب، لأنه و ببساطة و من أجل اسعاد فرد و اراحته تقطع أرزاق الجماعة، بكل برودة و بدون أدنى مشكلة في تحمل المسؤولية اتجاه الجماعة، بل و دون ان تكلف المصالح المختصة نفسها عناء وضع و لو لافتة في الحاجز الامني، تستعطف فيها ود المتضررين من أجل تفهم الوضع و لو مجاملة فقط، بل و لا تكلف نفسها كما يقع في كبريات المدن العالمية بوضع جدول زمني يعلن عنه مسبقا و يعلق في سبورة واضحة أو على الأقل يذاع في موجات الإذاعات المحلية لإخبار المواطنين بمواقيت اغلاق الطرقات حتى يستطيع الكل برمجة ما يمكن برمجته من أجل تفادي التأخرات عن العمل أو المواعيد العملية التي تعتبر المحرك الاقتصادي لحركية المدينة، هذا و طبعا دون أن نتكلم على ''الوعود البلدية'' التي و على حسب تقديري يعود تاريخ انطلاقها لأكثر من 15 سنة، عندما سمعنا و شاهدنا لجنا جماعية تقوم باحصاء المحلات التجارية بروامزين من أجل تعويضهم عن عمليات هدم محلاتهم و توسيع هذا المرر الحيوي، قبل ان نسمع في سنة خلت أن شركة ألمانية جاءت لمكناس لمدارسة مشروع فتح نفق تحت أرضي يكون متنفسا للمدينة، لنتافجأ مؤخرا بلافتات معلقة على أسوار المدينة تنذر بمشاريع مأساوية، تقول بأن الحل لم يعد فيما مضى كله، لكنه أصبح في تضييق الطريق عوض التوسيع، و الاكتفاء بمرور سيارة واحدة عوض السيارتين، في محور ما زلت أكررها حيوي كشريان الحياة في جسم الانسان، ما ينبئ حقا عن المستوى التدريبي للمهندس الذي تكلف برسم خارطة هذا الطريق، الذي بلا شك سيبقى عنوانا لليأس و الخيبة و سوء التدبير في قاموس مدينتي التي انهكها ما انهكها من افعال مسؤوليها المغضوب عليهم من ملك البلاد، و التي يعاني اهلها يوما على يوم ما يعانونه من قطع رزقهم و تعطيل مصالحهم، بسبب قرارات لا مسؤولة.

لكن و رغم ما للأسبوع الثقافي المكناسي من دلالات معنوية و ايجابية، و رغم انه يعتبر من بين الحسنات القليلة المحسوبة على رؤوس الأنامل لصالح المجلس البلدي للمدينة، إلى أن انطلاقته على شكليته التي انطلق عليها أمس، أعاد للأذهان مشكلة "عويصة" كما يقولها المصريون، يتخبطها و يشكو منها الجميع  كلما حلت بمكناس مناسبة أو حفل أو استقبال رسمي فخم.


فبينما كنت أستقل مساء أمس سيارة الأجرة من حمرية في اتجاه ساحة الهديم الأثرية فوجئت انا و سائق الطاكسي بالحواجز الامنية المرتصة أمام مدرج لاكورا بباب بوعماير و التي تخبر كل من يريد التوجه للهديم عن طريق الممر المفصلي باب بوعماير – روامزين، بأن الطريق مقطوع نهائيا و ذلك بسبب مرور وفود الطائفات الفلكلورية من هذا الطريق إلى غاية وصولها لساحة الهديم، لأجد نفسي مضطرا للنزول من الطاكسي و التوجه على قدماي نحو وجهتي التي لم أصلها إلا بعد ان تأخرت عنها بزهاء ال 30 دقيقة.


و ان تحدثت عن معاناتي الشخصية من هذا الشق البسيط، فلكأني أنقل في الوقت و الحين معاناة و سخط و غضب كل مكناسي على هذا الوضع المزري الذي أصبح أمرا عاديا أن تصادفه كل يوم أو كل ساعة في محور طرقي هو بمثابة شريان حيوي للتنقل وسط مدينة مكناس المشتهرة بضيق شوارعها و زحمة ممراتها.


ففي الوقت الذي تحتفي فيه ساحة الهديم بمغنية راقصة او فرقة موسيقية، و في الوقت الذي تحل فيه شخصية مهمة لتمر من روامزين، أو تقام بباب بوعماير سباقات رالي السيارات التي لا تنتفع منه المدينة إلا من ضجيج المحركات، و في الوقت الذي تشرع فيه ميليشيات الترميم و الإصلاح بأشغالها البطيئة لصيانة مهدمات مكناس، تبدأ معاناة الساكنة و الزائرين لمكناس في قضاء حوائجهم و مصالحهم، حيث يجدون أنفسهم مضطرين لا مختارين للبحث عن ممر آخر أو مسلك ثان للمرور و لو على حساب ضياع الوقت و زيادة المصاريف الشخصية لكل فرد، و ربما التوهان في طرقات المدينة من طريق مسدود لآخر مغلوق كما يفعل في مهرجان الفلاحة على سبيل المثال.


في مؤلفات الكلام السياسي و الانتخابي على الخصوص غالبا ما كنا نسمع شعارا رنانا يفيد بان ''مصلحة الجماعة تغلب على مصلحة الفرد'' و هو ما افتقدناه حقا في مدينتنا التي اصبح فيه الشعارا يقرأ بالمقلوب، لأنه و ببساطة و من أجل اسعاد فرد و اراحته تقطع أرزاق الجماعة، بكل برودة و بدون أدنى مشكلة في تحمل المسؤولية اتجاه الجماعة، بل و دون ان تكلف المصالح المختصة نفسها عناء وضع و لو لافتة في الحاجز الامني، تستعطف فيها ود المتضررين من أجل تفهم الوضع و لو مجاملة فقط، بل و لا تكلف نفسها كما يقع في كبريات المدن العالمية بوضع جدول زمني يعلن عنه مسبقا و يعلق في سبورة واضحة أو على الأقل يذاع في موجات الإذاعات المحلية لإخبار المواطنين بمواقيت اغلاق الطرقات حتى يستطيع الكل برمجة ما يمكن برمجته من أجل تفادي التأخرات عن العمل أو المواعيد العملية التي تعتبر المحرك الاقتصادي لحركية المدينة، هذا و طبعا دون أن نتكلم على ''الوعود البلدية'' التي و على حسب تقديري يعود تاريخ انطلاقها لأكثر من 15 سنة، عندما سمعنا و شاهدنا لجنا جماعية تقوم باحصاء المحلات التجارية بروامزين من أجل تعويضهم عن عمليات هدم محلاتهم و توسيع هذا المرر الحيوي، قبل ان نسمع في سنة خلت أن شركة ألمانية جاءت لمكناس لمدارسة مشروع فتح نفق تحت أرضي يكون متنفسا للمدينة، لنتافجأ مؤخرا بلافتات معلقة على أسوار المدينة تنذر بمشاريع مأساوية، تقول بأن الحل لم يعد فيما مضى كله، لكنه أصبح في تضييق الطريق عوض التوسيع، و الاكتفاء بمرور سيارة واحدة عوض السيارتين، في محور ما زلت أكررها حيوي كشريان الحياة في جسم الانسان، ما ينبئ حقا عن المستوى التدريبي للمهندس الذي تكلف برسم خارطة هذا الطريق، الذي بلا شك سيبقى عنوانا لليأس و الخيبة و سوء التدبير في قاموس مدينتي التي انهكها ما انهكها من افعال مسؤوليها المغضوب عليهم من ملك البلاد، و التي يعاني اهلها يوما على يوم ما يعانونه من قطع رزقهم و تعطيل مصالحهم، بسبب قرارات لا مسؤولة.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : المهدي حميش
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-05-30 11:05:40

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك