آخر الأحداث والمستجدات
لما تم إقفال الممرات المجاورة لصهريج سواني؟
من النصائح التي تلقى القبول عند المواطن بمكناس ويتم تطبيقها وبدون معارضة أو مناوشة، حين تمرض وتطلب النصيحة من صديق لك تسمعه يقول " انعس وفق تكون مزيان"، ونعمة النصيحة بلا وصفة طبيب ولا تحاليل وكم من مرة كانت حلا صادقا. حين تسأل عن هاتفك الذكي وهو لا يستجيب إلى طلباتك (تبلوكا) يكون الحل" اطفيه وشعلوا يتصلح ".
اليوم ومنذ مدة صهريج السواني يحصد من الأرواح، مرات عديدة بالانتحار، ومرات أخرى بجرائم القتل، والكثرة بالغرق القاتل. اليوم صهريج سواني يعاني الإهمال حين لم يتم تنقية أرضيته كما كان مقررا عندما كان بمكناس الوالي يرأس جهة مكناس تافيلالت، اليوم نسبة المياه تدنى مستواها لأكثر من نصف متر، اليوم أصبح لون المياه التي لا تجدد تصدر روائح، وبات لونها أخضرا داكنا.
صهريج سواني تلك المنطقة التي لم تستطع مكناس استغلالها بأحسن الأوجه السياحية والتسويق الجمالي للمدينة، بات مغلقا بسياج وبقرار استثنائي بعد فاجعة الغرق الأخيرة، بات وفي ظل وضعية "الحجر الصحي" مغلقا إلى حين. قد نقول بأنه قرار رزين ولكن إلى متى؟ نعم إلى متى ونحن بالمدينة نقدر على الحلول البسيطة "سد الصهريج وارتاح"، إلى متى لا نقدر على تفكير الابتكار والخلق من منطقة الصهريج موقعا للجذب السياحي و موضعا آمنا للتنزه بالمدينة والتي تفتقر إلى المنتزهات الأنيقة؟ إلى متى ونحن نركب على الحلول البسيطة (سدوا) ولم نستطع تزويد الصهريج بحراسة دائمة وبكاميرات توثق الحياة بجوانبه ليل نهار موصولة مع ولاية الأمن للتتبع والتدخل الفوري؟ إلى متى تبقى المدينة "حتى طيح الصمعة عاد نسدوا ممرات الصهريج"؟ إلى متى تتخلص جوانب الصهريج من حراس للسيارات بسومة يفرضون (5دراهم) على كل من أوقف عجلات سيارته ودون سند قانوني؟ إلى متى تبقى الأكاديمية القديمة للتربية والتكوين خرابا ( تعنيف الطفل رضا وقتله ببشاعة) دون التفكير تحويلها إلى منتزه سياحي أو فندق ذا تصنيف دولي؟
قد يكون السياج الموضوع على مدخل الصهريج من جهة الباب الموالي لبني امحمد قرارا استثنائنا في ظل الوضعية "الحجر الصحي"، قد يكون الأمن الوطني متمركزا من الجهة الآتية من باب مراح قرارا لا عودة في التخلي عنه، ولكن لا بد من جلسة تضع إستراتيجية إقليمية تتولى فيها "جماعة المشور الستينية" قيادة هيكلة ذكية لمنطقة صهريج سواني، خطة تبعد عنه رؤية (مول الببوش) و( عصير قصب السكر) و(حمص كامون) و من ذلك التلوث الصوتي الآتي من (لافوار) الموسمي. قد يتم التفكير في توظيف منطقة الصهريج كبنية ثقافية وفنية ومحجا سياحيا، قد يتم التفكير في فتح طريق تمتد عبر(جنانات باب بلقاري"الشريشرة") نحو الطريق الموصلة لساحة الهديم (قبالة غرفة الصناعة التقليدية) قد يتم رفع التحدي والتفكير في (كورنيش سياحي) ممتد من الصهريج بتحويل (جنانات باب بلقاري) إلى حدائق بهندسة حديثة ومواكبة لصيقة بالعناية والحراسة.
الآن الصهريج في حاجة إلى التنظيف (تخميل أرضيته من الشوائب)، في حاجة إلى عودة نحو مورده المائي التاريخي والإبقاء على السيل المائي المزود له، الصهريج في حاجة إلى تفكير مدينة بكل مكوناتها.
(الصورة بعدسة : حميد الغربي).
الكاتب : | محسن الأكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2020-05-23 21:32:46 |