آخر الأحداث والمستجدات
انتهى مسلسل سلامات أبو البنات من حيث بدأ
انتهى مسلسل سلامات أبو البنات من حيث بدأ، والذي يعرض يوميا على قناة إم بي سي5، ومن إخراج هشام الجباري و بطولة كل من محمد خيي، والسعدية لديب، وعمر لطفي، وبشرى أهريش ، وآخرون. مسلسل انخرط بجرأة في معالجة مجموعة من القضايا المسكوت عنها داخل الأوساط الاجتماعية المغربية التقليدية، انخرط في إماطة اللثام عن "البيدوفيليا"، الإجهاض السري،التحرش الجنسي، زنا المحارم،سرقة الأصول، الانتحار، العنوسة (خناتة) وغيرها من القضايا التي حاول المسلسل معالجتها في شكل قالب درامي مكشوف وبدون ترميز.
مسلسل حمل وراءه من احتضنه وتابعه بشغف من المغاربة، وبين آخر من اقتنص فيه مجموعة من الاختلالات والتي لا يمكن أن تنتقص من قيمته الفنية والجمالية الكلية. فمن ذكاء مسيري قناة "أم بي سي5″ أنها استبقت العرض الأول بخمسة أيام قبل شهر رمضان، من الذكاء التسويقي للقناة الخاصة "أم بي سي5″ أنها اقتنصت الفرصة بالسبق وشدت إليها المشاهدة، وغطت جزئيا على القنوات العمومية المغربية .
مسلسل أخرج عائلة (سلامات) بأمن وأمان كأبطال وزواج البنات، وفرحة من داخل مكتب مديرة السجن، فيما الباقي فلم ينجح في ربح رهان البطولة، فمنهم من انتحر(عزوز)، وآخر اختل عقليا، وآخر وأخرى دخلا السجن، وأسرة غنية تخلت عن ابنها لصالح حب بنت سلامات، انتهى المسلسل حين قفز عن استدعاء القانون والامتثال له (قضية قتل ياسين/ قضية المشاركة في عملية الإجهاض، اقتحام منزل المنتحر بدون إذن من وكيل الملك)، انتهى المسلسل وكأنه يخاطبنا بالمثال الشعبي (لي عندو أمه في العرس عمرو ما يبات جيعان)، هي قضايا أسرة مع مفتش شرطة مبتدئ تولى جميع قضايا أسرة سلامات بالبحث وأخرجهم مثل الشعرة من العجين. انتهى المسلسل حين عرض علينا مشاهد مستطيلة من إجهاض ودم، وانتحار، وقتل ولم يخبر بأن به مشاهد لا تصلح للصغار أقل من (12سنة)، انتهى المسلسل حين عمد السيناريست إلى تمديد مشاهد معينة لم نفهم الغاية منها، انتهى حين تخلص من مشاهد وأحداث بالسرعة التامة (أسرة البشير عبدو/ صديق سلامات الذي فقد عقله).
قد لا نكون نحمل ثقافة سينمائية ودرامية تفكك الرموز ودوافع الأحداث الخفية، لكن يمكن أن تصبح بعض الحلقات منه مثل برنامج وثائقي يناقش مثلا التحرش الجنسي أو الإجهاض السري، فالقضية التي نستوثق من صدقها ليس في عرض مشاهد المشاكل المتراكمة و المتعلقة بالفئات الاجتماعية ذات المرجعية التقليدية وقتل الثقة والود الاجتماعي بالكلية إن جاز لنا القول بذلك، بل في كيفية المعالجة الايجابية لها وصناعة البدائل والتوجيه السليم نحو توطين القانون والعلم، وحكامة السلوكيات الاجتماعية. فالمخرج هشام الجباري عرض علينا صحنا متنوعا من فواكه المشاكل المرة دون أن يجد لها حلولا حلوة التذوق والبناء والضبط،عرض علينا مشاهد القتل والإجهاض دون توصيف دقيق لرؤية حضور الحل القانوني، عرض علينا العبث الجنسي بالبنات دون الوصول إلى الحل النفسي الطبي والمعالجة القانونية والاجتماعية، عرض علينا بؤس الحياة داخل الوسط البورجوازي (عائلة البشير عبدو)، عرض علينا مشاهد متنوعة تبتغي تمطيط الأحداث فقط، وتنويع المشاهد والأحداث بالقفز غير السلس.
قد لا ننقتص من قيمة مسلسل (سلامات أبو البنات) ونقول بأنه نال علامة استحسان من قبل المتلقي المغربي، نال مشاهدة ونقاشات أفاضت بالتغطية على ما يدور في القنوات العمومية المغربية.
الكاتب : | محسن الأكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2020-05-20 16:38:12 |