آخر الأحداث والمستجدات
في مكناس : جيش من البرلمانيين ورئيسي غرفتين ونائبي رئيس جهة ورئيس جماعة والنتيجة صفرية
على بعد سنة من الانتخابات القادمة، يبدو ان الوقت قد حان لتقييم حصيلة منتخبينا، حيث تتوفر مكناس على جيش منهم، منتشرين بين أهم المؤسسات المنتخبة، وعلى رأسها البرلمان بغرفتيه ومجلس جهة فاس مكناس، والغرف المهنية الثلاث، ومجلس العمالة، وكذا المجلس الجماعي.
جيش من المنتخبين يفترض انهم يحملون على عاتقهم وعودا لا حصر لها، عالقة في أذهان الكثير من معشر المصوتين، يمكن حصرها في تحقيق تنمية ونهضة حقيقية لمدينة تعيش التهميش على مستويات عدة، الا ان الواقع بعد مرور خمس سنوات من آخر استحقاقات انتخابية، نجد اننا كساكنة لازلنا عالقين بين مطالب تجويد الخدمات العمومية والبنية التحتية والمساواة مع جيراننا ومع المدن التي استفادت من نقلة نوعية كمدن الشمال والمركز وأكادير.
سقف مطالب الساكنة الذي يعتبر عاليا جدا بالمقارنة مع سقف مطالب ممثلينا في المجالس المنتخبة، التي يمكن لأي كان رصدها سواء في دورات المجالس المنتخبة أو في البرلمان، فكل مكناسي يطالب اليوم بحقه في العيش الكريم من خلال خلق وتوفير مناصب شغل كافية، من خلال خلال توفير أرضية مشجعة لاحتضان مشاريع استثمارية وبنيات صناعية كبرى غير التي توجد حاليا، والتي يقتصر نشاطها في مواد البناء، وكذا خلق فضاءات حضرية ذات جودة من حدائق عمومية ونواد ترفيهية متعددة الخدمات وملاعب قرب وغيرها من المشاريع التي نجد مثيلاتها في المدن السالفة الذكر.
مناسبة هذا الحديث، هو المستجد المتعلق بالملتمسين اللذين تقدم بهما رئيس جماعة مكناس، والموجهين لرئيس الحكومة، الأول حول تغيير تمسية مطار فاس-سايس الى فاس-مكناس، والثاني حول إحداث منطقة صناعية حرة بمدينة مكناس، وهما الملتمسين اللذان قوبلا برفض دبلوماسي من طرف كل من وزارة السياحة والداخلية وكذا وزارة التجارة والصناعة وحتى رئاسة الحكومة باعتبارها الوصية على مختلف القطاعات الحكومية.
تحقير مدينة مكناس من خلال رفض الملتمسين السالف ذكرهما، ليس وليد اليوم، ففي ظرف سنة واحدة تلقت المدينة عدة صفعات، نذكر منها ترحيل المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير الى إقليم الحاجب، إقبار مشروع ملعب ويسلان الكبير رغم تدشينه من طرف عامل عمالة مكناس في مناسبة رسمية، كل هذا ولم يحرك منتخبوا المدينة ساكنا، بحيث أن جلهم ينتمون لأحزاب الأغلبية المتحكمة في الحكومة، كالعدالة والتنمية والأحرار والاتحاد الدستوري، والحركة الشعبية.
لم يشفع لمدينة مكناس ان لها منتخبين يتحكمون في مكتب مجلس الجهة الذي الى حدود اليوم لم يقم ببرمجة أي مشروع نموذجي ذو قيمة نوعية لصالح المدينة، لم يشفع لها كذلك ان لها منتخبين يتحكمون في غرف مهنية ونخص بالذكر غرفة التجارة والصناعة والخدمات التي يرأسها قيادي في حزب الأحرار، والذي رفض وزيراه ملتمس إنشاء منطقة حرة بمكناس وإعادة تسمية المطار، ولازالت مؤسسته عاجزة هي الأخرى عن إنجاز أي ورش يترك بصمته في المدينة، لم يشفع لها كذلك ان لها رئيس غرفة صناعة تقليدية يعيد الاعتبار للمشروع الملكي "قرية الرميكة للصناعة التقليدية"،وزملاء له منهم برلمانيين ورئيس مجلس عمالة من حزب الحركة، يماطل وزيره في الشباب والرياضة في الالتزام ببناء ملعب ويسلان وإعادة الاعتبار لقطاعي الرياضة والثقافة بمكناس.
لمكناس أيضا جيش من المنتخبين بألوان الحزب الحاكم، يتنوعون بين برلمانيين اثنين ونائبي مجلس جهة ورئيس جماعة، أظهرت المستجدات الأخيرة أن "عضيماتهم ماسخانش فالرباط"، كما سبق ووصفت وزير سابقة زميلها رئيس مجلس لقصر الكبير "السيمو"، الذي قالت عنه في تجمع حزبي ان "عضيماتو سخان فالرباط"، او بمعني آخر كلمته مسموعة في العاصمة.
اليوم على ساكنة مكناس أن تعاقب نسبة كبيرة من منتخبيها خلال الانتخابات المقبلة، فإعادة نفس الأخطاء تأتي بنفس النتائج، ومكناس اليوم أحوج الى سياسيين عضيماتهم سخان فالرباط أو سياسيين لا يجدون حرجا في تقديم استقالتهم احتجاجا على تحقير المدينة التي يمثلونها.
الكاتب : | عثمان لشهب |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2020-02-21 22:52:40 |