آخر الأحداث والمستجدات 

البحث عن الحيثيات الابستمولوجية لعملية الاصلاح اية أفاق ممكنة ...

البحث عن الحيثيات الابستمولوجية لعملية الاصلاح اية أفاق ممكنة ...

الحقل التعليمي يعيش مخاضا عسيرا، فمن السذاجة ماكان ان نقول بعافية المنظومة ،فإذا كانت مسالة الإصلاح بالمغرب قد ارتبطت بوثاق السياسة وليس التقنية .فانه أصبح لزاما علينا الحسم في الغاية من وجودنا ، بمعنى اي مجتمع نريد للمستقبل الأتي ؟ أي نموذج إصلاحي نرتضي للهوية الوطنية ؟ ثم آي مجتمع نطمح لتأسيسه ،أهو مجتمع مركزية السلطة أم مغرب المواطنة ؟ فالحسم الفصل في الإشكالات المطروحة لهو البدء والمدخل السياسي/التقني لكل فعل إصلاحي .

فمن السذاجة الرديئة الاستمرار دون رؤية واضحة لمستقبل المدرسة الوطنية المغربية بحمولتها الكونية ،إننا لا نعير اعتبارا للزمان – بمعنى توالي السنين - الذي سرق منا أجيالا لا كفاءة لهم، ولازال يسرق الأجيال المستقبلية أمام الأعين.

ان زمن تحكم الاصلاح العمودي من القمة الى القاعدة قد ولى بلا رجعة مع تجارب اقل ما يمكن القول عنها اعلانها الافلاس المرجعي .

ان للقاعدة البشرية المؤسسة للمنظومة التربوية رأي ووجهة نظر يجب الانصات اليها كوضعية اضعف الايمان .

قد نختلف في اليات تصريف الاصلاح ككلمة لا كحمولة بيداغوجية ،فمنا من يقر بالإصلاح من الداخل ويفصل القول في التسويغات المبيحة له والياته المرجعية ،ومنا من يؤمن بالاصلاح كذلك ولكن اصلاح مستورد ناضج .

نستوثق القول ونرتجي الوسطية ،ادفع بالقول بعدم تقزيم الضغط/التحدي الخارجي فتسونامي العولمة قد يجرفنا ويلقي بنا خارج التاريخ ونحن لا نريد الا اصلاح ما استطعنا اليه سبيلا ....

ان استشراف المستقبل يستحضر مبدأ الحداثة ، باعتماد تعليم حداثي/ عصري مضلته اصالة وطنية ،هنا يشكل -بضم الياء- الامر علينا بين الجمع بين الاصالة والمعاصرة .

لا اخفيكم القول فالملاءمة بين تيارين يولدان حركة هوائية دائرية ان لم نحسن التصرف ترمي بنا الى الاعلى ثم الهاوية ، اذا كيف نبني سيناريو الاصلاح التوافقي وبدون خلفيات ايديولوجية ؟

ان البحث عن القواسم المشتركة للحداثة والأصالة هو بحث عن التنمية المستدامة ،تنقيب عن الحريات الموضوعية ،اعلاء لشأن الوطنية والانصهار الفئوي/العرقي ،تاسيس لاخلاق العناية....كثيرة هي المنافع المتاحة الجني من خلال توليفة بين الماضي والحاضر.

فلا مناص لنا قبليا بتحديد الحيثيات الابستمولوجية لعملية الاصلاح ،فتعداد اسباب الفشل في قفته الثقيلة ارهقنا امره ، وكدنا لا نفوت الفرصة للبحث عن من يساعدنا في رفع الحمل الثقيل او التخلص منه نهائيا .جربنا كل الاحتمالات الداخلية والخارجية وبقينا ندخل من مسار لآخر في متاهة ضيعت علينا الجهد والمال والوقت الثمين.

اعتقد ان امر الاصلاح نفشل في منهاج تصريف قنواته ، وهو الامر الموجب بالاعتراف ،قد نرجع الامر كذلك الى طموحاتنا الكبيرة نحو قفزة نوعية بمؤشرات طوباوية ،مما يسقطنا في وثبة لا تعدو تلامس منطلقها ...

لذا ما العمل ؟

العمل الاولي ،العقلانية التي تستحضر الحاضروالماضي،و تعتمد على الدراسات المستقبلية ،ثم توطد الحلول المنطقية لكل اشكال ، بتحديد التكلفة المادية ، ومدى انخراط العنصر البشري وتكوينه كعامل وسيط لتوطين اي اصلاح ،هنا لا يتوقف الامر بل لا بد من اعداد الظروف الداخلية والخارجية لإنجاح المسعى الاصلاحي.

 

من البدء انتهي ، اي اصلاح نبحث عنه ؟ اي اصلاح نرتضيه للمواطن المغربي ؟

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الاكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-05-17 18:19:51

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك