آخر الأحداث والمستجدات 

مكناس وأمل النموذج التنموي الجديد

مكناس وأمل النموذج التنموي الجديد

مكناس وأمل النموذج التنموي الجديد

متوالية الإخفاق بمكناس:

تزيد إخفاقات مدينة مكناس بمتوالية ادفع نحو سياسة " التقزدير السياسي، و ثقيب البغرير في التنمية ". مكناس التي اعتبرها مولاي عبد الرحمان المجذوب " طاجين حامي وفي السماء طارت شقوفوا " تتحقق النبوءة القديمة، فالمدينة أصبحت " تعيش التبرقيع في هندسة بنايات الشقوف "، أصبحت تنتج الطواحين الهوائية الكبرى بلا غبار دقيق. لا نعرف أسباب الإقصاء والتهميش الذي تتعرض إليه مكناس باستمرار، لا نتكهن من الدولة لحظتها إعادة الاعتبار لها كمدينة للسلاطين، ومكناس مثل "حليمة التي تشد على عاداتها القديمة في متابعة تنمية التقزدير". هو إقرار من الساكنة مصادق عليه بأن الطواحين السياسية جربت كل  الشعار بمكناس ولم تقدر على إحياء طائر السلاطين من رماده. الكل حانق من فاقة "الحكرة" الممارسة على المدينة، لكن الجميع يبقى كفيف السؤال عن سبل تحرير مدينة من أزمة كساد تنمية.

عفوا من هذه المقدمة التي تبكي أطلال المدينة الإسماعيلية، عذرا لكم فالموضوع الذي أبغي الخوض فيه ليس بالسياسي " النفعي " ولا الاقتصادي " الريعي " ولكن هو وضعية مكناس ضمن النموذج التنموي الجديد.

مكناس رفيقة درب كساد التنمية.

مسلسل دراما التنمیة یصور بمداخل مدينة مكناس تحت عنوان (العام طويل )، يصور بالقرب من المعالم الأثرية الآيلة للسقوط.  فيما نسخة المسلسل الانتخابي  القادم فله سيناريو محكم  (سامحوني، باغي نعاود) سيستند لنفس النغمة و لغة "التسويف" و ممكن أن يتكرر اللسع من نفس الجحر ولا حكيم  سياسي منقذ.

 من بين نقاط رؤية الإصلاح، صناعة علامة  حصرية لمكناس"مدينة الثقافة والسينما". علامة تلوكها الألسن بمكر وخديعة و في مناسبات البذخ والترف، علامة الثقافة الهائجة في منصات تحريك "الطبل والبند ير" ، علامة ترمى بحلم المستقبل أملا في النهوض ولو بالتعثر.

 فيتم التصفيق عند ذكر بناء المسرح الكبير، يتم التصفيق عند تعيين الملعب الكبير أمام اللجان العالمية، يتم التصفيق على جلب كلية طب الأسنان... صبرا لا عليكم " لي باغي يربح العام طويل"، وما يزيد من صبر الساكنة خطابات المنصات الفنية التي تدغدغ المشاعر، وتبني قصور الأحلام الجليدية القابلة للتحلل.

مكناس"الحبيبة أمي" أضحت مغيبة حتى في النشرة الجوية، أضحت تعرف وطنيا حين تقفز الجريمة "النوعية" بها. هي مكناس التي من مائها و ترابها وهوائها برزت وجوها سياسية وكوادر من طينة الفقه السياسي والقانون (ولا سند ظهر لها)، هي مكناس التي ممكن أن يترافع عنها أخ لها بالرضاعة أو بشرب الماء "لحلو" من بعيد.

 

الموروث العمراني:

لنكن، أكثر عدلا ونقرر بأن الدولة لھا المسؤولیة الأولى في حفظ ذاكرة تراث مكناس التاریخي وھویة المملكة الممثلة بما یزید عن 15 %من الآثار الوطنیة التي تتمركز بها.  لنكن، أوفیاء أمام تاریخ مدینة السلاطین و نحدد أن المسؤولیة الثانیة تلحق بالمجلس الجماعي بمكناس ووزارة الثقافة  والاتصال، وحتى الأوقاف و اللائحة ممكن أن تطول. نعم كل الأسوار الإسماعیلیة و الأبراج تستغیث بأدوات الندبة التامة “ وا محمداه “ من جراء الأضرار و التخريب الذي تتعرض إليه.

التھالك والتدرج نحو الاندثار أصبح السمة الكبرى التي تلحق المأثور التاریخي للمدینة، وحتى أن أعمال الصیانة التي تباشر ھنا وھناك طیلة السنة فھي لم تستطع أن تحد من التشققات المتوالیة، ھي أسوار وقصبات وأبراج آیلة للسقوط بمكناس والخوف التام أن تحصد أرواحا مثل ما حدث في فاجعة صومعة مسجد باب بردعیین.

ھي المعالم التاریخیة الخالدة بمكناس التي تطلب لجنة تضم خبراء آثار وتقنیین تطوف على شمولیة خارطة المآثر التاریخیة بمكناس، تقف على كل المساوئ التي تلحقھا بالتآكل، توثق كل ملاحظاتھا بالترتیب وأولویات التدخل المستعجل، تكشف بالواضح حالة أسوار باب الرحى، ووضعیة الأسوار المحیطة بحبس قرى ، والبرج الأیل للسقوط باب كبیش العویجة (قرب السویقة العشوائیة)، ووضعیة أسوار قصر المنصور، والبقیة تكمن في جل امتدادات الأسوار والقصبات الإسماعیلیة فحدث و لا حرج.  

 

بؤس تنمية السياحة:

 وتشمل هذه الرؤية مقاصد تحويل مدينة مكناس إلى وجهة سياحية تمدد بها  ليالي الإقامة بدل اعتبارها مدينة عبور. قد نتفق ولا نختلف حول عناصر تطلعات رؤية تطوير مدينة مكناس و تسويقها كمدينة سياحية أو بعلامات متنوعة، لكننا قد نختلف حين نكشف عن الفواصل الموضعية بين التنظير وبين واقع المدينة البئيس.

سوف لن نعالج الموضوع من جانب تواضع الطاقة الإيوائية السياحية بمكناس، ولا من جانب تكمش مقومات الثقافة السياحية الحبيسة ضمن المنظور التقليدي، ولكننا اليوم سنطرح الموضوع من جانب وضعية  التراث العمراني كموروث ثقافي إنساني بالمدينة . كیف یمكن لمكناس أن ترفع من جاذبیتھا الجمالیة؟. نتساءل مرة ثانية : ھل یجوز لنا القول بأن ذاكرة المدینة محفوظة؟، ھل الأسوار الإسماعیلیة في وضعیة صحیة و تنافسیة سیاحیة؟، ھل مكناس تدیر ظھرھا حقا لتراثھا التاریخي (الأسوار والقصبات)؟، ھل ھناك رؤیة إستراتیجیة واضحة تھتم بالترمیم وإحياء الموروث الثقافي؟، ھل الإھتمام بالمخزون الحضاري للمدینة ممكن أن یفتح البوابات على السیاحة العالمیة ؟.

 

حلم النموذج التنموي الجديد:

هنالك حكمة لركوب أمواج التغيير تقول: " لصناعة المستحيل لا بد من التصديق بأنه ممكن". هي حكمة  بسيطة لكنها ممكن أن تكون مثل دينامو يحرك التنمية بمكناس، يحرك البسمة الراكدة في وجوه ساكنة و مدينة. حكمة في نقل المأثور التاريخي من نقمة انغلاق المدينة على ناسها وأرضها نحو الانفتاح وتسويق حضارة مدينة وساكنة، نحو عيش نعمة الاستفادة من سواعد عمال السلطان المولى إسماعيل وذكرهم بالرحمة، و الإصرار  بأن تظل مآثر مكناس التاريخية شامخة شموخ ساكنة.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الاكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2019-09-15 23:07:43

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك