آخر الأحداث والمستجدات 

تفاصيل ليلة بيضاء قضاها مئات المواطنين ورجال الأمن بمكناس في البحث عن المجهول

تفاصيل ليلة بيضاء قضاها مئات المواطنين ورجال الأمن بمكناس في البحث عن المجهول

عاشت مدينة مكناس يوم أمس الجمعة، ليلة بيضاء، بعد انتشار خبر اختطاف فتاة والهروب بها وسط الأدغال التي تفصل منطقة باب بوعماير عن حمرية غير بعيد عن مقر الجماعة.

الخبر تناقله الكثير من المواطنين في حينه مع إضافة بعض "الفيخرات" من واحد الى آخر ، حسب ما أكده موفد موقع مكناس بريس الذي انتقل الى عين المكان للوقوف على حقيقة الموضوع، الذي انطلقت شرارته موازاة مع آذان صلاة العشاء، بصراخ بعض النسوة الممتهنات لفن "الحيحة" طلبا للنجدة، من أجل إنقاذ "فتاة اختطفها جانح بالقوة، بعدما سرق هاتفها النقال، وهرب بها وسط الأدغال المتواجدة وسط المدينة بمنطقة باب بوعماير مستغلا جنح الظلام والغطاء النباتي الكثيف" حسب ما صرح به أحد حراس السيارات للموقع نقلا عن ما يتم ترويجه بين عموم المواطنين، الذين تزايد عددهم بشكل لافت، مما اضطر رجال الأمن الى التدخل لتهدئة الوضع وإنقاذ الضحية المفترضة من الجاني أو الجناة المفترضين.

بعد تدخل رجال الأمن وتضاعف عدد المواطنين، تطورت الرواية لتصبح " ثلاثة أشخاص قاموا باختطاف فتاة بهدف اغتصابها، اعتقل الأمن واحدا منهم والبحث جار عن الاخرين"، فيما أكد أحد ضباط الأمن للموقع أن الموقوف جرى اعتقاله لتزامن تواجده بالمنطقة بشكل منعزل، حيث تبين بعد التحقق من هويته أن سجله العدلي نظيف وأنكر مختلف الوقائع التي جاءت على لسان "الحياحة"، ليتم اطلاق سراحه فيما بعد.

عمليات البحث وسط الأوحال والنباتات الكثيفة، انخرط فيها عشرات ضباط ورجال الأمن جنبا الى جنب مع شباب متطوعين تتوفر فيهم كافة شروط "التجنيد" مستعينين بمصابيح هواتفهم النقالة، حيث وفي كل مرة يصيح أحدهم بعبارة "ها هو ها هو.." يزيد عدد المشاركين في البحث ويزيد عدد المشاهدين وعدد السيارات المركونة بجانب الطريق مما تسبب في أزمة مرورية خانقة.

حاولنا بالموازاة مع مجريات الأحداث البحث عن شهود عاينوا لحظة وقوع "الاختطاف" المفترض، فوجدنا أنفسنا أمام أشخاص يرددون عبارات استنكار تردي الوضع الأمني نسبة للأحداث المعزولة التي شهدتها المدينة مؤخرا، ويؤلفون انطلاقا من مخيلتهم وقائع ومشاهد تتوافق مع المكان والزمان مع إضافة بعض توابل عليها بالقول " ولينا نخافو نخرجو فهاد المدينة ...، مكناس مشات ولات بحال كولومبيا ..." الا أن جلهم عجزوا عن الرد عندما بادرناهم بالسؤال عن ماذا شاهدوا بأم أعينهم.

وبعد ساعات طوال من تمشيط المنطقة المذكورة طولا وعرضا، غابت الضحية والجناة المفترضين وحضرت الجماهير، التي لم تقتنع بأنها كانت تلك الليلة على موعد مع أكبر كاميرا خفية شهدها العالم، ليذهب الجميع الى حال سبيله. رغم أن فئة عريضة منهم ظلت تردد " واش لقاو البنت لي خطفوها" . من بين الطرائف التي وقعت ليلة أمس في مسيرة البحث عن المجهول، اعتقال شاب كان من بين الأشخاص الذين شاركوا في عملية البحث، ففي أقل من خمسة دقائق أدانته الجماهير الحاضرة وقامت بتبرئته بعد ذلك، فيما ظل هو يردد " أين الضابط لي كان بجنبي مني كنا كانقلبو" . من بين الطرائف كذلك التي عشناها ليلة أمس صياح شخص أبكم بعبارة " ها هو ها هو ..." ومحاولته الكلام أثناء عمليات البحث، الى جنب جيش من المتطوعين، الذين اذا جندوا لتنظيف المكان لصار لمكناس بستان وحدائق يكسبانها شهرة واسعة تغطي عن شهرة الجرائم التي كانت مسرحا لها.

ختاما نود باسم هيئة تحرير موقع مكناس بريس ، أن نقدم اعتذارا لجميع قرائنا الأوفياء، اذا كان هناك تقصير أو أخطاء مهنية في تغطيتنا لوقائع ليلة أمس سواء من خلال النقل المباشر في صفحة الموقع على الفيسبوك أو التعليقات المصاحبة له، وهي التغطية التي التزمنا فيها باستعمال عبارة "يفترض أن" لغياب أي أدلة مادية خلال مجريات الأحداث.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : هيئة التحرير
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2019-08-03 22:37:41

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك