حزب الاستقلال يقرر الانسحاب من الحكومة ويزلزل تحالف بن كيران

ويعتبر انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة ضربة قوية وموجعة لعبد الاله بنكيران خاصة بعد شهور من الصراع بينه وبين حميد شباط الامين العام للحزب.
وسيكون بنكيران مضطرا إلى إنقاذ حكومته من السقوط، وهو ما قد يضطره إلى الالتفاف نحو الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية الذي عبر في أكثر من مرة على عدم رضاه للمشاركة في حكومة فاشلة على حد قوله.

ومن الأرجح كذلك أن يذهب بنكيران بعيدا في رأب الصدع بأن يدعو الاحزاب الإدارية مثل الاتحاد الدستوري، وأحزاب صغيرة لإكمال النصاب الحكومي، لكن يبقى انسحاب حزب الاستقلال من حكومة بنكيران أكبر كارثة تزلزل الحكومة، والتي قد تكون لها دواعي وتداعيات أكبر مما هو ظاهر على المشهد السياسي المغربي، خصوصا وأن الحكومة الحالية أكملت عامها الأول بأقل عدد ممكن من المؤيدين السياسيين، بل وجدت نفسها في صراع حتى مع النقابيين وكل الفعاليات السياسية، حتى بعض المشاركين منها في الأغلبية الحكومية.

لكن يبقى في آخر المطاف، من الضروري أن يوافق الملك على المذكرة المقرر أن يرفعها حزب الاستقلال قصد الانسحاب من الحكومة كما يقر بذلك الدستور المغربي، وبالتالي فإن خروج حزب الاستقلال من حكومة عبد الإله بنكيران رهين بموافقة الملك، وفي حال عدم موافقة جلالة الملك سيكون أمر الانسحاب بمثابة ورقة صفراء في وجه بنكيران وحكومته.

فهل دخلت البلاد مرحلة ستقود إلى العودة لما قبل حركة 20 فبراير، أم أن الأمر لا يعدو كونه مجرد تصدع حكومي ناتج عن عدم اقتناع حزب بأدوار ثانوية بعدما تعود على الزعامة السياسية؟