آخر الأحداث والمستجدات
هل قامت جماعة وسلطات عمالة مكناس بالتطبيع مع "الشيشة" ؟
شهدت مدينة مكناس خلال الشهور الأخيرة، انتشارا لافتا للانتباه لمقاهي "الشيشة" بعدد من الأحياء، بعدما كانت الى حدود وقت قريب محور حرب ضروس شنتها سواء جماعة مكناس بإصدراها لقرارات غلق عدد من هذه المقاهي، أو سلطات العمالة التي كانت بدورها تحرص بشكل دوري على محاربة تفشي هذه الظاهرة بإرسالها للجان تفتيش ومراقبة مختلطة ساهمت بشكل كبير في الحد منها.
وحسب عدد من المتتبعين للشأن المحلي بمدينة مكناس، فلم تعد مقاهي "الشيشة"، حكرا على وسط المدينة الحمرية، الذي كان في وقت سابق يعتبر مركزا وتجمعا لمثل هذه المقاهي، بل صارت تزداد يوما بعد يوم، حتى أصبح كل حي من أحياء العاصمة الإسماعيلية، يتوفر على عدد من المقاهي التي تقدم هذه الخدمة وما يرافقها من مظاهر الفساد ودعارة القاصرات وكذا ترويج المخدرات وحبوب الهلوسة.
وعوض أن تتحول مدينة مكناس الى مدينة صناعية تصعد منها أدخنة المصانع التي تشغل مئات العمال، يمكن القول أنها تحولت الى عاصمة لمقاهي "الشيشة"، حيث لا يكاد يخلو حي من أحيائها من رائحة "المعسل" و"الجمر"، في تحد صارخ لقيم وأخلاق المجتمع المكناسي، الذي بات مغلوبا على أمره،في ظل وقوف السلطات الأمنية والمحلية، موقف المتفرج أمام انتشار هذه الظاهرة.
وبالنظر الى واقع الحال من انتشار خطير لمقاهي الشيشة بطريقة تثير الكثير من الريبة، خاصة أنها أصبحت مشروعا استثماريا يغري الباحثين عن الربح السريع، يلاحظ أن أصحابها يحرصون على تشابه هندستها سواء الداخلية والخارجية، وكأن جماعة مكناس وضعت دفتر تحملات خاص للترخيص بفتح هذه المقاهي، ينص على أن تكون واجهتها زجاجية غير شفافة، وداخلها فضاء مفتوح مؤثث بالأرائك، هنا نطرح التساؤل : هل نحن أمام تطبيع الجماعة ومعها سلطات العمالة مع "الشيشة" ؟
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2019-05-27 19:55:02 |