آخر الأحداث والمستجدات
اختتام أشغال الدورة الثالثة والعشرين من جامعة مولاي علي الشريف بمكناس
أُسدل الستار على أعمال الندوة الختامية للدورة الثالثة والعشرين من جامعة مولاي علي الشريف بتقديم التقرير العام للندوة الذي استعرض فيه محمد الفران، مدير معهد الدراسات والأبحاث للتعريب مدير المكتبة الوطنية، أبرز ما جاء في أوراق الباحثين المشاركين في الندوة، الذين سلطوا الضوء على الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب على عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
وانصبت غالبية المداخلات حول الجانب الاقتصادي والتنموي في عهد الملك الحسن الثاني، خاصة المنجزات المحققة على صعيد تطوير القطاع الفلاحي، الذي قال محمد أيت القضاي، رئيس المجلس العام للتنمية الفلاحية بوزارة الفلاحة، إن الملك الراحل أولاه اهتماما كبيرا، وجعله على رأس الأولويات، مبزرا أن التنمية الفلاحية في المغرب "أُطرت بمنهجية ملكية اتّسمت بالبراغماتية وبُعد النظر".
واستطرد أيت القاضي بأن الحسن الثاني انتبه منذ عهده بالحكم إلى أن المجتمع لا يمكن أن يزدهر بدون الاهتمام بالقطاع الفلاحي، وهو ما تجلى في تخصيصه حيزا من خطاب العرش لسنة 1964 للحديث عن ضرورة تطوير هذا القطاع، باعتباره رافعة أساسية لضمان الأمن الغذائي كمسألة سيادية، والنأي بالمغرب عن تضارب أسعار المنتجات الفلاحية في السوق الدولية.
وأبرز أيت القاضي أن الحسن الثاني قاد إصلاح القطاع الفلاحي بأسلوب عقلاني ووضع نصب عينيه تحقيق جملة من الأهداف؛ أبرزها الرفع من الدخل وتحسين الوضعية الاجتماعية للفلاحين، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وهو ما ساهم في تحديد الخيارات التنموية للمغرب، وفي تكوين الفلاحين.
واعتبر رئيس المجلس العام للتنمية الفلاحية بوزارة الفلاحية أن سياسة الري التي نهجها المغرب منذ سنة 1967 شكلت نقطة تحول في القطاع الفلاحي، ورسمت خارطة طريق لما يمكن أن يكون عليه تطوير الفلاحة وتنميتها الشاملة بالبلاد في المستقبل، مشيرا إلى أن "ملحمة سقي مليون هكتار في أفق سنة 2000 كانت تحديا وجوهر السياسة الفلاحية المغربية، تمكن المغرب من تحقيقه على أرض الواقع".
في هذا الإطار، قال عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة رئيس اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف، إن الملك الراحل الحسن الثاني كان يدرك أن الماء سيصير مادة مطلوبة في المستقبل، لذلك قال إنه لو قامت حرب عالمية ثالثة فسوف تكون من أجل الاستحواذ على المنابع المائية، مشيرا إلى أن تحدي بلوغ مليون هكتار من الأراضي المسقية تم تحقيقه في نهاية عهد الملك الراحل.
وتطرق رياض مزور، خبير مبرّز لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، في عرضه، إلى الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي انخرط فيها المغرب في عهد الحسن الثاني، قائلا إن الاختيارات الاقتصادية للمغرب توجهت نحو تبني اقتصاد السوق والانفتاح الذي أصبح اليوم من الاختيارات الدستورية الأساسية.
وعرّج مزور على السياسات التي وضعها الحسن الثاني منذ توليه الحكم مطلع الستينات إلى نهاية التسعينات من القرن العشرين، حيث حرص على مغربة الإدارة واستعادة الأراضي الزراعية وتشييد السدود من أجل استدامة الموارد المائية، ووضع مقومات السيادة الاقتصادية من خلال تقليص التبعية للأسواق الخارجية، مشيرا إلى أن المغرب "تمكن، بفضل الاختيارات الاستباقية والاستشرافية للملك الراحل، من أن يختطّ نموذجا متميزا لمغرب عصري مستقر وذي سيادة في مصاف المجموعة الدولية".
وسلط سعيد عبيدي، أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي بمكناس، الضوء على دور الحسن الثاني في تنمية المجتمع الواحي بالمغرب الشرقي، مستعرضا عددا من المخططات والبرامج التنموية التي تحققت في هذا المجال، مشيرا إلى أنها ترجمت المكانة التي حظيت بها منطقة تافيلالت على عهد الملك الراحل، خاصة بعد زيارته إليها في ثمانينات القرن الماضي.
الكاتب : | محمد الراجي |
المصدر : | هسبريس |
التاريخ : | 2019-04-15 18:51:00 |