مكناس وسياسة البريكولاج كتنمية مستديمة من الجيل الثالث

حين تحدثنا غير ما مرة عن برنامج عمل الجماعة (2016/2021)، كانت لنا مجموعة من الملاحظات واستخلصنا أن مكتب الجماعة بمكناس يدبر الأزمات اليومية واللحظية، ويشتغل على الأوراق اليومية المكتبية. قلنا أن مكناس لن تدخل الجيل الثالث من التنمية التفاعلية مادمنا نفكر بالتصغير، ونفكر بأولوية في الترميم وتشغيل (الجير) والترقاع المبرقع ، قلنا أن مكناس قيمتها الاعتبارية تتموقع في محطة طرقية ذكية من الجيل الرابع، في محطة طرقية تخدم المسافرين أولا بأمنهم، و في أموالهم، وفي راحتهم و في سلامتهم ، لا أن يجد المسافرون أنفسهم أمام أبشع استغلال ، وأسوء تصرفات مشينة أيام الذروة الحركة الطرقية.
مكناس تحتاج إلى محطة قطار كذلك ، بمواصفات أنيقة ، تحتاج إلى تفكير استراتيجي وتنقيل المحطة الطرقية إلى وجهة مفتوحة وميسرة لحركة الحافلات، بدل الوعد بالإصلاح والترميم حد قياس القدم .
يكفينا من سياسة وتفكير التصويب الترقاع والزواق، يكفينا من اشتغال رئيس مجلس الجماعة ولعبه أدوار الاطفائي السريع لحل كل المشاكل المتراكمة والعالقة بنفسه وصدق قوله، ويترك جانب البحث عن جلب الاستثمار للمدينة والترافع عن حصولها للتمييز الايجابي عند سلطة المركز، يكفينا من التفكير في يومنا هذا وغدا لنا أمر آخر.
ليكن برنامج عمل الجماعة (2016/2021) المصادق عليه بالأغلبية العددية، دستور مدينة مكناس حتى وإن كان يحمل ثقوبا في رؤية النجاح وبخسا في التتبع والتصويب المرحلي. لنرجع إلى المجال الثالث منه ( الطرق / التنقل الحضري والنقل) ونبحث عما تحقق من إعادة تهيئة الطرق الدائرية، وتحسين المحاور الرئيسية. عما تم امتلاكه في نصف ولاية المكتب المسير من إعادة تصميم التنقل الحضري، وإنشاء محطة تنظيم حركة المرور .
نحن بمكناس دخلنا النصف الأخير من عمر المكتب المسير ولازالت سياسة البريكولاج هي الحصيلة القوية وبها يمكن تقويم عمل المكتب المدبر لشأن جماعة مكناس. لازالت كل أفكار المكتب و مجالات برنامج عمله (2016/2021) كثيرها حبرا على ورق، إلى متى؟، لا نعلم من الأمر إلا الأمل في المستقبل الآتي .
قد نكون نبخس ما تحقق من هيكلة بينة لبعض المحاور الطرقية، ومن حكامة تدبيرية توثق نفسها بإحكام، ولكنا نفكر قدما برؤية إستراتيجية محصنة بالأفعال الحسابية، لا الأقوال النفضية، برؤية تتخندق بترتيب الأولويات الكبرى (محطة كبرى للحافلات/ محطة جديدة للقطار/ مسرح كبير/ ملعب كبير...) ، و رسم سياسة بينة لفك الركود عن المدينة والساكنة، برؤية تجعل من المستقبل مكناس مدينة ذكية بدل إخماد نار رماد الحمالة.
محسن الأكرمين