آخر الأحداث والمستجدات
زاوية إفران : قيمة مضافة للسياحة الإيكولوجية بإقليم إفران
يعتقد الإنسان الأمازيغي القديم ، ان اسس العيش الكريم ترتكز على ثلاث (امان) الماء ، ولامان (الامن) و (إسلمان) السمك وهي إشارة إلى الطعام ، المرتكزات التي اعتمدها السكان الاصليين من اجل الاستقرار والعيش في المنطقة والتأقلم مع أجوائها المتوسطية المعتدلة وتضاريسها الجبلية ، زاوية إفران و التي يتساءل مجمل السياح الوطنيين عن سر اجتماع تسمية إفران بين المدينة و قرية زاوية إفران ، والذي يعزى حسب مجموعة من المؤرخين إلى التسمية الأمازيغية ، المشتقة من كلمة (إفري) والتي تعني الكهف ، بحيث ان سلسلة جبال إقليم إفران مشهورة بالكم الهائل من الكهوف التي تهم ارجاء الإقليم .
زاوية إفران التي تبعد عن ازرو ب50 كيلومتر وعن مدينة إفران ب 67 كيلومتر ، تقع ضمن المجال الترابي لعمالة إفران و التابعة إداريا إلى جماعة واد إفران (سوق الاحد) ، تزخر بمؤهلات طبيعية استثنائية من شلالات ابدع فيها الخالق سبحانه و تعالى ، بالإضافة إلى مجموعة من الانهار و الوديان ، بالإضافة إلى طبيعية خلابة و استثنائية .
لا تزال قرية زاوية واد إفران تحتفظ بالنموذج التقليدي للبنايات ، و الدور الطينية التي تعتمد نظام العمارة الامازيغية ، والتي تشيد الجدران فيها بالحجارة و الطين، وتزين بحجارة تجلب من جنبات الشلالات الضخمة المحيطة بالقرية ، كما تشيد الاسقف بالقصب و الخشب (تاقا) الرفيع والذي يصمد لمئات السنين امام التغيرات المناخية ، بل و يضفي على المحل السكن رائحة و عطر زكيين . وتقيه من الحشرات الضارة.
ما يزيد من جمالية المنطقة ، بعدها عن صخب الحضارة ، وعزلتها بأحضان المنتزه الوطني لإفران ، الذي يحتوي على اصناف نادرة من الأشجار و الحيوانات من ضمنها القرد زعطوط و الخنزير البري و الطيور ، بالإضافة إلى الأسماك و التي يشتهر المنتزه من خلالها بسمكة الترويتة .
تحتضن زاوية واد بالإضافة إلى ما سبق ذكره ، تجربة فريدة في مجال ريادة الاعمال و خلق المقاولات والمشاريع الميكرو اقتصادية والتي تساهم في تشجيع السياحة الداخلية والتعريف بالمنطقة من ضمنه ، المأوي المنشأة من طرف مجموعة من الشباب الطموح الذين علموا على تحويل منشأتهم السكنية إلى مآوي او دور الضيافة ، مشاريع تهدف إلى استقبال السياح الوطنيين و الدوليين في ظروف مريحة توفر لهم احتياجاتهم من المبيت والاكل التقليدي الامازيغي المحلي ، بالإضافة إلى خدمة المرافقة السياحية ، تستعمل كذلك وسائل النقل التقليدية من حمير و بغال للتجوال و التنقل إلى حيث الشلالات والعيون ، التي تقع بين تضاريس جبلية وعرة .
إن الوصول إلى الجمال ، و الاستمتاع بالفضاءات الطبيعية امر جيد وايجابي خصوصا لعشاق الجولات السياحية ، إلا ان المنطقة لا زالت بحاجة ماسة إلى المزيد من العناية خصوصا في مجال المواصلات و تعبيد الطرق ، و توفير شبكات الاتصال والانترنت .
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2018-10-10 11:19:41 |