آخر الأحداث والمستجدات 

مهرجان وليلي في دورته 19 بدون وليلي

مهرجان وليلي في دورته 19 بدون وليلي

بحدود سنة 2018 تخطى مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية سن رشده ، وشد اليد على الدورة 19 (4-5-6 و7 غشت 2018). مهرجان يتم تنظيمه بوصاية من وزارة الثقافة والاتصال، ويحظى بالرعاية السامية الملكية.  مهرجان يعتبره المنظمون حدثا ثقافيا يحمل بصمة التميز ضمن المهرجانات المتنوعة ، مهرجان يسعى إلى مد صلة العلاقة بين الماضي و الحاضر والمستقبل، مهرجان يجعل من الثقافة الكونية بمكناس حضور التعدد والتنوع ، يجعل من الانفتاح و التسامح والحوار الجمالي بين فناني العالم هدفا أساسيا له.

آثرت أن أستحضر الأدبيات الأساس من فكرة إحداث مهرجان وليلي، آثرت وضع فواصل بين النشأة وأفق التطوير، آثرت أن أصل بكم إلى حالة وضعية نكوص الأداء الذي باتت تلحق المهرجان في السنوات الأخيرة . هي الحقيقة التي تحيلنا إلى تحكم المديرية الجهوية لوزارة الثقافة والاتصال بفاس في موجهات المهرجان، هي حقيقة التحكم حتى في أبنية البرنامج وأماكن العرض، هي نكسة تراجع مكناس ثقافيا و فنيا منذ أن تم تفعيل الجهوية الموسعة (فاس مكناس).

وفاء قول الحق، حين تتصفح بعيون المتتبع برنامج مهرجان وليلي يحدث انفجار الأسئلة الاستنكارية بداخلك. حين تسقط الوجوه المكناسية والفرق الفنية منه إلا بالقلة، تتحسر بالقول. حين يتم التخلي عن يوم الافتتاح من قلب الموقع الأثري وليلي إلى قاعة المنوني، تفكر في اللحظة التي سينتقل فيها الموقع الأثري  وليلى عبر صورة خلفية لخشبة العرض بالمركز الثقافي، مهرجان وليلي بدون وليلي هي نهاية الختم التي ممكن تصيدها من أجل التخلص منه بألطف العبارات.

حين نطمح إلى بناء رؤية التسامح والانفتاح ونحن لا نقدر أن نمتلك آليات الاشتغال وفق مقاربة تشاركية وتوجه القطبية، حين يتم تحييد مجموعة من الفاعلين خبروا تنظيمه منذ البدء الأول للمهرجان بمكناس. حين لا تتم المكاشفة عن موارد المهرجان ولا الدعم الذي يناله، فإننا نقفز عن كثلة مخصصات التمويل بالموازاة مع مطلب التحسين والجودة، فإننا نقفز عن فصول الحكامة الدستورية و مستند الجهوية الموسعة.

لم أجد من نعت لوصف ما يقع في المشهد الثقافي والفني بمكناس غير أن المدينة حقيقة  أصبحت تعاني من إسهال حاد نتيجة كثرة المهرجانات الموجهة من بعيد، لم أجد بدا من قياس أثر المهرجانات بمكناس غير حضور أعداد من الجمهور تبتغي الفرحة المزيفة. فهل يجوز لنا القول أن تلك المهرجانات لا تساهم البتة لا في التنمية المحلية؟، وهل تلك المهرجانات بالتعدد لها يد المساهمة في تطوير الأداء السياحي وتحريك دواليب الاقتصاد المندمج بالمدينة أم لا ؟. ممكن أن نختلف في الإجابات، ولكن لكم سلطة التفكير وتعداد الإحصائيات والعوائد.

الآن،  لا بد من الاعتزاز والافتخار بمكسب الرعاية المولوية السامية لمهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية ، لا بد من التفكير داخل مكناس على تطوير أنشطة المهرجان ونقلها من الفلكرة الموسمية إلى الفعل الثقافي المندمج مع طموح الساكنة و المدينة ، لا بد من  تنويع أنشطة المهرجان من خلال استهدافها لجميع الفئات العمرية بالمدينة والهويات الثقافية. ومن صلب القول، لا بد من تدخل السلطة المحلية بمكناس لإرجاع يوم الافتتاح إلى الموقع الأثري وليلي، لا بد من تدخل لرئاسة المجلس الجماعي كشريك فاعل فيه، وإبداء الرأي و صناعة التصويب لبرنامجه العام.

فالنقد الداخلي للمهرجان هو الآلية التي تخلق طفرة التنوع و التطوير، وهو الأداة لتجاوز كل اختلال في حينه وتوطين البدائل. لقد تخطى مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية سن رشده بمكناس، لما لا ترفع وزارة الثقافة والاتصال يدها عن شأن تدبيره وتبقي دعمها المادي والمعنوي له؟، لما لا يتم تأسيس مؤسسة مكناسية لتدبير شأن المهرجان وفق دفتر تحملات قابل لقياس أثر المهرجان وخاضع للافتحاص والمساءلة؟ ، لما حلم مدينة مكناس في خلق علامة حصرية تختلط فيه أيدي صانعة القرار إلى أن يخرج المولود خديجا؟.

متابعة للشأن المكناسي محسن الأكرمين.

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2018-07-17 23:14:50

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك