آخر الأحداث والمستجدات 

حكمة تجديد آليات مهرجان سيدي عبد الرحمان المجذوب بمكناس أضحت كلمة ملحة

حكمة تجديد آليات مهرجان سيدي عبد الرحمان المجذوب بمكناس أضحت كلمة ملحة

ماذا لو تم قياس سيولة أثر المهرجانات المتتالية بمكناس على حركية المدينة وتفاعل الساكنة، ما هي النتيجة التي سنستخلصها؟، ماذا لو حصلنا على نسبة ضعيفة من العوائد الإيجابية، أي الاختيارات الاستشرافية سنحدد ؟، ماذا لو أقفل صنبور الدعم من المال العام عن المهرجانات المكناسية برمتها، هل ستتوارى إلى الوراء أم ماذا؟، ماذا لو  تشبكت جهود مدبرو المهرجانات و اختزلوا  العدد ذو الرقم القريب من الثلاثين إلى رقم واحد؟، ماذا لو تم تجميد كل أنشطة المهرجانات بمكناس لمدة سنة، أستموت ثقافة الفرح اللحظية أم ماذا !!!؟، وأخيرا نقول، هل تغيب بمكناس رؤية واضحة للأدوار الثقافية و التنويرية التي ينبغي أن تؤديها أنشطة و أشغال المهرجانات؟، وهذا هو السؤال الماكر!.

كنت آمل بصدق أن يمر الشهر الكريم دون تسخين للبندير، كنت أود أن يترك فعل النشاط  والمنصات الصادحة بتلوث السمع بساحة الهديم إلى حين ، لكن هيهات، هيهات هي مهرجانات مكناس بالتناوب والتي وصلت حد عدد التخمة المفرطة.

الرباط لها مهرجان معلوم يصنع الحدث وكذلك فاس، فيما مكناس لها مهرجانات بالجمع الكبير ولا تصنع إلا ضجة الافتتاح والختم ، ضجة تكون مرفوقة بموضة التكريم البئيس ولا تخلو من تقديم الشواهد الورقية كصكوك الرضا والقبول و تزيين المنصة بصور الاعتراف.

ممكن أن تنعت أنك من أعداء الفن و الثقافة الموسيقية، ممكن أن تنعت بأنك من يشد إلى الوراء وينغص على القوم الفرحة و النشاط بدون رسوم أداء، ممكن أن تكون من الذين يدعون إلى إرساء ثقافة رزينة وازنة لا تسوق فقط لفولكلور بندير رخو، وإنما لقيم مأثور مدينة ، وتاريخ ناس مكناس بعيد عن مزايدات المصطلحات الكبرى، وهذا كان هو منطلقنا الأول .

فحين قررت حضور أشغال الدورة الخامسة لمهرجان سيدي عبد الرحمان المجذوب للكلمة والحكمة، كنت واثقا من أن العنوان شدني إليه، كنت واثقا من أن حكمة الشيخ العارف بالله سيدي عبد الرحمان المجذوب ستكون حاضرة برباعياتها، كنت واثقا من أن الكلمة الصوفية ببخورها الحلولي ستكون حاضرة بالوقوف النظيف (دون موال التقبيل والناس صيام...) . لكن صدمت حين لم أجد متسعا لتفكيري وذاتي ضمن مكونات برنامج المهرجان، صدمت بالتراجع إلى الوراء حين عرفت أن الافتتاح والختم هو من يكون فيه الحضور الوازن، صدمت حين تتغير أمكنة العرض دون إخبار و لا تصويب للإعلان الأول.

كيف لمهرجان وغيره لا يجدد برنامجه أن يعيش بالرضا؟، هي إذا النمطية التي تسلب الفعل الثقافي بمكناس التطوير و التنوير، هي إغفال قيمة النوع بتعدد المضمون لا باحتساب سنوات المهرجان. هي النمطية التي تبتغي تسجيل التراكم العددي (الدورة الخامسة) . نعم لا ننكر أن للمهرجان بصمة ثقافة وسيطية سجلها بالبدء الأول ، لا ننكر بأنه احتمى بالماضي واستحضر إلينا الأثر المعرفي الصوفي بكل تجلياته الوجدانية والفكرية، لكن ننكر على المهرجان أن يبقى حبيس تفاؤل كلمات منصات العرض، ننكر بأنه دخل مرحلة الاستنساخ الكاربوني للدورات السابقة، ننكر عليه كفافه في ترويج مستندات متينة لتثمين التراث اللامادي المكناسي والتعريف به، والترافع عليه وطنيا ضمن المدن العتيقة والتي سقطت مكناس من خانته.

ممكن أن يكون قولي إحساس بسحب البساط من تحت أقدام المنظمين، لكن الحقيقة البينة هي أني أستهدف التطوير لا بناء نكسة مهرجان، أستهدف مواصفات مهرجان ناجح لا أشخاص بعينهم ، أستهدف إخراج المجذوب من جبة الصوفي إلى رجل السياسية و المصلح النهضوي إلى الداعية اللصيق بهموم وقيم الناس البسطاء. أستوثق من قولي بالنهاية تثمين فعل جمعية منتدى مكناس للثقافة والتنمية، لكن وفق سلم التطوير والتجديد. أستوثق من كتاباتي أن المهرجان أحيى كلمات سيدي عبد الرحمان المجذوب دون قراءة ما بين سطورها العالمة بأحوال مدينة مكناس والمقارعة بين الماضي والحاضر.

هي مهرجانات مكناس لا نستثني منها أحدا، نطالبها بوقفة تأملية بسيطة ، وقفة لحصر الحصيلة وتثمين الايجابيات، وقفة تقلص السلبيات و توطن البدائل الرزينة. اليوم سينتهي مهرجان المجذوب ببركاته ودعواته  وسندخل مهرجانا آخر باليقين التام والبهرجة المصطنعة.     

متابعة للشأن المكناسي، محسن الأكرمين

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2018-05-29 17:39:33

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك