آخر الأحداث والمستجدات 

على هامش البيان الاستنكاري لمكتب الكوديم

على هامش البيان الاستنكاري لمكتب الكوديم

عجيبة هي مكناس حين لا تشد فيها على دواليب المحركات الخفية لتصفية الحسابات السياسية. عجيبة هي مكناس التي تحرك فيها من البعيد الصراعات المشكلة بالوضعيات الاجتماعية والسياسية على خشبة مسرح الأحداث الخلافية بموضع مدرج الرياضة. عجيبة هي مكناس حين تستحمل سلة انزلاق المدينة التنموية كل التناقضات الجلية والخفية وتقتحم عنوة حتى حصن الرياضة الموصوفة عالميا بالنبل و الأخلاق.

إنها  الفراغات القاتلة لفشل النموذج التنموي والثقافي بالمدينة ، إنها تخمة المهرجانات الرخوة التي تحتل مساحات المدينة بالبهرجة الزائلة والزائفة، ولا لمسة لها في تحسين خط نماء صورة مكناس، ولا حتى تصورا سليما يرتكز على تخليق سلوكيات الشباب و تأطير الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية بالمدينة.

إنها تتابع سياسة مدينة لم تستطع أن تنتج ثقافة الاحترام النظيفة للآخر، ولا حتى خلق خطوط تواصلية لهوية مشتركة بالاحترام المتبادل عند اختلاف الآراء و التوجهات.

 هي الثقافة الرخوة ( التلاسن) التي تسيطر على المدينة وتسوق بالطلب، هي الثقافة الرخوة والتربية غير السوية التي تضيع مبدأ تخليق الحياة الاجتماعية حين يعلو " السب والشتم"، هي مستنقع السياسة الانتهازية في ظل التكالب على احتلال مواضع أقدام متقدمة، هي كفاف الوعي السلوك الجماعي و الحضاري بالمدينة عن إنتاج حكامة التوافق والتواصل، هي نهج التفريط المستمر في الكلام الطيب لأهل" مكـــــــــ  ونـــــــــــاس".

في آخر دورة للنادي المكناسي (19) تمت ملاحظة رفع شعارات لا تمس للرياضة بصلة، شعارات مشينة تمس رئاسة المجلس الجماعي بألفاظ جد نابية. حيث أفسد الكلام الساقط على كل من حضر اللقاء رفقة أبنائه رؤية نهاية المباراة وفرحة الانتصار، وغادر الملعب و في نفسه حرقة من مآلات مكناس نحو قاموس مصطلحات  " الخواسر".

إقحام السياسة وسط المدرجات الجماهيرية ألزم على المكتب المسير للنادي المكناسي إصدار "بيان استنكاري" . لأول مرة يخرج المكتب المسير عن صمته ويصطف بجانب رئيس المجلس الجماعي ويلقي بوده التام و امتنانه لكل المساعدات المادية والمعنوية التي يتلقاها بالعطف من طرف رئيس المجلس.

لن نقف عن تلك المساعدات والمنح المادية والمعنوية  فهي حق من حقوق جمعيات المجتمع المدني. ولكننا سنقف عند ذلك السلوك باعتباره خروجا عن مناعة جسم الجماهير الوفية للفريق المكناسي. نعم، نعترف بالقول الصادق أن مكناس أصبحت ميدانا للغمز واللمز، أصبحت ساحة لصراعات يومية تتزين بها المواقع الاليكترونية، أصبحت مكناس تحتفي بالشتيمة بدل الكلمة الطيبة.

لن نعمم قول " الخواسر" بمن حضر الملعب، لن نصنع شرخا بين كثلة الجماهير المكناسية العاشقة للنادي، لن نسقط في تصنيف الجماهير" هذا الصالح/ هذا الطالح" فممكن أن يكون الأمر عارضا استثنائيا، ممكن أن يكون الأمر غير مقدر العواقب، لذا لحمة الجماهير واحدة. ومن هنا نلح لزاما على جمعيات محبي النادي المكناسي  تفعيل أدوارها الكامنة  في فتح أبواب تأطير الجماهير وتخليق فعل التشجيع، نلح على فتح أبواب الوحدة والشعور بالمسؤولية تجاه الفريق وتجاه مكونات المدينة والتي تتمثل في "مكناس توحدنا جميعا".

هي بداية من المكتب المسير حين أحاط  الـبيان الاستنكاري بلغة فضفاضة تبحث عن لغة الود والتودد. هي بداية الصفحة الأولى من فتح باب جهنم على المكتب المسير، لذا يجب أن لا ينتهي الأمر عند حد معاتبة الجماهير عن كلام عارض ببيان استنكاري، بل يجب أن تتوسع البيانات الاستنكارية عن الحجوزات القضائية المتلاحقة، عن أوجه الاختلالات الكبرى سواء كانت في النتائج أو التسيير المالي، عن بؤس النتائج وعدم الصعود ...

 لنقل" لي باغي يأكل الشوك يأكلوا بفمه " هي الحقيقة التي ينبغي إظهارها للجميع - (فصائل/ لوبي الخواض)- والتعامل معها كمسلة سليمة الدلالة. لما تميع الخلطة غير المتجانسة بين السياسة والرياضة بمكناس؟، لما الصياح بتوابل الكلام الحار بفلفل العصيدة السياسية المكناسية؟،  لما يمرر الكلام "الخاسر"  بالارتجالية داخل الملعب وفق الحسابات السياسية المقيتة والتي الفريق المكناسي الآن في غنى عنها؟.

دعوتنا صريحة لكل رؤوس أعيان السياسة بمكناس، لا تجعلوا جمهور الكوديم " كومبراس" سياسي، لنترك كل حالات التنافي والدوافع ومحركات المستبطنة برسومات خيوط "الكراكيز" ونقول، " لي باغي يشطح ما يتخباش وراء الجماهير المكناسية " .

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : هيئة التحرير
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2018-02-14 11:54:16

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك