آخر الأحداث والمستجدات 

لك الله يا مدينة مكناس ... !!!

لك الله يا مدينة مكناس ... !!!

لك الله يا مدينة مكناس، لك الله يا جوهرة الزيتون، لك الله يا عاصمة المولى اسماعيل، لك الله يا قبلة كانت لضيوفها بمثابة فرساي، لك الله يا مدينتي العزيزة من اناس ضيعوك و ضيعوا جمالك، لك الله من اناس شوهوك و جعلوك شابة عجوزة و هي في عقدها الثاني.

انهيت عملي الروتيني هذا اليوم و دخلت لمنزلي لاستلقي و لاستجمع بعض من قواي لأتمم مسيرة العمل في اليوم الموالي، لكني لم اهنأ و انا أعانق فراشي دون ان اخرج لألقي نظرة الليل على مدينتي التي هي جزء مني لا يتجأ و لو حاولوا بالسيوف و الخناجر فصلها عني، نعم إنه ذاك الحب الذي لا تفسير له سوى حب الانتماء و فخر الالتصاق، لكن يا ليتني ما خرجت و يا ليتني بقيت نائما، لا لشيء إلا لأني شاهدت ما زاد من حسرتي على مدينتي فبعد أن اعتدنا مناظر الخراب و التهميش في شوارع هذه المدينة التاريخية،شاهدت اليوم ما يعتبر استهتارا بنا و بها و ما يعتبر ضحكا على ذقون الرجال،نعم رجال هذه المدينة الذين لم نعرف ما أصابهم منذ زمن بعيد حيث فضلوا السكوت على هذه الحال على أن ينطقوا بكلمة استنكار.

شاهدت في خرجتي لهذه الليلة ما يؤكد لي المقولة الشهيرة لأسيادنا الأولين حين قالوا "الحمقة كادير العكر فوق الخــ...." أكرمكم الله، آسف على المثل، لكني لم أجد أجدر منه لشرح ما شاهدت، فقد شاهدت ما لا عين رأت و لا أذن سمعت في بلاد المغرب على الأقل، شاهدت عملا غير متقون و إبداعا غير الإبداع شاهدت العجب العجاب.

أتدرون ما شاهدت؟ لقد شاهدت مسؤولي مكناس يفعلون الغريب و العجيب في ذات الوقت، فوسط الكثير من الحفر بشوارع مكناس و بين الأرصفة المهمشة و التي تشبه آثار القرون الغابرة في زمان التتار، قامت قوات صيانة تظهر مرة في السنة، بطلاء مقدمة الأرصفة باللون الاحمر و الأبيض، فيما قام الفيلق الآخر بصب بعض الزفت المائع على بعض الحفر المنتشرة في الطرقات و التي تخلفها الأشغال دائما وراءها كفخ للسيارات من أجل تهشيم نوابضها، أما الفرقة الثالثة فكانت من وكالة الكهرباء بالمدينة و تجولت بشاحنة يتيمة يقودها سائق و عليها عامل متعب، يقوم بتفقد بعض أعمدة الإنارة المنطفئة منذ قرابة الخمسة أشهر ليغير بعضها و ليرفع تقرير عدم عمل بعضها الآخر لرئيسه الذي سيرفع بدوره تقريرا لرئيسه...!!

هذا إذا، كل ما كان في القصة المصيبة، و طبعا و حتى لا تتعجبوا للمبادرة "المحمودة" فكل هذا بسبب قرب الاحتفال السنوي بالمعرض الدولي للمنتوجات الفلاحية و الذي يقام بهذه المدينة السعيدة منذ سبع سنوات و هذه الثامنة، و الذي لا يفصلنا على استقباله سوى 9 أيام من الزمن، فهل هذا هو الجهد الجهيد لمسؤولي هذه المدينة لاستقبال ضيوفها، و هل حقا فقدنا حفاوة الاستقبال حتى أصبحنا نرقع من أجل تمرير مناسبة كبيرة بأقل المصاريف ؟ و هل سيستمر أحمر الشفاه هذا الذي طليت به مكناس في المدة التي تفصلنا عن بداية الحفل السنوي و إلى غاية نهايته، أم أن المجلس البلدي سيرصد المزيد من الطلاء لمتابعة حال مصبوغات المدينة؟

هذه أسئلة و خلفها كثلة أسئلة أخرى تهم كل مشاكل المدينة ستبقى معلقة في أسوار مكناس العريقة إلى أن يأتي رجل صادق قد يبعثه الله من السماء ليجيبنا عليها، و لينشر الخير في هذه المدينة، فلا تتعجبوا فربما تكون مكناس مهبط النبي عيسى عليه السلام!!! .... لك الله يا مدينة مكناس....

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : هيئة التحرير
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-04-14 19:13:53

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك