إستغلال مستودعات سرية بمكناس لإنضاج الفاكهة بواسطة مادة “الكاربون” الخطيرة

وبات الأمر يشكل خطرا حقيقيا على حياة قاطني هذه الأحياء القريبين من هذه المستودعات، بالنظر إلى إمكانية انفجار مادة الكربون في أي لحظة ولأبسط الأخطاء، إضافة إلى السموم التي تنفثها هذه المادة في الفواكه الموجهة لسوق الاستهلاك المباشر، سيما أن مادة “الكاربون” المستعملة معروفة بحساسيتها وقوة انفجارها.

وقدرت مصادر من سوق الجملة للخضر والفواكه بمكناس عدد المستودعات السرية التي تنشط بها عملية إنضاج فاكهة الموز بأزيد من ثلاثين مستودعا، هي عبارة عن منازل أو مرائب منتشرة وسط أحياء سكنية تستقبل أسبوعيا مئات الأطنان من هذه الفاكهة التي يتم إنضاجها بطرق تقليدية وخطيرة، حيث يعمد أصحاب هذه المستودعات إلى وضع كميات كبيرة من مادة الكربون على شكل صخور في حفرة وصب الماء عليها مما ينتج غازات تؤدي إلى تحول قشور الموز من اللون الأخضر إلى الأصفر.

وأكد العديد من المتضررين، في حديث لـ”الصباح”، أنه سبق لهم أن تقدموا بمجموعة من الشكايات والملتمسات إلى الجهات المعنية، وذلك بهدف لفت أنظارها إلى هذه العملية التي تتم في ظروف غير قانونية، ولا تكلف أصحابها أدنى نفقة، لكنها في المقابل تهدد أرواح السكان المجاورين لهذه المنازل القابلة للانفجار في أي لحظة، كما أنها تهدد سلامة محترفيها، سيما أن مستغليها يحكمون إغلاقها جيدا بعد وضع كميات كبيرة من مادة الكاربون، ثم يصبون عليها كميات من الماء بشكل متقطع، بغرض تبخر المادة بشكل يضمن تسريع عملية الإنضاج في وقت قياسي وبأقل تكلفة.

وإلى جانب الانعكاسات السلبية والخطيرة التي تشكلها هاته الظاهرة على أمن وسلامة السكان المجاورين لهذه المحلات المعدة خصيصا لإنضاج فاكهة الموز قبل أوانه، فإن تناول فاكهة الموز الناضجة بهذه الطريقة يشكل أيضا خطرا حقيقيا على صحة المستهلكين، وذلك نتيجة امتصاص منتوج الموز لمواد كيماوية خطيرة ومضرة بصحة المستهلك، استنادا إلى مصادر طبية.

وباتت الظاهرة تعرف انتشارا واسعا خاصة في بعض الأحياء الشعبية، إذ أضحت هذه المحلات تشكل قنابل موقوتة يمكنها أن تنفجر في كل لحظة بفعل قوة الضغط الحاصل داخلها. ولعل سكان مكناس يستحضرون بمرارة الكارثة التي خلفتها في وقت سابق عملية إنضاج الموز بمادة الكاربون، عندما لقي شقيقان مصرعهما وأصيب آخر بعاهة مستديمة إثر انفجار نتج عن العملية نفسها، وذلك بشارع الشاوية بحي السلطان سيدي محمد بن عبد الله.

يشار إلى أن بعض تجار الموز عمدوا في الآونة الأخيرة إلى الاستعانة بالأفران الكهربائية من أجل القيام بعملية الإنضاج بدل استخدام مادة الكاربون القابلة للاشتعال، غير أنه لم يتم تعميم هذه التقنية الجديدة، حيث يصبح كل هؤلاء التجار يعتمدونها في عملية إنضاج الموز تلك، خاصة أمام غلاء فاتورة الطاقة الكهربائية التي تتطلبها هذه التجربة.