آخر الأحداث والمستجدات
المشهد السياسي المغربي ...شتان بين الأمس واليوم
نشأت الأحزاب السياسية في المغرب نشأة وطنية قبل الاستقلال وساهمت في تنظيم المواطنين لمقاومة الاستعمار وقيادة حركة التحرر في المغرب، وعند حصولنا على الاستقلال، كانت الأحزاب الوطنية هي التي تنظم المواطنين وكان الشعب كله ورائها، وحسب الفصل الثالث من الدستور المغربي نجد أن الأحزاب السياسية تساهم في تأطير المواطنين وذلك عن طريق تنظيمهم وتكوينهم، وإشراكهم في تهييء وتقييم القرار السياسي كما تعمل على تمثيلهم بتقديم المرشحين في مختلف الهيئات المنتخبة.
وتتعدد أشكال تأطير الأحزاب للمواطنين، على النحو التالي:
- تكوين الجمعيات والمنظمات الشبيبة لتكوين المناضلين ونشر قيم الديمقراطية والمواطنة.
- تأسيس ودعم المنظمات النسائية لتوعية المرأة وإشراكها في الحياة السياسية.
- تنظيم ندوات وحلقات دراسية لتعميق الوعي السياسي والاجتماعي والنقابي.
مهام ترددها الألسن عبر خطابات رنانة لا تمس للواقع المعاش بصلة، متناقضة كبيرة أضحت حديثا في صفوف المغاربة قاطبة سواء العاديين أو المثقفين، وحتى ذوي الاختصاص السياسي.
خلال الحملات الانتخابية تقدم الأحزاب السياسية برامج مختلفة حسب رؤيتها الخاصة دون الرجوع للتشاور مع المواطنين من أجل سماع همومهم وانتظاراتهم طبقا لمقتضيات الدستور، أكثر من هذا عند حصولها على مقاعد مهمة تضرب ببرامجها الانتخابية أو ما يصطلح عليه الوعود المفبركة عرض الحائط لتتسابق قصد الحصول على حقائب وزارية لتتباهى بها أمام الخصوم والفرقاء السياسيين (الانتخابويين)، وعند طرح السؤال على المسئولين المنبثقين عن الديمقراطية التمثيلية في ما يخص البرنامج الخاص بهم يقال بالحرف "لو حصلنا على الأغلبية المريحة لقمنا وتركنا وفعلنا". هنا يكمن التناقض ليكرس لواقع معاش يضطر المواطنون بسببه العزوف عن كل ما من شأنه ان يساهم في رقي وازدهار مملكتنا الحبيبة، وبالتالي الاقتصار على ظاهرتين خطيرتين هما الانتظارية والاتكالية، شتان بين الروح الوطنية قبل وبعد الاستعمار، وبين الحاضر رغم الجهود المبذولة من طرف الأقلية لترسيخ مبادئ الديمقراطية التشاركية.
الكاتب : | هشام ذ. طنيبو |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2013-04-10 22:30:09 |