25 سنة سجنا لقاتل تاجر مخدرات بالرصاص بأزرو

بتت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، بعد المداولة في آخر جلسة الاثنين الماضي، في الملفين11/911 و12/47، اللذين يتابع فيهما أربعة متهمين، إذ قضت بإدانة(ي.م) من أجل الضرب والجرح بالسلاح الناري، المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه، والمشاركة في السرقة الموصوفة، وحكمت عليه بخمس وعشرين سنة حبسا، فيما عاقبت(ج.ع) بخمس سنوات سجنا، بعد مؤاخذته
من أجل المشاركة في السرقة الموصوفة، في حين حكمت على كل واحد من(خ.خ) و(ع.ش) بسنتين سجنا موقوف التنفيذ من أجل محاولة الاتجار في المخدرات، مع تحميل المتهمين المدانين الصائر تضامنا والإجبار في الأدنى.
يستفاد من محاضر الضابطة القضائية للدرك الملكي بأزرو، أن المسمى قيد حياته(ع.ت)، الذي كان رفقة المتهمين(خ.خ)و(ع.ش)، تعرض لإطلاق النار على يد مجهولين، بعدما حضر لتسلم كمية كبيرة من مخدر الشيرا ، وذلك وسط غابة الأرز «كورو»، الواقعة بضواحي مدينة أزرو، إثر كمين نصب له بهدف الاستيلاء على مبلغ 32 مليون سنتيم، الذي أحضره معه لإتمام صفقة اقتناء المخدرات.
وعند الاستماع إليه تمهيديا، صرح المتهم(ع.ش)أنه توجه رفقة صديقه (خ.خ) والضحية على متن سيارته الخاصة إلى مدينة أزرو بغرض تسلم كمية من المخدرات، مقابل حصولهم على عمولة، وذلك بتنسيق مع المدعو خالد، الذي استدرجهم إلى إحدى الغابات المجاورة لأزرو، ليعود هو على متن سيارته إلى وسط مدينة أزرو، في انتظار ربط الاتصال به قصد الالتحاق بهما مجددا لإيصالهما إلى مدينة فاس. وأضاف أن مرافقه(خ.خ) هاتفه ليخبره بعدم وجود البضاعة المزمع اقتناؤها، وأن الأمر لا يعدو أن يكون كمينا نصب لهم للاستيلاء على المبلغ المالي المذكور، وأن مجموعة من الأشخاص قاموا بمهاجمتهم بواسطة أسلحة نارية، أصيب إثرها الهالك(ع.ت) بطلقات نارية على فخذه، ما جعله يهرع بسرعة جنونية إلى عين المكان، ليقوم هو وصديقه(خ.خ) بنقل المصاب إلى أحد المستشفيات الإقليمية وهو في حالة غيبوبة عميقة، قبل أن يسلم الروح إلى باريها، مضيفا أنه تخلص من سكين من الحجم الكبير و»كروموجين» كانا بحوزته، وذلك برميهما فوق سطح المؤسسة الاستشفائية ذاتها. وهي التصريحات التي جاءت مطابقة لتك التي أدلى بها المتهم(خ.خ) عند الاستماع إليه في محاضر قانونية.
وباستنطاقهما ابتدائيا وتفصيليا من طرف الغرفة الثالثة للتحقيق بالمحكمة عينها، أجابا بأنهما اتفقا مع الضحية على شراء بضاعة مهربة بمسرح الجريمة، ولهذا الغرض جمعا مبلغ 32 مليون سنتيم والتقيا بالمتهم(ج.ع) وتوجهوا نحو الغابة لتسلم البضاعة من أحد الجمركيين، وهناك فوجئوا بمسلحين يهاجمونهم ويعمدوا إلى إطلاق النار على الضحية، ليقوموا بعد ذلك بالاستيلاء على المبلغ المالي الذي كان بحوزتهم، نافيين معرفتهما أن البضاعة عبارة عن مخدرات.
وأسفرت التحريات التي قامت بها عناصر الضابطة القضائية عن إيقاف المتهم(ي.م)، الذي أكد أن المسمى حميدوش هو العقل المدبر للعملية، موضحا أنه التقاه بمدينة العرائش ومن هناك توجها صحبة(ج.ع) و(ف.ح) وشخص آخر لم يتعرف عليه صوب أزرو. وبمجرد وصولهم إلى مسرح الجريمة قاموا بتقسيم الأدوار فيما بينهم، حيث كان يحمل هو سلاحا ناريا عبارة عن (خماسية)، يستعملها في صيد الخنزير البري، أطلق منها النار على الضحية، بعدما ادعى أنه حاول تجريده من بندقيته باستخدام سيف من الحجم الكبير أشهره في وجهه، ما اضطره إلى الدفاع عن نفسه، مبرزا أن نصيبه من المبلغ المسروق لم يتجاوز سقف عشرة آلاف درهم، فضلا عن تكفل حميدوش بإصلاح سيارته وإعادة صباغتها ومده بورقة رمادية مزورة.
    ومن جهته، صرح المتهم أنه بتاريخ 26 يوليوز 2011 طلب منه سعيد الالتحاق به بمدينة العرائش قصد مرافقته إلى أزرو لحضور عملية تسليم كمية أخرى للضحية مقابل مبلغ مالي، فاستجاب لطلبه. وبعد توغلهم في الغابة خرج المتهم(ي.م) حاملا سكينا وحاول مهاجمتهم فلاذ بالفرار، حينها سمع دوي إطلاق عيار ناريا لكنه لم يعرف الضحية ولا الرامي، واستقل سيارة أجرة متوجهة إلى مكناس، وبقي متواريا عن الأنظار إلى أن علم أن صديقه(ع.ت) لقي حتفه، نافيا مشاركته في واقعة القتل.