آخر الأحداث والمستجدات 

شارع نهرو بمكناس، أو حينما تتحدث المعاناة عن نفسها،صور

شارع نهرو بمكناس، أو حينما تتحدث المعاناة عن نفسها،صور


لا يمكن استثناء شارع "نهرو" عن حال بئيس تعيشه شوارع وأزقة مدينة مكناس. بؤس مزمن وإهمال بلا حدود، مس كل الجوانب حتى صار الوضع لوحة لمشاهد لا تطاق، تغري بالنفور وتدفع للتقزز. تحول حب الانتماء للمدينة عند مكناسيي الغربة كما لقاطنيها إلى نظرة  سلبية لا تبعث على الارتياح و ترهن مستقبل مدينة عريقة التاريخ وضاربة في الأمجاد.

"نهرو"، ذلك المقاوم الهندي الشرس، يحتفظ باسم يخلده بعاصمة المولى إسماعيل، لكن للتخليد طعم معكوس. فالمشهد مقلوب ولا مجال للافتخار برجل كبير في مدينة شيدها بطل شهم.
شارع "نهرو" يئن، بالرغم من موقعه بالمدينة الجديدة، إلا أن كل ما فيه قديم لا علاقة له بالحداثة. الأرصفة وكأنها شهدت حروب التتار، والأشجار مهملة، الإنارة تكاد تنعدم، فاسحة الباب لمحبي مقاهي الشيشة ولجماهير الكرة ليعبثوا كما يشاؤون.
يتوفر الشارع على قاعة للسينما، ومؤسسات تعليمية، وبناية صحية، ومساكن تقطن أغلبها ساكنة مهمة من أبناء المدينة، كما يضم الشارع فروعأ بنكية ومصحات طبية ومحلات تجارية، وينتهي بسوق ممتاز شيد على جانب الملعب الشرفي للمدينة، كلها أسباب وعوامل للازدهار والرقي والعناية اللائقة بالشارع، إلا أن المسؤولين لا يضعون الأمر في أجندات اهتمامهم، ليتجه "نهرو" نحو الهاوية.
"نهرو"، الشارع البئيس ليس المثال الأوحد لثورة البؤس التي تخيم على المدينة التي تستحق وضعا أفضل مما تعيش، ومسؤولين أكثر إخلاصا ممن ابتليت بهم. وكأن السماء أمطرت حجرا مدمرا، فباستثنا أحياء راقية لبعض المحظوظين تبقى الصورة قاتمة، تثير استياء الساكن ونفور الزائر.
الحصيلة يلخصها حال شارع "نهرو"، والصور تعبر عن مآله، حفر وأوحال وأرصفة متهالكة ومآوي للانحراف ... فهل من التفاتة لكل المدينة، حتى يرتاح نهرو في مقامه الندي؟

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : حميد سرحان
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-04-10 02:32:01

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك