آخر الأحداث والمستجدات
مكناس وأيام الملتقى الدولي للفلاحة
اليوم سادتي الكرام ننقل لكم وضعية حياة ساكنة مكناس بالتزامن مع الملتقى الدولي للفلاحة رقم 12. بين تزايد شدة الحرارة الربيعية ، والضغط الحياتي الذي تضيق به صدور أهل مكناس من الاختناق الحجمي الذي تعرفه المدينة .
حيث تضيق طرقات مكناس البدائية من السيولة الكمية للمركبات الوافدة على المدينة، حيث تحضر الحواجز الحديدية في مفترق كل الطرق المؤدية للملتقى ، إنها مكناس الان. لنتفق مسبقا أن ساكنة مكناس ليست ضد الملتقى الدولي للفلاحة، ليست ضد انفتاح المدينة الاقتصادي، ليست أصلا هي المعنية من الملتقى بالتدقيق ، وليست بالختم هي المستفيد من عوائد الملتقى المالية ولا من المشاريع الاتية.
إنها بعض المسلمات التي تروم الكشف عن وضعية مدينة تضيق من وضعيات مساحة شوارعها، من مدينة ضربت عليها العنكبوت بنسجها وقضى عليها الجدال السياسي العقيم، والصراع المصلحي للوبي مالي الموجود بضمير المستتر الغائب ، عن مدينة ترمم بنيتها المتهالكة بالتقادم بعقلية "قدي بلي كاين، المكانسة حامدين الله ".
سنتحدث عن مكناس والملتقى الفلاحي الدولي ومدى القيمة المضافة لهذا الملتقى على حياة الساكنة ، وعن مدى أثر الملتقى على تحريك البنية المادية للمدينة بالتحديث ؟ ومدى فتح أبواب الجذب الاقتصادي للمدينة ؟ .
سادتي الكرام ، مدينة مكناس لها الله، لها الوطن والوطنية الصادقة التي تصدح بها علنا، لها الإيمان القوي بالمقدسات الوطنية ، لها رؤية الاصلاح الهادئ في ظل وضعية الاستقرار الاجتماعي. مكناس أسباب تهميشها على الصعيد الوطني له مداخله الموضوعية !!!، فيما المسكوت عنه المجانب تحت الظل فحدث به ولا حرج باللغو.
تهميش طوح بالساكنة نحو اكتساح الأنشطة غير المهيكلة، ومد اليد للقفة الرمضانية وغيرها من المغريات والمثيرات السياسية ، عبر ظهور براريك السويقات من باب كبيش إلى البرج الى كل نقطة بالمدينة معلومة، وكأن مدبري شأن مكناس يعترفون بانسداد أفق العمل الشريف بالكرامة الاجتماعية. تهميش كثرت فيه المقاهي واحتلت الملك العمومي مرة عنوة ، و مرات عديدة بالنفوذ المصلحي، ومرة بالأداء الضريبي للمجلس الجماعي.
إنه مكناس الذي قطعت به جميع الممرات حتى إلى مسكنك الخاص بحواجز حديدية وموجهات من رجال الأمن " زيد القدام" إلى أين؟ لا نعلم أية سياسة لحظية هذه إرجائية لمشكل الاكتظاظ ؟، هل تعيش مكناس حالة الاستثناء أيام الملتقى ؟ أم أن الملتقى له زواره ومريدوه من ذوي السيارات الفارهة التي تدخل مكناس امنة مطمئنة بكوكبة أمنية ؟ أم أن ساكنة مكناس غير مرغوب فيها إطلاقا أيام الملتقى ؟.
سادتي الكرام ، لو فكر مهندسو الفكر السياسي بمكناس لمنحوا للساكنة عطلة من مكناس. كيف ؟ عطلة تتزامن وأيام الملتقى من العمل ومن المدارس ومن المساكن ...، والله لا أخفيكم سرا لرحلت الساكنة إلى المدن المجاورة حتى منتهى جذبة موسم حصاد برسيم الملتقى الفلاحي.
داخل الملتقى الفلاحي الدولي تلحظ قوما من مسوقي الملمح/ البروفيل الجميل الوافد من وراء البحار ، تلحظ وجوها ممن وضعوا في حافلات من أقصى جوانب المملكة وهوامش الوطن وسيق بهم لرفع عدد الزوار ليصل الى المليون زائر، تلحظ أن الملتقى تحول إلى مركز للبيع والشراء بصورة التقليدية، وحتى الحرشة والملوي حاضر بقوة ويفرض وجوده في الملتقى.
داخل الملتقى الفلاحي الدولي تضيع الحقيقة بين القيمين عن الملتقى، يضيع التقييم لمنتوج الملتقى، تضيع عوائد الملتقى عن الحساب والتنقيط الضرائبي.
داخل الملتقى الفلاحي الدولي تنتج الموائد بالبذخ والترف ، تضرب البطون بما لذ وطاب من الأكل ، إنها سياسة موائد توقيع الاتفاقيات التي لم تستفيد منها مكناس البتة.
لكن أهم ما له دلالة هذا الموسم هو تزامن الملتقى مع الإصلاحات الهيكيلية لشوارع المدينة، هو تزامن تضييق الشوارع على ساكنة مكناس بعد أن ضاقت بهم المعيشة وشظف العيش. هو الغبار غير الطاهر الذي ركب سماء مكناس وخنق الساكنة وأركبها الصمت المطبق والحساسية من أيام الملتقى . هو إن أردت المرور إلى منزلك فلا بد لك من جواز مرور لا لون له . أية معادلة قاسية يعانيها أهل مكناس بالصمت ؟ أية حرية في التنقل الذي يكفله دستور المملكة، حين تمنع بفضاضة من المرور إلى مقر عملك او سكناك أو مدرستك ؟ من يخطط على الدفع بأزمة سيولة المركبات إلى الأمام ؟.
سادتي الكرام، إنها بعض الأسئلة الحارقة التي غيبت تنمية مكناس عن الأجندة الوطنية ، غيبت رؤية اقتصادية واجتماعية للمدينة ، إنها الأسئلة التي لا تغني رئيس المجلس الجماعي من المساءلة عن الخطة الاستراتيجية لمكناس الكبير، إنها الملاحظات التي تنقل من منصات الملقى للاستقبال بالابتسامة والقبلات الرباعية لهرم رأس السلطة المنتخبة، وخارج الملتقى ينكوي المواطن بعلامة ممنوع المرور والتوقف. إلى متى ستبقى مكناس رهينة لحظة ملتقى وتعري عن مفاتنها الهرمة بالصباغة الكاشفة ؟ إلى متى لا نشتغل وفق مقاربة تشاركية بين مهندسي المدينة من السياسيين والمجتمع المدني ؟ إلى متى يستو حال المدينة ويرجع الملتقى الدولي للفلاحة بها ليس بعبعا يقض مضاجع الساكنة المكناسية ؟.
ذ محسن الأكرمين
الكاتب : | محسن الاكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2017-04-23 16:11:23 |