آخر الأحداث والمستجدات
الأطفال في وضعية إعاقة بإفران أي مقاربة للإدماج في التعليم
إن من الخصوصيات التي ميزت دراسة المندوبية السامية للتخطيط، و المتعلقة بإحصاء الشخص المعاق، والتي خلصت إلى ما يقارب 5 % من ساكنة المغرب معاقين ، بما يعني أن تطبيق هذه الأرقام على مدينة إفران سيفرز لنا ، عدد لا باس به من الأشخاص في هذه الوضعية التي ستظم كذلك نسبة مهمة من الأطفال في سن التمدرس أو التكوين المهني ، وللأسف مصيرهم السجن الأبيض (البيت).
إن إمكانية تدريس هذه الفئة في المدارس العمومية أو العامة ، إمكانية جد صعبة خصوصا وان طرق التعامل مع هذه الحالات تتطلب أطر ذات تكوين ، بالإضافة إلى بعض الأدوات و الألعاب الذهنية التي تنمي من قدرات هذه الفئة مستقبلا، بالإضافة إلى متابعة طبية مستمرة ، تسهم في تحسين قدراتهم و إدماجهم و بالتالي تطبيق المادة الدستورية في هذا الباب.
إن خصوصيات إقليم و إفران بصفة خاصة تجعل من السلطات المعنية ، تجود في إطار مشروع تحت لواء المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، حيث تم إنشاء مركز مختص في الأشخاص في وضعية إعاقة في آزرو ، وهو مركز إقليمي أنشئ ، لهدف رعاية الأشخاص في وضعية إعاقة وتقديم مختلف الخدمات في هذا المجال . إلا أن من عيوب هذه المبادرة ، أولا: لا تتوفر على إحصائيات دقيقة لعدد المعاقين بالإقليم ، وعدد الأطفال منهم ، كما أنها لم تراعي الخصوصيات الفردية والجماعية للأسر الحاضنة للشخص المعاق ، خصوصا وكما سبق و أشرت أن المركز إقليمي ، بما يعني صعوبة ولوج الأطفال من إقليم إفران ، و إفران بصفة خاصة إلى المركز.
هذا بالإضافة إلى غياب مساهمة المجالس المنتخبة و الفاعل المدني بإفران المشتغل في مجال الإعاقة ، في مبادرة تجميع و إيصال هذه الفئة إلى المركز منعدمة ، كما أنها لا تتوفر على إحصائيات دقيقة بخصوص نسبة الأطفال .
هي إذن مبادرة حميدة تلك التي تعنى بإحصاء الشخص المعاق بإقليم إفران و إفران على وجه الخصوص ، من أجل تسهيل إمكانية تقديم الدعم الاجتماعي والصحي والتربوي لهذه الفئة ، وبالتالي إمكانية توفير قسم تعليمي بمدينة إفران تمكن الأطفال من متابعة دراستهم و تعليمهم، بإحداث مشاريع مدرة للدخل يعود ريعها لفائدة هذه الفئة لتحمل نفقات التعليمية والأطر المرافقة لها ، في ظل غياب أي مبادرة من المديرية الإقليمية للتعليم .
أيتها السيدات والسادة، إن العمل الاجتماعي خصوصا في مجال الإعاقة، لا يستقيم إلا باندماج الأسر المحتضنة للشخص المعاق ، والتي تعمل بكل جهودها المبذولة ، لحماية حق أطفالها وطفلاتها ، وبدون تكتل هذه الأسر فلن يكون هناك نسيج متماسك يدافع ويترافع بقوة و إرادة ، بل و يفتح الباب أمام المسترزقين بهموم الشخص المعاق ، لدغدغة عواطف الأسر (...). فلا تنسى يا صديقي أنها تجارة مربحة .
الكاتب : | عبد السلام أقصو |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2017-02-15 16:53:21 |