آخر الأحداث والمستجدات
كواليس انكسار أجنحة حمامة حزب الأحرار داخل المجلس البلدي لمكناس
يبدو أن حمامة حزب التجمع الوطني للأحرار جريحة لا تستطيع التحليق داخل دواليب المجلس الجماعي لمدينة مكناس، بسبب الحرب الطاحنة الدائرة بين أعضائها داخل هذا المجلس خاصة النائب الخامس للرئيس والمستشار جواد مهال، والتي طفت على سطح دورة شهر فبراير للمجلس التي انعقدت يوم الاثنين الماضي بل وحتى الدورة التي سبقتها.
الحرب الدائرة بين مستشاري الأحرار داخل المجلس البلدي لمكناس اندلعت شرارتها منذ الانتخابات التشريعية السابقة، التي رفض فيها كل من المستشار الجماعي يوسف عكامو وزميله جواد مهال دعم رئيسهم في الحزب على المستوى المحلي بدر الطاهري خلال حملته الانتخابية، في حين اختار البودالي الوقوف إلى جانبه مما مكنه من انتزاع مقعد برلماني داخل دائرة الموت مكناس.
النزاع الطاحن داخل حزب الأحرار لم يعد يخفى على أحد،حيث قسم الحزب الى شقين،الاول تحت قيادة المنسق المحلي بدر الطاهري،والآخر من بعض المتمردين عنه،مع العلم ان كلا الطرفين هم وافدون جدد على هذا الحزب بعد مغادرة أبرز صقوره وهما على التوالي فكري وعباس لومغاري نواب رئيس المجلس البلدي في نسخته السابقة.من جهة أخرى سحب صفة منسق مستشاري حزب الأحرار داخل المجلس من جواد مهال من طرف زعيمه ووكيل اللائحة خلال الانتخابات الجماعية السابقة بدر الطاهري لخير دليل على هذا الانقسام.
ولعل ما وقع أخيرا خلال دورة المجلس لخير دليل أيضا على انكسار أجنحة حمامة حزب الأحرار بمجلس جماعة مكناس، حينما حاول النائب الخامس للرئيس خلال تناوله الكلمة تقديم مقترح تسمية إحدى الشوارع باسم الاتحاد الافريقي تتويجا لعودة المغرب لهذا الاتحاد، ليسارع أحد زملائه إلى إرسال ورقة بخط يده لرئيس المجلس يخبره فيها أن المعني بالأمر لا يتحدث باسم مستشاري حزب الأحرار،وان رأيه يخصه فقط، من جانبه قاطع رئيس المجلس نائبه الخامس عن حزب الأحرار طوال كلمته منبها إياه إلى أن نقطة نظام التي بموجبها أخذ الكلمة لا تتعلق بتقديم مقترحات لأعضاء المجلس وإنما تخص النقط المدرجة في جدول أعمال الدورة،طبقا لمقتضيات القانون المنظم للمجلس، وأن بإمكانه عرض هذا الاقتراح على اللجنة المختصة، هذه الواقعة تعكس أمرين اثنين،الأول هو أن مستشار حزب الأحرار وعضو المكتب المسير للمجلس لا يحضر اجتماعات لجان ومكتب المجلس ولا دراية له بالنقط المدرجة في جدول أعمال الدورة نظرا لاستبعاده من ذلك، وهو الأمر الذي تؤكده تصريحاته الأخيرة التي اتهم فيها بووانو ورفاقه بالحقد والكره وانفرادهم بتسيير المجلس، الأمر الثاني يعكس الانقسام الحاصل داخل حزب الأحرار داخل هذا المجلس.
وكما تجسد الصورة المدرجة في المقال،فالمستشار جواد مهال الذي يهوى التجول بين مستشاري المجلس سواء من الأغلبية او المعارضة والدردشة معهم أثناء أشغال الدورة، عمد إلى وضع لافتة "مستشار حزب الأحرار" جانبا وكأنها لا تمثله،حيث اثار هذا الفعل ضحك زميلته في الحزب سميرة القصيور.
الانقسام الحاصل داخل حزب الأحرار بات يشكل تهديدا لتحالفه مع حزب العدالة والتنمية داخل المجلس، هذا الأخير الذي بإمكانه تسيير الجماعة بأغلبية مريحة دون إشراك اي طرف آخر، لكن استمرار هذا التحالف تعكسه مقولة "كم حاجة قضيناها بتركها"، كما أن بووانو ورفاقه يحرصون على مكافأة أنصارهم من حزب الحمامة واستبعاد المتمردين كما هو الحال بالنسبة للنائب الخامس، مع العلم أن بعض مستشاري حزب الأحرار داخل المجلس فضلوا "يسكتوا على خبيزتهم" والتزام الصمت وعدم تجسيد أي موقف يوضح الجهة التي يميلون إليها داخل الحزب.
ولنا عودة في الموضوع لنوضح فيها السبب الرئيسي للعداوة الحاصلة بين رئيس المجلس ونائبه الخامس عن حزب الأحرار.
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2017-02-09 22:17:29 |