آخر الأحداث والمستجدات
مئة عائلة بعين اللوح تعتصم بشأن مصير هبات ملكية
دخلت 100 عائلة بمدينة عين اللوح في اعتصام مفتوح، منذ 14 فبراير الماضي، أمام مقر قيادتها للمطالبة بمعرفة مصير هبات ملكية كان الملك قد أنعم عليها بها خلال زيارة ملكية للمنطقة في دجنبر من سنة 2008. وتحدى أفراد هذه العائلات، منهم الشيوخ والنساء والرجال، الظروف المناخية القاسية التي تمر بها المنطقة، إذ تنخفض درجات الحرارة إلى قرابة صفر درجة مئوية أحيانا، في ظل تواصل التساقطات الثلجية والمطرية التي تعرفها المنطقة..
وأكدت مصادر محلية أن العائلات المعتصمة تقضي خمسة أيام من الأسبوع في اعتصامها المفتوح، وذلك بغرض إثارة انتباه ممثلي السلطات المحلية إلى المعاناة التي يكابدونها جراء التأخر في صرف الهبات الملكية التي استفادوا منها.
وجدير بالذكر أن الاعتصام الذي تخوضه العائلات المئة سبقه خروج المتضررين في مسيرة على الأقدام إلى الرباط لمعرفة مآل الهبات الملكية، كما قاموا بزيارات متواترة، طيلة سنتي 2011 و2012، إلى ملحقة وزارة الداخلية بحي الرياض بالرباط، كما نفذوا عددا من الوقفات الاحتجاجية ودخلوا في عدة اعتصامات توجت بعقد لقاءات متعددة «مع مسؤولين من وزارة الداخلية وممثليها على الصعيد الإقليمي قدموا لأعضاء المجموعة المقصية وعودا بتسوية وضعية الهبات»، يقول أحد المصادر، مؤكدا أن «كل تلك الوعود ظلت حبرا على ورق إلى يومنا هذا».
وأوضحت مصادر أخرى متطابقة أن العائلات التي تم إقصاؤها كانت لها أكثر من ثلاثة لقاءات مع عامل الإقليم خلال سنة 2012 «لكنها بدورها كانت بدون جدوى إذ لم يتم تنفيذ أي من النقاط التي تم الاتفاق بشأنها».
واضطر المتضررون بعد ذلك إلى توجيه عدد من المراسلات إلى وزيري الداخلية السابق والحالي يلتمسون منهما التدخل العاجل لإنصافهم وإعادة الأمور إلى نصابها، لكن صرخاتهم ذهبت أدراج الرياح. كما اضطروا بعد فشل كل هذه الخطوات إلى طرق أبواب مؤسسة الوسيط طلبا للتوجيه والدعم، «لكن موظفيها ردوا علينا بأن هذا الموضوع ليس ضمن مجالات اختصاصهم»، يشرح مصدر من السكان.
وأبرزت المصادر نفسها أن العائلات التي لم تستفد من الهبات الملكية المخصصة لها لجأت إلى أسلوب توجيه طلبات استعطافية إلى حزبي العدالة والتنمية والحركة الشعبية يطلبون من مسؤولي الأول التدخل لترتيب لقاء مع رئيس الحكومة لدراسة طلباتهم، ومن مسؤولي الثاني تيسير لقاء لهم مع وزير الداخلية، «الذي لا ينقص إلا توقيعه من أجل توصل العائلات المتضررة بهباتها»، تقول المصادر عينها، مضيفة «أن كل هذه التحركات باءت بالفشل بسبب عدم التزام مسؤولي الحزبين بالوعود التي قطعوها على أنفسهم».
ودفعت هذه اللامبالاة والتماطل العائلات المتضررة إلى اللجوء إلى خطوات احتجاجية متعددة، كان آخرها الدخول في اعتصام مفتوح أمام مقر قيادة عين اللوح منذ منتصف شهر يناير الماضي بعد أن انغلقت في أوجههم كافة السبل الكفيلة بحل مشكلتهم.
ويأتي ذلك أيضا احتجاجا على عدم التزام مسؤولي عمالة إقليم إيفران بالوعود التي قطعوها للسكان خلال اجتماع عقد يوم 4 مارس الجاري، وقبله لقاء مع قائد عين اللوح يوم 28 فبراير الماضي، إذ «وعدنا المسؤولون بالعمالة بأن الفرج سيكون في غضون أسبوع، لكن مر أكثر من أسبوعين دون الوصول إلى هذا الحل».
وللإشارة فإن بداية هذه المأساة ترجع إلى شهر دجنبر من سنة 2008، إذ كان الملك محمد السادس في زيارة إلى منطقة عين اللوح «فاغتنم السكان الفقراء الفرصة لرفع عدد من الرسائل ملتمسين من أمير المؤمنين عطفه وعونه، فاستجابت السدة العالية بالله بتخصيص هبات ملكية، واستدعت السلطات المحلية المجموعتين الأولى والثانية لوضع ملفات الاستفادة في يونيو 2009، وتوصلوا بهباتهم والتي كانت عبارة عن مأذونيات للنقل، في ما بقينا نحن ننتظر».
الكاتب : | محمد أرحمني |
المصدر : | الصباح |
التاريخ : | 2013-03-20 17:45:25 |