آخر الأحداث والمستجدات
افتتاح مركز بمكناس يلقن مبادئ الحساب الذهني باستعمال المعداد الياباني للأطفال
إجراء عملية حسابية معقدة بالنسبة للبالغين يتطلب حتما بعضا من الوقت وورقة وقلما، لكنها لا تحتاج بالنسبة لأطفال صغار إلا ثواني معدودات لا تتجاوز الخمسة من أجل فك شفرتها، ودون اللجوء إلى كتابة رقم واحد..يبدو الأمر للوهلة الأولى معجزة، إلا أنه ممكن بعد تلقين دماغ الأطفال عمليات الحساب الذهني، الذي يتطلب اكتساب مهارته وقتا طويلا.
في إحدى المراكز بالعاصمة الإسماعيلية مكناس، يتعلم العديد من الصغار طرق الحساب بطريقة سهلة وسريعة، عبر اعتماد الذاكرة البصرية، التي يشتغل أستاذ خاص على تنميتها وتطويرها بشكل يومي من خلال تداريب مكثفة، تقوم على الإدراك البصري للأعداد وتخزينها في العقل، ومن ثم استرجاعها وتذكرها بسرعة فائقة.
جاد الكماري، صاحب مركز "JAMC" بمكناس، والأستاذ المشرف على تلقين الأطفال الذين يفدون عليه طريقة الحساب الذهني، أوضح أن "الاشتغال يكون على قدرة التخيل الهائلة لدى الأطفال من أجل استرجاع الأعداد التي يرونها"، وزاد: "نقوم بتدريب الأطفال على استخدام ذاكرتهم البصرية والتخيل من أجل تخزين الأعداد واسترجاعها بشكل سريع، ثم أسرع بعد كل تمرين يقومون به".
"هناك جزء كبير من الدماغ لا يتم استعماله لدى الإنسان في التحليل والتعامل مع الأشياء، ونحن نحاول أن نفعله عبر تنشيطه بشكل مستمر من خلال منحه قدرا أكبر من الاشتغال على حل عمليات حسابية"، يقول الكماري مفسرا قدرة الأطفال الهائلة على إجراء العمليات الحسابية، ومضيفا أن "الأبحاث العلمية أثبتت أن الأطفال لديهم قابلية أكبر من الكبار على رفع وتيرة النشاط الدماغي والبصري".
كشف نتيجة عملية حسابية تضم أكثر من خمسة أعداد يتكون كل واحد منها من 4 أرقام، خلال أقل من 10 ثوان، إنجاز لا يمكن الوصول إليها بسهولة، بل هو نتيجة عمل مستمر وتداريب متواصلة قد تصل من سنة إلى سنتين، حسب خصوصية كل طفل، كما يؤكد صاحب المركز ذاته، الحاصل على شهادة من ماليزيا سنة 2011 في مجال الحساب الذهني باستعمال المعداد الياباني، مشددا على أن الأمر لا يتعلق بالموهبة كما يعتقد الكثيرون.
وتقوم تقنية المعداد الياباني في الحساب الذهني، حسب توضيحات الكماري، على استعمال معداد تتوسطه عارضة أفقية، تعتليه كرة واحدة تحتسب بخمس كرات، وأربع كرات في الأسفل، يتمرن عليه الأطفال بشكل مستمر، حتى يصلوا إلى تخزينه في الذاكرة واستعماله بشكل تخيلي من أجل حساب الأعداد والعمليات التي تطلب منهم.
وقال صاحب المركز ذاته، الذي افتتح سنة 2014، في تصريح لهسبريس: "حاولت تطوير طرق الحساب الذهني، التي اكتشفتها في ماليزيا، حيث تلقيت تكوينا في هذا المجال..كما عملت على إدماج بعض البرمجيات التي تساعد الأطفال على التمرن بشكل فردي ومتدرج على الحساب السريع"، قبل أن يضيف أن النتائج التي تحصل عليها "مشجعة، لأن الأطفال يتحسنون بشكل مستمر"، وفق تعبيره.
الحساب الذهني، الذي يعد طريقة في الحساب كجزء صغير من علم الرياضيات، يهدف حسب المتحدث ذاته إلى تطوير الذاكرة السمعية والبصرية والتخيلية، فضلا عن تنشيط وتنمية مهارة الإدراك وسرعة البديهة ورد الفعل، مضيفا: "الطفل لما يصبح قادرا على حل عمليات حسابية معقدة جدا يكتسب ثقة كبيرة في نفسه".
الكاتب : | أيوب التومي |
المصدر : | هسبريس |
التاريخ : | 2016-10-30 17:25:07 |