آخر الأحداث والمستجدات
كواليس الانتخابات التشريعية بمكناس
نهدف من خلال هذه الورقة إلى تقريب القراء بأهم ما يقع خلف ستار الحملات الانتخابية للأحزاب المرشحة لحصد المقاعد البرلمانية الست بدائرة مكناس،وذلك من خلال الوقوف على أهم النزاعات الداخلية التي عرفتها هذه الأحزاب وكذا الأساليب الخفية التي تنهجها في استمالة أصوات الناخبين.
نبدأ مع الحزب صاحب المقعدين البرلمانيين والذي منحته ساكنة المدينة أغلبية مطلقة لتسيير الجماعة،مما جعل من مدينة مكناس أهم قلاعه الانتخابية على الصعيد الوطني،فمن حيث التنظيم لازال حزب العدالة والتنمية بمكناس هو الأكثر تنظيما بالمقارنة مع الأحزاب الأخرى،كما أن بيته الداخلي متماسك،والدليل انخراط جل قيادييه المحليين ومناضليه في الحملات الانتخابية،كما يبقى السؤال الأهم الذي يواجهه مناضلوه خلال تواصلهم مع الساكنة، ما هي حصيلة بووانو والصقلي في البرلمان وماذا استفادت المدينة من ذلك ؟،هذا بالإضافة الى سؤال آخر يتعلق أيضا بحصيلة سنة من تسيير الجماعة ؟ وهما السؤالين اللذان دفعا الحزب الى تخصيص مطبوع لحصيلة البرلمان وآخر لحصيلة سنة من التسيير الجماعي.شيء آخر ميز حملة المصباح بمكناس هو حرص بووانو على إظهار زوجته في جل الاجتماعات الداخلية للحزب وكذا في المهرجانات الخطابية،وهو الأمر الذي يهدف من خلاله إلى التأكيد على أن علاقته بزوجته متينة ولم تتأثر بما نشرته جريدة الأحداث المغربية حول وجود علاقة حميمية تربطه بالبرلمانية اعتماد الزاهيدي.
الاتحاد الدستوري يدخل الانتخابات الحالية بثقة عالية في النفس بسبب عدم تصدع بيته الداخلي،الذي كان على وشك الإنهيار لولا قبول عباس اللومغاري بأن يكون وصيفا لقشال في اللائحة،وهو ما يجعل الحزب اليوم من أبرز المرشحين للظفر بمقعد عن دائرة بمكناس،بسبب اجتماع قاعدتين انتخابيتين الأولى لعباس متمثلة في ساكنة المدينة العتيقة،والأخرى لقشال بجماعة مشور الستينية.
حزب الاستقلال وبعد انتكاسة الانتخابات الجماعية السابقة وخروجه منها خاوي الوفاض،تدارك أخطاءه السابقة و رمم بيته الداخلي من خلال عقد عدة اجتماعات تصالحية مع مكوناته،والدليل انخراط كافة قيادييه بمكناس في الحملة الانتخابية للحزب،حيث يدخل الانتخابات الحالية بعزيمة قوية لانتزاع مقعد في البرلمان،رغم ترشيحه لنفس الشخص،وهو نقيب هيئة المحامين بمكناس،عبد الواحد الأنصاري الذي يحظى أيضا بدعم فئة عريضة من محاميي هذه الهيئة.
حزب الحمامة يحاول هو الآخر من خلال وكيل لائحته بدر الطاهري،الرئيس الحالي لغرفة الصناعة والتجارة والخدمات لجهة فاس مكناس الظفر بمقعد في دائرة الموت مكناس،رغم تصدع بيته الداخلي من خلال تراجع كل من جواد مهال ويوسف عكامو عن دعم منسق حزبهم في الانتخابات الحالية،حيث لم يظهر لهم أي أثر في أي حملة انتخابية للحزب.
حزبا الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية يخوضان منافسة قوية على مستوى الجماعات القروية التابعة لدائرة مكناس خاصة واد الجديدة،لمهاية،في الوقت الذي يراهن حزب الحركة الشعبية الذي حل في الانتخابات الجماعية السابقة في المركز الأول على صعيد عمالة مكناس بالظفر بأحد المقاعد الستة على صعيد هذه الدائرة الانتخابية،وهو الأمر الذي يراهن عليه كذلك حزب البام من خلال الوافدين الجديدين عليه ميمون جوهري والطبيب محمد بورحيم .
كواليس انتخابات مكناس يمكن تلخيصها أيضا في وجود دعوات من أسماء بارزة في الإنتخابية الجماعية السابقة،لأتباعهم بتصويت عقابي ضد أحزابهم لصالح حزب العدالة والتنمية كما هو الشأن بالنسبة لحزبي الأحرار والأصالة والمعاصرة،نفس الأمر قام به نشطاء بمنطقة النزالة الرداية الذين دعوا ساكنة هذه المنطقة الى التصويت على المصباح،نكاية في الإتحاد الدستوري.
شيء آخر ميز الانتخابات الحالية بمكناس،هو الاتهامات المتعددة التي وجهها حزب العدالة والتنمية،سواء في المهرجان الخطابي الذي نظمه بساحة لهديم أو من خلال بعض المنابر الإعلامية التابعة له، لبعض عناصر السلطة المحلية بمكناس،حيث اتهمهم بعدم الحياد ودعمهم لمرشح حزب الأحرار،في الوقت الذي تحاول فيه السلطة الظهور بمظهر محايد والتعبير عن حسن نيتها من خلال توقيفها لعوني سلطة بمقاطعتين مختلفتين بمكناس، الأول بسبب ترشح شقيقته للانتخابات والثاني بسبب الشك في ميوله لأحد المرشحين.
دائرة الموت مكناس تعرف أيضا خلال الانتخابات الحالية دخول مرشحين جدد بعزيمة قوية للظفر بأحد المقاعد، ويتعلق الأمر بفيدرالية اليسار الديمقراطي التي يقود لائحتها الأستاذ الجامعي في الإقتصاد مولاي علي راشيدي،الذي يحظى بدعم الفعاليات الثقافية بالمدينة،هذا بالإضافة الى حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يسعى جاهدا الى استعادة مكانته بالمدينة،كما تعرف الإنتخابات الحالية أيضا مشاركة لائحة نسائية مائة بالمائة تقودها حنان بوركباة عن حزب الديمقراطيون الجدد الذي يدخل غمار الإنتخابات لأول مرة.
هذا ويبقى أهم شيء يميز الإنتخابات الحالية هو ترشح نفس الوجوه السابقة،التي مثلت مكناس في قبة البرلمان،باستثناء صلاح الدين مزوار الذي فضل عدم الترشح،وعوضه وصيف لائحته بدر الطاهري،الذي يقود هذه المرة لائحة حزب الأحرار في الإنتخابات التشريعية الحالية.
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2016-10-03 12:28:10 |