آخر الأحداث والمستجدات
مرشح ذبيحة العيد حصد ملايين أصوات المغاربة بلا حملة انتخابية
إكراهات امتلاك أضحية العيد ولوازمها التقليدية غطت بالتمام على حلبة التسابق الانتخابي . لكن كانون الطبخة الانتخابية تشم توابله الحارة كلما اقتربنا من السابع من أكتوبر 2016 . اليوم في توصيفنا للعبة الانتخابية وما ستخلفه من نتائج سنسلك مسلك الخبيرة السياسية " الشوافة " الانتخابية والتي ستفتينا في أمرنا هذا بعد رمي سهامها التنبئية عن التدافع السياسي للحصول على غنيمة أغلبية الكراسي البرلمانية . أغلبية مريحة تجعل من أحزاب الكونبارس السياسي يهرولون جريا إلى دعمها.
حين جلست شوافتنا العارفة بخبايا وكواليس الإستشارات الإنتخابية المغربية الداخلية ، تلمح بريقا مشعا للخوف بين عينيها ، لم نمهلها متسعا من الزمن بل سألناها عن الخوف الذي يسود مكانها و محياها قبل رمي أزلام اللوائح في الصندوق الزجاجي . بعد أن اطمأنت لنا ولنيتنا الصادقة دون دعاية لحزب ما على آخر ، أشارت إلينا بصريح خوفها من حجم كثلة المقاطعين لانتخابات 07 اكتوبر 2016 ، لكنها أكدت أن نسبة المشاركة ستفوق بقليل آخر انتخابات برلمانية (25 نونبر 2011) وعللت قولها بالزيادة البينة في أعداد المسجلين ضمن اللوائح الانتخابية ، والحملة المباشرة الإعلامية للمطالبة بالتصويت ، فضلا عن إقرار دستور 2011 بأن الاختيار الديمقراطي هو ثابت من ثوابت الأمة ، وأناط الدستور بالملك بوصفه رئيسا للبلاد مسؤولية احترام هذا الاختيار .
الآن، توصيفنا لن يسعفنا بالحديث عن المقاطعة أو التصويت ، ولكن سؤالنا الأوضح عن من سيحقق الكسح القوي للمقاعد البرلمانية ؟ . انتظرنا قليلا وهي غارقة في التفكير الحلولي لتعلن أن ليس هناك حزب ستكون عنده الأغلبية المطلقة الساحقة ، ولكن هناك أحزاب بعينها لها السبق الانتخابي والتفكير التوقعي الواقعي يعطيها السبق العددي . هنا ارتأينا خلخلة تفكير خبرة شوافتنا الباحثة السياسية، وسألنها التوضيح والتعليل المنطقي لكل التكهنات الآتية ما بعد السابع من أكتوبر .
حركت أوراقها المرجعية لعدة مرات وهي لا تسعف نفسها النظر في عيوننا الناظرة المنتظرة ، وبعد كحة الصوت المبحوح أسهبت في الحديث عن طموحات حزب العدالة والتنمية في إعادة الكرة مرة ثانية ، والقبض على أعلى نسب التصويت والعدد الكافي لضمان رئاسة الحكومة بالراحة التامة ، هنا بررت قولها بان الأيادي البيضاء لمعظم ممثلي الحزب في السلطة التنفيذية ستأتي بالدعم التصويتي ،كذلك سيطرة الحزب على أهم جماعات ودوائر المدن الكبرى مما سيفسح لها الطريق السيار نحو الفوز ما دام جل رؤساء الجماعات هم في القائمة الأولى للوائح الحزب . ولم نستطع إسكاتها أو مقاطعتها بأي سؤال ،بل برهنت لنا على منهج الطاعة والإلتزام الإنتخابي لمناضلي حزب العدالة والتنمية ، مع الخطة الاستراتيجية التي يتحرك بها الحزب في الدعاية وطلب التصويت لصالحه ، فضلا عن الخطاب المباشر الشعبي و امتلاك أطر الحزب القدرة على اقناع الناخبين بوعودهم الانتخابية بلغة بسيطة تميل الى الفهم الشعبي العام . مع إركان الذات المرشحة ضمن حوض الناخبين ، بفهم شعبي أن مرشحي الحزب هم من أبناء الشعب (منكم وإليكم ) . كما لا زال الحزب يستند الى الشعار القوي (الإصلاح ضمن حوض الاستقرار العام الوطني ).
انتهت حصة الكلام عن أثر حزب العدالة والتنمية على نفوس وسلوك الناخبين ، وانتقلت بالطوع الى حزب الأصالة والمعاصرة الظاهرة (تأسس الحزب سنة 2008) الذي سطع نجمه واحتلت موطأ قدم بمتسع التضييق على الأحزاب الديمقراطية الوطنية (الاتحاد الاشتراكي / الاستقلال... ) والأخرى المنافسة (التجمع الوطني للأحرار / الحركة الشعبية ...) .
حين حل صمتها على المكان سألنا عن تسويغاتها المنطقية والتصنيف الترتيبي لحزب الأصالة والمعاصرة ، ابتسمت بنصف الفم مع تقويسة من العين اليسرى . فقالت : إنه المشروع الحداثي ، إنه تجمع قشدة أنتلجانسيا -(بمعنى الفئات المثقفة )- السياسية غير المتجانسة من الأحزاب اليسارية التقليدية ، ورجال الأعمال ، ووجهاء المدن والبوادي (المتنفذين) ، إنه دعوة البديل الحداثي الواقعي للنفعية السياسية .
فحزب الأصالة والمعاصرة هو حزب المنزلة بين المنزلتين أي سيعلو سهمه بالصف الأول أو سيكون الوصيف الذي يقترب من حزب العدالة والتنمية بفارق بسيط في العدد . لما تكهناتي هذه تقول شوافتنا العارفة باللعبة الانتخابية ، السبب أن الحزب كان له السبق في الانتخابات الجماعية والجهوية ، الحزب استطاع أن يحول كل إكراهات واختلالات التدبير والتسيير السياسي لحزب العدالة والتنمية الى نقط قوة تدعمه بآكتساح النفوس الناخبة في الحواضر والبوادي ،الحزب حول الانزلاقات القولية والفعلية لبعض قياديي حزب العدالة والتنمية الى كابوس وفزاعة تخويفية لجل المغاربة ، الحزب أعلن جهارا تدمره من الحلول التي سنتها الحكومة في ملف المقاصة ، ومن متاهات ملف التقاعد بوعود إعادة الملف إلى طاولة المفاوضات الاجتماعية ، الحزب استفاد من ملفات الحركات الاحتجاجية ( الطلبة الاساتذة /طلبة كلية الطب/ التنسيقيات الرافضة لقوانين التقاعد الأخيرة....) وجعل نفسه المدافع الشرعي عن الطبقات الشعبية المقهورة . إنها حرب المواقع ولو بالضرب تحت الحزام ، إنه التدافع غير الأخلاقي / السياسي الذي يعري خاصيته للمواطن البسيط باعتباره ليس هو المعني بالحرب الباردة بين الأحزاب المتنافسة وإنما الالتصاق بكرسي الحكم هو الهدف و الأساس من كل افتعال توليد غيمة ضجة من حين لآخر ، تقول شوافتنا .
تعب شوافتنا برؤيتها الاستباقية أصبح يلازم قولها بالبطء والتأني ، وهو نفس التعب الذي خيم على الفعل السياسي المغربي و أوهنه منذ مدة من الزمن غير البعيد ، لكنها لم تكف عن الكلام المباح وعرجت بقولها عن حزب ( الاستقلال ) ، حزب سي محمد علال ، حزب خبرة الإدارة الإنتخابية بجدارة ، الحزب الذي لازالت خيوط قسم الماضي متشعبة بين الطبقات الشعبية الإنتخابية ، فإذا كان خبو بريقه يشتد ويقل فإنه لازال حاضرا بقوة ضمن معادلة التحالفات الآتية ما بعد 07 اكتوبر 2016 ، فحزب علال الفاسي أعطته شوافتنا - التي اكتشفنا لاحقا أنها كفيفة النظر- التنافس من المرتبة الأولى إلى الثالثة فيما ملاحظاتنا لإمالة ميزان يديها وكأنها توحي لنا بالمرتبة الثالثة . لم نعلق على الأمر واستمرت آذاننا في الإصغاء والإنصات بالجد المعرفي السياسي . بقينا ننتظر تعليقها على باقي نتائج الاحزاب الوطنية ... فلم ننل إلا نذرا من القول بمتسع تخفيض العتبة للولوج الى قبة البرلمان ، و أن تلك الأحزاب ستنال الثلث الناجي المتبقي عن أحزاب رؤوس الحربة . فيما تكهنت أن تلك الأحزاب سيزداد سعر سهمها علوا في تحالفها و الانتساب إلى الأغلبية ( تحالفات مصيدة الأغلبية وإن كانت غير المعنية بالإنتساب الإديولوجي، ولا الفكري، ولا البرامج الانتخابي) . وبين الارتكان في خانة المعارضة وكفاف الوصول الى تكوين ولو فريق نيابي تسمع صوتها إلى الشعب به .
تقول خبيرتنا الشوافة إنها الأحزاب التي ستسد ما سد من خبر نقصان العدد الكافي في النتائج لتحصيل أغلبية مطلقة لأحزاب الصدارة الإنتخابية ، إنها الأحزاب التي لها الاستعداد التام للقيام بدور صناعة قنطرة التوازنات العددية المريحة للأغلبية ، و هي تبسط خدماتها السياسية ولو بالمجان .
اليوم توصيفنا ألحقنا لسماع رأي الشوافة التقليدية المغربية والتي تخبر نار الطنجرة الداخلية للعبة السياسية المغربية ، اليوم كل المغاربة يلعنون السياسة والسياسيون ، كل المغاربة يبخسون العمل السياسي ويلقون به في سلة الفساد بالتعميم المريع حتى حد التمييع ، غالبية المغاربة غير قادرين على اتخاذ قرار سليم بالتوجه الى مكاتب التصويت وإبداء الرأي . اليوم أرهقت الأحزاب الوطنية الديمقراطية بخلافاتها الداخلية، وانقسمت الى شيع وقبائل مما سهل أكلها يوم أكل الثور الأبيض في الماضي . غدا سيجلس على كرسي الحكومة رئيس لم ينل فريقه النيابي إلا نسبة 0,5% من أصوات المسجلين باللوائح الانتخابية ، غدا سنجلس بالمقاهي نبكي حظنا التعيس من تصرفات وزراء حكومتنا ونحن لم نكلف أنفسنا عناء التعبير عن رأينا صراحة بالتصويت أو المقاطعة او العقاب التصويتي . غدا سنرى وجوه وزراء الحكومة مبلقنة وسنعلنها حكومة ائتلافية وطنية بلا معارضة . غدا يا سادتي الكرام لزاما أن تفكر فيه أنت والآخر لأن الفعل الديمقراطية ليست بالمنحة الريعية وإنما هو بنيل مطلبه غلابا ، و بالإرساء التعاقدي (الإصلاح ضمن الاستمرارية ) بين الشعب والدولة وممثليه إن جاز لنا القول بذلك .
شكرنا شوافتنا الخبيرة الوطنية باللعبة السياسية للانتخابية ، لكنها آثرت منا ختم الكلام بكلامها ، من خلال دعوتها الصريحة إلى التفكير في مشروع مجتمعي مغربي توافقي ، من خلال إلحاحها على فجائية النتائج القادمة بعد مجوعة من المتغيرات السياسية ذات الضجة المدوية ، من خلال جعل الدولة الحكم الفصل والناظم العادل في شفافية ونزاهة الانتخابات وحمايتها بقوة القانون الدستوري.
ذ محسن الأكرمين
الكاتب : | محسن الأكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2016-09-11 21:06:46 |