آخر الأحداث والمستجدات 

أرادوها جميلة فشوّهوا ما فيها من جمال

أرادوها جميلة فشوّهوا ما فيها من جمال

في يوم المرأة العالمي يتحدثون عن المساواة و الحقوق و احترام الخصوصية و إنسانية المرأة، لكنهم بعد ذلك يريدونها صورة لما يرسمونه لها في مخيالاتهم المريضة…

ثمة هوس عالمي في الغرب بدأ يأخذ مجاله واتساعه فى دولنا العربية من أجل تحويل شكل المرأة لصورة مرسومة حسب أشكال معدة للجمال حسب رؤيتهم هم ..مع ان الجمال نسبي..

وضعوا كل ما يملكون من أجل ذلك…فالجمال هو رصيد المرأة الغربية..مقابل رزمة من الدولارات تستطيع المرأة أن تبقى كما يطلبون..

أيدي الجراحين تعمل في مهارة مرضاة لذلك الجمال…تلك الأيدي التي تجيد أيضًا عد النقود…

فليكن…

ها هي الابتسامة تعود إلى وجه السيدة جوسلين …

وها هو الجراح يصلح ما أفسد الزمن الذي يمر..

قام الجراح بما يجب..شد من هنا ، وربط من هناك… والنتيجة جمال “بلاستيكي“ كما يسمونه..نفخوا الشفتين كي تشبه الشفاه الأفريقية…

وضعوا الكحل حول العينين بحثا عن وجه شهرزاد…أما النظرات فقد بقت غربية في حزنها…

هذه السيدة الثرية الأمريكية البالغة من العمر 62 ربيعًا أنفقت أكثر من مليوني دولار  من أجل عمليات تجميل لكي تبقى جميلة في عيني زوجها (الثري أيضًا)…

ذهبت الأموال هباءً منثورا لأن السيدة وجدت زوجها ذات يوم في السرير مع عارضة أزياء روسية …

بعد أشهر وصل الأمر إلى نتيجة غير متوقعة حيث غلبت السنين ما فعلت أيدي الجراح الماهر…

تشوه وجه الثرية الأمريكية..انتفاخات هنا..و ندوب هناك..

أنت إذن ما زلت جميلة ؟… حسنا ولكن!

شعب البادونج (في بورما) له رؤيته الخاصة لجمال المرأة… يحبونها جميلة كالزرافة،حيث الرقبة الطويلة المحيطة بالحلقات الذهبية (أو الفضية… كل على قدر ما يستطيع)؛ يبدؤون بوضع حلقات حول عنق الفتاة في سن الخامسة…ثم يزيدون من عدد الحلقات…

ترى قبيلة بادونج أنه كلما أزداد عدد الحلقات كلما زاد جمال المرأة..

شعب البادونج لا يتخلص من الحلقات إلا في حالة واحدة :

إذا ثبتت خيانة المرأة لزوجها حيث تقوم القبيلة عندها بالتخلص من الحلقات…

النتيجة ؟

الموت أو العيش للمسكينة ملقاة على الأرض ما تبقى لها من حياة.. فالتخلص من الحلقات يعني كسر العمود الفقري لأن عضلات الرقبة الضامرة لن تتمكن من حمل الرأس الذي فوقها فتتهشم الرقبة في لحظة… ولا يبقى عندها للمرأة الخائنة إذا رغبت في الحياة إلا حل واحد: أن تعيش إلى الأبد مستلقية على ظهرها حيث يقوم أهل الخير بتغذيتها وتنظيفها بين الحين والآخر…

بعد منع بورما وضع مثل هذه الحلقات فر عدد كبير من قبيلة البادونج إلى تايلاند… حيث تعمل النسوة هناك  مقابل أجر فيما أسموه “حديقة النساء الزرافات”..

ولدت فكرة عرض “المرأة الزرافة“ في بريطانيا حيث كان الإنجليز في الماضي يحضرون النسوة لعرضهن في “المعارض” البشرية التي كانت “صيحة” العصر وقتها…

المرأة الزرافة جميلة ؟… فليكن ولكن!

نعود لشفاه النسوة…

في بعض القبائل الإثيوبية  يرون جمال المرأة (كما الغربيين) في شفتيها، لكنهم لا يُكبّرونها بحقن “السيلكون”…

لديهم طريقة أكثر دهاءً :

عمل ثقب في الشفة السفلى ووضع قطعة من الصلصال أكبر فأكبر … الفكرة كلما أتسع الثقب (الذي لم يعد ثقبا) كلما أزداد مهر الفتاة…

ثقب في الشفة ؟ حسنا فليكن !!!

الممثلة المصرية القديرة سعاد نصر..لكي تظهر بشكل أجمل،كان عليها أن تنقص الوزن،هكذا قالت شروط المخرجين و المنتجين  في السينما..خضعت لعملية جراحية لشفط الذهون…

بين لحظة و أخرى أخطأت يد جراح التخذير..فأضاف جرعات للحقنة كانت كافية لإرداءها جثة هامدة…

خطأ طبي ؟ حسنا فليكن !!

لا..لا يجب أن يكون..لأن عبودية الجسد هي عبودية من نوع خاص جداً فرضتها البشرية على الأنثى تحديداً ، وإلتزمت هي بها.. باستمتاع.. وبمنتهى الحرص…

ذات مرة ينقصون من الصدر ،ومرات أخرى يزيدون منه… كل عشر سنوات تتغير الصيحة من مكان إلى مكان في الجسد…

لمحبي الأرقام تنفق كل دولة غربية نحو 14 مليار دولار على جراحات التجميل…

بالطبع لا أعني بهذه الأرقام غير النسوة اللواتي يرغبن في صورة معينة للجمال…ولا علاقة لها بجراحات الحروب أو التشوه نتيجة الحوادث والحروق… بالطبع ذلك موضوع آخر لا يحتج عليه أحد..

لتكن المرأة جميلة لا أحد يحتج على ذلك ولكن بأي ثمن ؟

أيتها المرأة العربية في يومك العالمي لا تتبعي أبواق الإستدراج الخداعة التي جعلت من المرأة الغربية سلعة تعرض في جميع الأروقة و الأكشاك وهي تتغدى على حبوب مقاومة الإرهاق و الإحباط النفسي..

نحن في حاجة للجمال.. ولكننا في حاجة إلى جمال آخر لا يموت مع الزمن،،اسمه الجمال الداخلي وهو ما لا تجسده الصورة..و لا أيدي الجراح..إنه الداخل بامتياز، وهو ما لا تلغيه حتى البشاعة الظاهرية التي يمكن أن تعكس جمالا لا يموت..

كوني كما أنت..لا كما يريدون..

*إعلامي مغربي مقيم في باريس

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محمد واموسي
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-03-12 23:36:41

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك