آخر الأحداث والمستجدات 

اليوم العالمي للشباب أي مقاربة بإفران ... ؟؟

اليوم العالمي للشباب أي مقاربة بإفران ... ؟؟

يحتفل العالم في 12 غشت من كل سنة باليوم العالمي للشباب، والذي من خلاله يتم استحضار و تقييم أهم المنجزات التي تم تقديمها لهذه الفئة من المجتمع التي تعد عماد الأمة، وأساس قيام المجتمعات و نهضتها، على كافة الأوجه و المستويات، فهل يثمن الشباب المغربي الاحتفال بيومه العالمي ؟؟ وماهي المكتسبات التي تحققت لهذه الفئة المجتمعية ؟؟ 

لعل الدستور في الفصل 33 منه والذي أعطى اهتماما قويا بالشباب حيث نص صراحة على:

مشاركة الشباب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية و الثقافية و السياسية .

مساعدة الشباب على الاندماج في الحياة النشيطة والجمعوية ، تقديم المساعدة لأولئك الذين تعترضهم صعوبة في التكيف المدرسي والاجتماعي و المهني .

تيسير ولوج الشباب للثقافة والعلم و التكنولوجيا والفن و الرياضة والأنشطة الترفيهية ، مع توفير الظروف المواتية لتفتق طاقاتهم الخلاقة و الإبداعية في كل المجالات .

يحدث مجلس استشاري للشباب والعمل الجمعوي من أجل تحقيق هذه الأهداف .

بالإضافة إلى ما ورد و تفعيلا لآخر فقرة في الفصل 33 جاءت المادة 170 من الدستور للتعريف بالمجلس الاستشاري للشباب  و توسيع الفكرة (...) وكذا من أجل ضمان سلاسة تفعيل الفصل 33 سالف الذكر .

يراهن الشباب المغربي ، من خلال ما سبق ذكر في الفصل 33 و 170 من الدستور ، على ضخ دماء جديدة في الحياة العامة للشباب ، من أجل المشاركة الفاعلة في الحياة العامة ، في مختلف الأصعدة ، و بالتالي إعطاء دينامية جديدة ، للحياة السياسية و الثقافية و الاجتماعية والرياضية (...) ، إلا أن تنزيل الدستور خصوصا المادة 170 ، بعد نهاية الولاية الحكومية ، يبين بالواضح و الملموس كون ملف الشباب ليس من الأولويات الحكومية .

إن من بين أهم قضايا و اهتمامات الشباب في الفترة الحالية قضية التشغيل، هذه الأخيرة التي لم تولها الحكومة المبجلة أي اهتمام خلال الفترة الحكومية الحالية ، وهو ما أشارت إليه المندوبية السامية للتخطيط ، والتي أشارت إلى نسب البطالة المرتفعة في صفوف الشباب، خصوصا الشباب حاملي الشهادات ، والمقدرة إجمالا سنة 2016 ب نسبة 23 بالمائة للشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و 24 سنة و 14.7 بالمائة للشباب المتراوحة أعمارهم بين 25 سنة و 34 سنة .

إن فشل تجربة برنامج مقاولاتي الذي أطلق في فترة سابقة من طرف الوكالة الوطنية للتشغيل والكفاءات (ANAPEC) ، زاد من مخاوف الشباب تجاه الإقبال على التشغيل الذاتي و خلق المقاولة من باب القروض والمؤسسات البنكية ،  بعدما صار مستقبل الشباب رهين متابعات قضائية. بسبب عجزهم على تسديد الديون للمؤسسات البنكية .

لقد صار التشغيل الذاتي ، في نظر الحكومة  و الشباب أنفسهم حلا واقعيا ، لمشكل البطالة المستشري في صفوف الشباب ، بالخصوص خريجي الجامعات و مراكز التكوين المهني و المعاهد العليا ، و خلال الفترة البينية 2014 – 2016 ، جاء مشروع المقاول الذاتي كحل مقترح ، ذو أبعاد متعددة من ضمنها الخروج من القطاع الغير مهيكل إلى المهيكل ، إعادة هيكلة القطاعات الاقتصادية (...) واستفادة الدولة من عائدات القطاعات الغير مهيكلة ، مشروع عرف توجهات و آراء متباينة في صفوف الشباب ، الذي يبدي تخوفات للاندماج في البرنامج ، خصوصا في غياب الدعم المادي و التأطير الكافي .

إن فرضية الجيوب الخاوية ، لن تنجب بأي حال من الأحوال مبادرات شبابية جمعوية تطوعية ، ما دام هم الشباب ينصب بالأساس حول الخروج من المعضلة الاقتصادية أولا (...) ، إن العمل الجمعوي الطموح رافعة التنمية الاجتماعية ، والركيزة الأساسية و الطريق السليم نحو النهوض بالمجتمعات و تكوين جيل متزن خال من العقد و الانحرافات و بعيد عن كل أفكار التطرف (...) .

إن غياب التفكير الواقعي بالشباب، من خلال البرامج الحكومية،  و غياب ذات البين فتح الباب أمام الشباب للهجرة إلى (بؤر التوتر) والالتحاق بصفوف التنظيمات المتطرفة بالعالم العربي (...) ، أو الهجرة إلى تركيا حسب النموذج الجديد (انتحال صفة لاجئ سوري ) ، من أجل الدخول إلى تراب الإتحاد الأوربي بأقل الخسائر (...).

لا غرابة إذن أن تعاني وضعية الشباب بإفران السكتة القلبية ، اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا و صحيا ورياضيا (...) ، و الأغرب من الغرابة أن يعيش شباب مدينة كإفران ، بدون دور الشباب ، و بدون دار ثقافة ، و بدون مسابح للترفيه ، و بدون ملاعب رياضية ، و بدون دعم اقتصادي و اجتماعي ، خصوصا و أن البنية الاقتصادية المحلية للمدينة ، غير مؤهلة لاحتضان مجموعة كبيرة من المشاريع ، نظرا للكثافة السكانية الضعيفة ، و الطابع الغابوي للمنطقة ، والصيغ القانونية الخاصة و المساطر التعجيزية على المستوى الإداري . شباب يعيش أحلك الظروف مع البطالة في غياب المواكبة و التأطير ، و «باك صاحبي» في الإستفاذة من المشاريع التي تطلقها الدولة بهذا الصدد ، خصوصا تلك التي تعنى بالتنمية البشرية و النهوض بالقطاعات الشبابية .

شباب لا زال يعاني من  المطاردات الهوليودية ، في سبيل البحث عن لقمة العيش بممارسة «ظاهرة السمسرة» المحرمة محليا ، شباب لا زال يعاني من الحيف و الإقصاء و التهميش في الوصول إلى أبسط حقوقه الاقتصادية و الاجتماعية ، والتضييق على الحريات العامة ، شباب لا زال حبيس سياسة التخويف و الترهيب ، شباب يعيش النفور من العمل الجمعوي ، شباب يجسد الانتخابات في «المرقة» و «الزرقة» . فأي احتفال يليق بهؤلاء الشباب ؟؟؟   

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عبد السلام أقصو
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2016-08-16 04:09:18

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك