آخر الأحداث والمستجدات
الاحتفاء بكتاب 'هامش من وطني' في الدورة الأولى لفعاليات المقهى الأدبي بالحاجب
في عز عطلة الصيف، وبمبادرة من رابطة القلم للإبداع الادبي والثقافي بالحاجب، وبتنسيق مع المجلس البلدي للمدينة، احتضن مقهى لوشاليه le chalet، المتواجد على مقربة من حديقة لالة أمينة الشهيرة بمدينة الحاجب، عشية يوم السبت 13 غشت 2016، حفلا ثقافيا بهيا، تم الإعلان فيه عن إعادة إحياء تجربة المقهى الأدبي بالمدينة و الإعلان عن التأسيس و التأصيل له، كي يسهم بنصيبه في " الإرتقاء بالمجال الأدبي بمدينة الحاجب وتنظيم أمسيات، مهرجانات و ملتقيات شعرية، أدبية و فكرية محلية، وطنية ودولية، ودعم الشباب المبدع وتشجيعه على الإرتقاء بالإبداع الأدبي و الثقافي والتشجيع على القراءة ورعاية المبادرات التي تريد النهوض بالتنمية الثقافية... ". ويأتي هذا النشاط بحسب المنشور الذي تم توزيعه و اللافتة الإشهارية، احتفالا بإطفاء الرابطة شمعة تأسيسها الأولى، وأيضا استحضارا لروح و ذكرى وفاة الشاعر الفلسطيني الشهير محمود درويش.
فعاليات المقهى الادبي في دورته الاولى، والذي حمل اسم الأستاذ "خالص محمد" من خلال كتاب " هامش من وطني"، تخلله تقديم قراءات نقدية، حاولت مقاربة وتحليل ما تزخر به دفتي الكتاب المحتفى به من أفكار ومضامين ورموز ورؤى شعرية وفلسفية و سوسيولوجية و سيميائية وأنثروبولوجية…، كما أشار إلى ذلك جل المتدخلين.
أول المبحرين بين دفتي الكتاب قيد الاحتفاء، الأستاذ "محمد مرشد" أستاذ مادة الفلسفة بثانوية ابن الخطيب التأهيلية بالحاجب، أبرز أن كتاب ومؤلف " هامش من وطني"، جاء للاحتفاء بالهامش والمهمش والمقبور و اللامفكر فيه، مؤطرا مداخلته بثلاث إشكالات: جدلية الهامش والمركز، جمالية وحميمية المكان ( مقاربة باشلارية)، ثم علاقة الإنسان بالطبيعة، ليصل إلى أن الهامش ظل دائما فضاء ومجالا وأيقونة للإبداع الجريء والجاد، وموطنا للقلق وطرح السؤال الذي يكون أقوى من أي إجابة...
في حين خلصت ورقة الأستاذ " معاذ وشطين" طالب بكلية التربية بالرباط، إلى أن مؤلف " هامش من وطني" في عمقه يتغذى على الواقع وواقع التهميش والنبذ والإقصاء بالخصوص، مما جعله إبداعا صعب التجنيس والتموقع في جنس أدبي بعينه، و هو ما يدعونا بحسب رأيه إلى تصنيفه ضمن أدب اللاتجنيس إن صح التعبير مادام يصعب حصر المؤلف في جنس أدبي معين، لما يمتزج فيه من نثر و سرد و صور شعرية و رموز...
وفي نفس الاتجاه صار تدخل الأستاذ إلياس خاتري، طالب باحث بكلية التربية بالرباط، نيابة عن الأستاذ "عبد المجيد أوزهرة"، الحاضر/ الغائب لأسباب صحية، أبرز فيها أن مؤلف محمد خالص لا يمكن اختزاله في لحظات زمنية قصيرة، لكونه يتعالى عن تيمة الزمان في الوقت الذي ينسج فيه علاقة توحد وذوبان مع المكان/ الهامش في شخص عاشقته ومعشوقته "قرية تيغزى"، وحرصه في الوقت ذاته على تجاوز محدودية هذا الفضاء/ المكان بواسطة البوح والإبداع والكتابة والتوحد إلى درجة الذوبان بين الذات/ الجسد (الأنا) و الموضوع/المكان ( بلدة تيغزى)، وما يعتورهما من تموجات و تفاعلات، تلك التي تحبل بها صفحات كتاب " هامش من وطني"، ليخلص إلى أن الكاتب بصم على جنس أدبي واقعي، يستمد شرعيته من المعيش اليومي و الأحداث اليومية التي تستبطن و تستكنه كل تجليات الزمان و المكان، مما يستحيل معه الانفلات من سطوة المكان تيغزى، رغم ان وجود الكاتب صار خارج هذا المكان، وهو ما اصطلح عليه الدارس بالأسطورة الهاربة في أناة الكاتب.
وخلص شمل المقهى الادبي بكلمة للمحتفى به، أشاد فيها بمبادرة تأسيس المقهى الادبي بالحاجب على غرار ما تشهده العديد من مدن المغرب، شاكرا الحضور و الأساتذة الذين نشطوا فعاليات المقهى و خصصوا كتابه بالتحليل والنقد، مضيفا ان هذا النشاط اجتمع فيه عناصر عدة أكثر مما هو احتفاء بشخصه، ذلك انه تميز بملامسة التيمات الآتية:
- ثقافة الاعتراف،
- ثقافة التأسيس و إعادة الاعتبار لثقافة المقاهي الأدبية،
- ثقافة الفضاء العمومي و الانتقال بالأدب من المجال المغلق إلى المجال المفتوح...
تجدر الإشارة إلى ان كتاب " هامش من وطني"، وهو من تأليف " محمد خالص"، يحتوي على 102 صفحة من القطع الصغير، صدرت الطبعة الاولى له خلال شهر يناير 2014، وصمم له الغلاف الفنان "عبد الصمد التهادي"، وموقع بمقدمة للدكتور "عبد الرحيم العطري"، مما جاء فيها: " الانحياز للهامش والانتصار لتشظيات المعنى، ذلكم ما تثيره فينا هذه النصوص العصية على التجنيس، وهي تثير انتباه وانهجاس الخافق والعقل، إنها نصوص تفكر في حيوات المنسي والمبعد واللامفكر فيه. تعيد تقليب تربة المواجع بحثا عن المعنى او اللامعنى. هذه نصوص تهدينا قلق السؤال، تدفع عنا البداهة وتسرق منا الارتياح المبالغ فيه، كما معول نيتشه تحطم اليقيني والجاهز، وتقود إلى اكتشاف وجه/وجوه الهامشي في وطن بحجم غرفة انتظار..."
الكاتب : | اسماعيل قرقبو |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2016-08-16 04:02:36 |