آخر الأحداث والمستجدات
التمنية البشرية بإفران أي منطق لتفعيل البرنامج الأفقي 2016
إن الحديث عن التنمية البشرية ، هو حديث عن نمط جديد من أنماط تنمية قدرات الإنسان ، في كافة المجالات و الأصعدة اقتصادية واجتماعية و صحية و ثقافية ، ووضع كل الأسس و الآليات التي من شأنها أن ترفع و تساهم في بناء الإنسان ، هذا الأخير الذي كرمه الله عز و جل في محكم تنزيله في قوله «ولقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر والبحر و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا » سورة الإسراء.
يتساءل الشباب في إطار الندوات و حتى اللقاءات الفردية ، التي تقيمها جمعيات المجتمع المدني ، أو الإدارات العمومية التي تعنى بهذا الغرض ،عن الأهمية التي توليها السلطات الإقليمية بخصوص حماية و تنمية قدرات الشباب ، خصوصا في شقه الاجتماعي ، المتعلق بمحاربة الهشاشة في الوسط الحضري ، ولا يفوتني هنا أن أذكر بالأرقام الصادرة عن عمالة إفران ، بخصوص تمويلات المشاريع التي تصب في هذا المجال ، في المرحلة الثانية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، أي بين الفترة البينية 2011 و 2015 ، والتي تؤكد من خلالها تنفيذ 212 مشروع بقيمة مالية إجمالية تقدر ب 1.4 مليون درهم ، لفائدة ساكنة تقدر ب 83191 مستفيد من برنامج محاربة الفقر والهشاشة . الأرقام الواردة بمناسبة احتفال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بافران بذكراها 11 ..
إن البرامج الواردة في هذا الصدد و المصنفة أيضا في إطار محاربة الفقر و الهشاشة بإفران ، يذكرني بذاك اليوم الذي حملتني فيه الصدفة إلى لقاء جمعني ببعض المستفيدين من هذا البرنامج و بين رئيس المجلس البلدي بإفران ، حيث جاءوه من أجل التدخل في إحدى المشاكل العالقة بخصوص المحلات المستفاد منها و التي ظلت مغلقة لا تصلح لشيء ، حيث علق الرئيس قائلا « أنتم إستفذتم من برنامج المبادرة وحصلتم على محلات تجارية » ، فلماذا تستمرون بتسمية أنفسكم بالمعطلين ، لتجيب إحدى ممثلات المستفيدين (المعطلين) ، ما زلنا معطلين ، ما دام البرنامج فاشل ، ولم يحقق الأهداف المنشودة (...). ليبقى التساؤل القائم لماذا تستمر المبادرة في دعم مثل هذه المشاريع مع أنها تعلم بنتائجها المسبقة ؟؟ ، نفس الخطأ الذي تكرر في مشروع حي الموظفين (...).
إن المشاريع التي مولتها المبادرة في إفران ، حسب مصدر شديد الإطلاع ، فهي مشاريع احتكرتها و استفادت منها لوبيات على حد القول، بالإضافة إلى الخلل في التفويت إلى ذوي القربى ، و تمكين الأقارب من الاستفادة من برامج في إطار مشاريع ، ولا نعيب في الأمر شيئا .
إن المقاربة القانونية والاجتماعية والمساطر الإدارية المعمول بها محليا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم تفعيل من خلالها مجموعة مهمة من المشاريع ، لما تمر به من مراحل مسطرية ، بالإضافة إلى الإكراهات القانونية، مما يعني التخلي ببراءة عن فكرة المشروع و بالتالي تبقى الأموال في صناديقها ، لا يستفاد منها، مما يجعل السلطات الإقليمية المخول لها تدبير المرفق، تصرف الأموال في إطار برامج أخرى تهم بالأساس تشييد و بناء مدارس (...). وحسب مصدر آخر من اللجنة الإقليمية ، والذي أكد أن إفران لم تستفد من أي مشروع مدر للدخل في إطار برامج المبادرة (...) اللهم المحلات التجارية التي وصفها أهاليها بالمشاريع الفاشلة. لكون أبوابها لا زالت موصدة لمشاكل متعددة لا يتسع المجال لذكرها.
لقد ذكرنا في مقالات سابقة من ضمن جملة العراقيل التي تعترض أي فكرة مشروع بإفران ، إشكالية المحل التجاري ، أو المقر الذي يمكن أن توطن من خلاله النشاط المرغوب فيه ، وللإجراءات الإدارية كذلك رأي آخر ، بالإضافة إلى ذلك يعد الإجراء القانوني خصوصا التراخيص ، والتي تهم بعض المشاريع (...) عائقا كبيرا وغير محفز، مما يعني أن طلب الدعم الذي يحمل نسبة نجاح 45 بالمائة لما يمر عليه من مراحل التصفية ، لجنة إقليمية نسختها الأولى (الانتقاء) ، و اجتماع اللجنة الإقليمية الثانية بحضور عامل الإقليم (...) ، في حالة العرقلة أو إشكال في تصميم دراسة الجدوى ، تكون بذلك قد أذهبت مجهوداتك سدا ، وسجلك التجاري و تراخيصك إجعل منهما بخورا طيبا.
ولنتمعن قليلا في عنوان البرنامج «محاربة الفقر و الهشاشة» ، عنوان بسيط لا يحتاج إلى تبسيط عملا بمقتضى القول شرح الواضحات من (...) ، وعليه فإن الشاب الذي يعاني من الفقر و الهشاشة وقلة ذات البين ، خصوصا وانه جاء لطلب التمويل ، وتطالبه السلطات الإقليمية ، بالمرور من المساطر والمراحل سالفة الذكر ، بالإضافة إلى توفير الوثائق ، و التوفر على (باش دور الناعورة ) إلى حين المصادقة على المشروع (...) ، وفي حالة رفض الطلب ، «فكها يا من وحلتيها». بمعنى آخر الشخص الذي يتوفر على إمكانيات مادية لتوفير كل هذه المتطلبات ، لا يمكن بأي حال من الأحوال تصنيفه في خانة الفقر والهشاشة .
في محور مداخلته في إطار اللقاء التواصلي الذي نظمته ، وزارة الشباب و الرياضة بمقر عمالة إفران ، والذي يهم البرنامج الوطني للتشغيل ، قال أحد المتدخلين فاعل جمعوي بمنطقة تيمحضيت ، إننا لسنا في حاجة إلى برامج التكوين بقدر ما نحن بحاجة إلى تمويل فما نفع التكوين إذا كانت مقترحات مشاريعنا لا يتم أخدها بعين الاعتبار خصوصا و أنها تتماشى مع البنية الطبيعية والثقافية للمنطقة ، مشاريع تهم الجانب الفلاحي والسياحي على حد قول المتدخل.
و من هنا يبقى التساؤل إلى أين يتم الترحيب بالشباب المحلي و الإقليمي في مقر عمالة إفران ؟؟ ، كلما أتيحت الفرصة لمسئول في أي مناسبة إلا و تبجح على الشباب بقول : «أبواب العمالة مفتوحة»، و الشباب تعيق أقدامهم سجاد البوابة التي تدون فيها غالبا كلمة مرحبا مقلوبة إلى الخارج ، «عد من حيث أتيت» ، هل هي «حلاوة اللسان» ما دام أرض الواقع يفرض شيئا أخر ، وما دام تركيز سلطاتنا المبجلة يتشتت عند « قرع بندير التنمية البشرية » ؟؟ ألا يمكن القول بتفعيل ذات السياسة هو تكريس للفقر و الهشاشة ، و ليس محاربة له ؟؟ إلى متى ستظل مدينة إفران غرفة تهذيب و معاقبة الموظفين المرتكبين لمخالفات في مدنهم الأصلية ؟؟ . فهذا شكوانا فمن يحملها بأمانة لوالينا ؟؟
الكاتب : | عبد السلام أقصو |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2016-08-09 12:30:00 |