آخر الأحداث والمستجدات
ما يجري ويدور بإفران في فصل المهرجان
تناول الرأي العام المحلي بإفران بحدة ، في الأيام القليلة الأخيرة موضوع مهرجان إفران ، المزمع تنظيمه في الفترة الممتدة بين 15 و 17 يوليوز 2016 ، حسب ما تم الإفصاح عنه في ندوة صحفية نظمت بالمناسبة. المهرجان الذي يأخذ أيضا صفة المهرجان الدولي في نسخته الأولى بإفران ، والذي يعد الهدف منه الترويج للمنتوج السياحي و الثقافي المحلي حسب ما أفصح عنه المنظمون .
يشكل المهرجان فرصة سانحة، للساكنة المحلية للاستمتاع بنغمات الموسيقى المختلفة الوطنية و الأجنبية، التي سيكون من خلالها كاظم الساهر ضيفا على المدينة، بالإضافة إلى مجموعة من الفنانين المغاربة (...). وبالموازاة مع ذلك ستقام ورشات لماستر شاف (...) ، كما سيساهم المهرجان حسب ما تناقلته وسائل الإعلام المحلية المشاركة في الندوة، في التنمية الثقافية والسياحة الجبلية الإيكولوجية (...).
لقد انقسم الرأي العام المحلي بخصوص مهرجان إفران، إلى مؤيد و معارض ، خصوصا وان هذا الأخير جاء بنفس الصيغة التي يأتي بها المهرجان السابق (تورتيت) ، حيث صرحت إدارة هذا الأخير انه توقف لأسباب مادية وأخرى إدارية متعلقة بعدم التوصل ببعض المنح التي كانت سببا في عجز مالية الجمعية، بالإضافة إلى مضايقات عانت منها تورتيت في النسخة الأخيرة خصوصا المد بالكهرباء ، بالإضافة إلى إشكالية طلبات مقابلة عامل المدينة، التي يعاني منها المواطنون وعان منها المكتب المسير لتورتيت ، قبل تدخل أحد الأطراف (...) المقربين من الديوان والذي رتب موعدا للطرفين ، قلنا ان المهرجان جاء بنفس الصيغة مع بعض التعديلات خصوصا وان اسم الجمعية تمت ترجمتها من الأمازيغية إلى العربية ، احتفظ بصفة العالمية «الدولي»، بالإضافة إلى استعانة الجمعية المحلية المحتضنة للمشروع ، بخدمات الجمعية الساهرة على تنظيم مهرجان فاس للموسيقى الروحية ، لتكتسي بذلك الجمعية المحلية صبغة «مول الشكارة».
من بين أهم التعليقات الواردة بهذا الصدد، والتي جاءت متناسقة و منسجمة في سياق واحد ، خصوصا في شقه المتعلق بالجانب الثقافي ، حيث أكد أحد المتدخلين ، «قلنا الثقافة هي الحل جابو لينا مهرجان » يشرح آنفا : الثقافة هي الحل بمعنى أننا نريد مؤسسات قائمة بذاتها ، تؤطر الشباب خصوصا وان إقليم إفران لا يتوفر على أي دار للثقافة أو مسارح أو منشآت فنية ثقافية ، أو متاحف للتعريف بالموروث الثقافي والهوياتي للمنطقة ، وحتى ان الفنانين المحليين يعانون الغبن والتهميش .
إن من العيب أن يكون إقليم بشساعته ، وبشاعته عندما نتكلم عن الفقر و الإقصاء و التهميش ، لا يتوفر على منشآت ثقافية فنية ترفيهية، تستجيب لتطلعات الشباب في كافة الميادين والأصعدة ، والتي تعمل على تأطير و تكون الأجيال الصاعدة في المجال الفني والثقافي و الرياضي و البيئي، بل و حثهم على اكتشاف محيطهم و بيئتهم و من تم التعريف بها و الحفاظ عليها من خلال النشاط الدائم و المستمر في جمعيات المجتمع المدني ، والتي و للأسف تعرف عزوفا كبيرا لهذه الأسباب و غيرها .
لقد ارتبطت الانتقادات المحلية للمهرجان و التأويلات كلها بالجانب المادي ، أو مصادر التمويل و الأغلفة المالية التي سيتم ضخها لتنظيم المهرجان ، وحسب ما صرحت به اللجنة المنظمة في الندوة الصحفية ، أكدت ان المبلغ المحدد «3مليون درهم» «300 مليون سنتيم».
لقد بكت جمعيات المجتمع المدني بإفران حظها الشؤم لما علمت بحجم الغلاف المالي المرصود ، ولما علمت أيضا بحجم المساهمات التي من المزمع المساهمة بها من طرف المجالس المنتخبة إقليمية و بلدية بلغت 100 مليون لكل مجلس، وهي أرقام أولية لم يتم تمريرها بعد في دورة استثنائية إلى حدود كتابة هذه السطور ، وذلك بالموازاة مع حجم الخصاص الذي من الممكن أن تُعمل فيه كل هذه الموارد المالية الموجهة من طرف صناديق الدولة ، أما مساهمات الداعمين و الشركات الخاصة فبارك الله لهم فيها.
تمثيلية جمعيات المجتمع المدني، التي انتقدت كذلك استغلال منطق مساهمة المهرجانات في الاقتصاد المحلي ، وهذا الطرح يفتح لتأويلات أبواب متعددة في غياب أرقام رسمية ، على أي حال تعتبر بعض الجمعيات المهنية و التجارية ، أنها فعلا استفادة من المهرجانات السابقة حين كانت تنظم في وسط المدينة ، وكانت تجني عائدات مالية مهمة ، عكس الدورات السابقة التي كانت تقام خارج (40) وعلى «الطريق الوطنية 8» أي أن السائح يغادر مباشرة بعد انتهاء المهرجان، نفس المقاربة التي لم تأخذها الجمعية الجديدة بعين الاعتبار .
لم تختلف انتقادات خصوصا فئة الشباب ، الذي يؤكد في أكثر من مناسبة على مطالبه المشروعة ، التي يختصرها في توفير فرص شغل قارة و دائمة ، توفير فضاءات للترفيه ، (مسبح بلدي – ملاعب للقرب) فضاءات ثقافية (دار ثقافة – دار الشباب – مكتبة عمومية ...) ، يقول أحد المتدخلين من حق أي جمعية احتضان مشروع مهرجان ما دامت تحت غطاء القوانين التنظيمية ، إلا أن مكامن الخطأ تكمن في طريقة التبرير أو الإقناع بالمنتوج خصوصا ربط المهرجان بالهدف الثقافي ، ونحن اعلم بدارنا من غيرنا، هو ان إفران لا تتوفر فيها صفة المدينة ، لغياب أهليتها لاحتضان مثل هذه الملتقيات لافتقارها لأبسط شروط الحياة الثقافية ، أو حتى ان البعد الثقافي للمدينة أو الإقليم أو بلغة أخرى «الفني» لا يتعدى فن «إنشادن» و«أحيدوس» التي تغيب عن برنامج الدورة ولو بالإشارة .
إفران منتوج سياحي إيكولوجي متميز قبل أن ، أعود واسحب مصطلح الايكولوجية من هذا السطر، نظرا للإهمال الذي قوبلت به فضاءات واد تزكيت ، والذي تضرر بفعل الجفاف ، بالإضافة إلى الإهمال التنظيمي الذي أثر سلبا على جمالية الفضاء ، كما ساهم تأثير سياسة إدماج المياه العدمة في مجاري الوادي التي أثرت سلبا على صفو المياه و المنتوج السياحي الذي نود إشهاره والترويج له ب« زيديني غرقا يا سيدتي» .
سيقام المهرجان رغم أنوف المنتقدين، فمن دخل دار المخزن فهو آمن. ما دامت إمكانيات جلب الإمدادات و التمويلات واردة ، وما دامت ولله الحمد الثقافة هم و اهتمام القائمين على تدبير الشأن المحلي والإقليمي للمدينة.
بارت مراعينا و البئر قد جف *** والجوع يكوينا و الصبر ما كف.
الكاتب : | عبد السلام أقصو |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2016-07-05 21:41:11 |