آخر الأحداث والمستجدات 

جماعة عين الجمعة ضواحي مكناس تعيش أقصى درجات التهميش

جماعة عين الجمعة ضواحي مكناس تعيش أقصى درجات التهميش

يقف المرء مندهشا أمام تلك المناظر والمشاهد المؤلمة لساكنة عين الجمعة ضواحي مكناس التي تعيش أوضاعا أقل ما يمكن القول عنها أنها مؤثرة لا تتوفر معها أدنى شروط العيش الكريم ، حيث زاد من تفاقمها الفقر والأمية بالإضافة إلى التهميش واللامبالاة التي عانت وتعاني منها الساكنة، مما فرض عليها واقعا سيئا تتجرع مرارته كل يوم بل كل ساعة. 

"مكناس بريس" انتقلت لهذه الجماعة قصد تسليط الضوء على بعض ما تعانيه ساكنتها، حيث كانت الإنطلاقة من أمام الثانوية التأهيلية أحمد بن علي باسو مرورا بالقرب من مؤسسة دار الطالب التي أصبحت جنباتها في وضع مقلق، حيث بدا التصدع واضحا على جدرانها، في إشارة واضحة إلى الحاجة لترميم مرافقها وصيانة واجهتها، مما تتعرض له من طرف منعدمي الضمير ممن لا هم لهم سوى التخريب، عند إطلالتنا على مجموعة من الداواير واجهنا بعض الصعاب في الولوج إليها نتيجة سوء الطريق المؤدية إليه، حيث رسمت عليها الحفر والتصدعات، وتآكلت جنباتها، صورة حقيقية عن مدى الإهمال والتهميش الذي تعاني منهما الجماعة، حيث ذكرني مرافقي بالمثل القائل " من باب الدار تعرف الأخبار" فالطريق لم تعد تحمل من ذلك سوى الإسم، لذلك قررنا أن نترجل قاطعين بذلك مسافة لا بأس، لنصل بعدها إلى عين مائية  هناك وجدنا مجموعة من النساء والفتيات والأطفال، وحتى بعض الرجال في صف انتظار، قصد ملء «البيدونات» المصففة بالماء الشروب، اقتربنا منهم، وسألنا بعضهم عن ظروف معيشتهم، وما يعانونه من مشاكل، فتكلمت سيدة لتقول:" ها أنت تشوف الحالة للِّي حنا فيها ، فالدوار ما فيه غير سقاية واحدة، الزحام عليها طول النهار، حتى نص الليل، عايشين مكرفسين، البرد فينا والحر فينا، ولا من إشوف لحالنا، وحتى للِّي صوتنا عليه غاب علينا من نهار نجح، الحاصول: القهرة حنا فيها" بينما كنا نتحدث، وبعد أن اطمأن إلينا أفادنا، رجل يبلغ من العمر حوالي 62 سنة، بكون ساكنة الدوار قامت بعدة شكايات، بشأن انعدام الماء الصالح للشرب .

شيء محزن فعلا أن نرى اليوم بيننا ساكنة تعيش ظروفا قاسية، تعاني معها الجوع والبطالة، فمعظم ساكنة الجماعة تشتغل في الفلاحة ، بينما توجد فئة عريضة بينهم لا شغل لها، وآخرون يشتغلون كمياومين، ومنهم من يقف بالموقف لعدة أيام دون أن يجد عملا، مما جعل حالة الفقر تطغى عليهم، ليزداد على ذلك الإهمال واللامبالاة من طرف الجهات المسؤولة التي بادرت لإرسال عدة لجان في إطار إعادة تهيئة الجماعة القروية وجعلها تنسلخ من تلك المناظر المقززة.

غير أن حال المنطقة لازال كما كان عليه، ولا شيء تغير، أو غير من الواقع ، يقول في هذا الصدد  أحد الفاعلين الجمعويين " قليل من الساكنة من قاموا بإحداث حفر مغطاة داخل منازلهم قصد قضاء الحاجة، بينما هناك عدد كبير من ينتظر قدوم الليل قصد قضاء حاجته في العراء، خصوصا في صفوف النساء ..." ويضيف بصوت يعبر عن مدى إحساسه بالتهميش والإهمال الذي طال مجموعة  من دواوير المنطقة " هذه ليست عيشة»! معاناة النساء في هذا الجانب، وخصوصا في أيام البرد والمطر كثيرة، قد يصبن معها بأمراض مختلفة لا يشعرن بها إلا بعد فوات الأوان، بالإضافة إلى ما يواجهنه من خوف وفزع نتيجة الظلام الدامس، و خطورة المكان، دون الخوض في الأمراض الممكن التقاطها بسبب النفايات والروائح الكريهة المنبعثة من الجيفة وفضلات الحيوانات، وانتشار الكلاب والقطط الضالة، والفئران، وتناسل الحشرات السامة والمضرة، كالعقارب والبعوض ... كما ترتفع درجة الروائح الكريهة، لتصبح مصدر قلق وإزعاج للجميع بالليل، كما هو الحال بالنهار، ناهيك عما تسببه لهم من أضرار صحية على مستوى العيون والجلد والجهاز التنفسي...

بالقرب من المستوصف الطبي لعين الجمعة ، شاهدنا أطفالا صغارا يلعبون فوق المزابل وآخرين يصنعون العجين بواسطة الطين المبلل بمياه وسخة، مما يبرز غياب الوعي وتفشي الأمية بين الساكنة، في ظل غياب أنشطة إجتماعية تساهم في الحد من هذه الآفة. " لقد طال الإهمال بالفعل ساكنة هذه المنطقة " يعبر أحد الأشخاص ل " مكناس بريس" بصوت كله مرارة واضحة، والكلمات تختنق في حلقه وهو يشير إلى عدة أماكن ومشاهد في إشارة منه إلى مدى إحساسه بالتهميش والإهمال الذي طال هذه الجماعة والظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها يوميا. يسود الإعتقاد وسط الساكنة بأن مشاكل الماء والكهرباء والنظافة التي يعانون منها سيتم القضاء عليها دون أن يخفوا تخوفهم من استغلال الوضع في الإنتخابات المقبلة، كون ساكنة عين الجمعة تعد الورقة الرابحة في أيدي سماسرة الإنتخابات ولوبيات الفساد، ممن يمارسون الضغط على السكان ليصوتوا لجهة معينة دون سواها: " عند اقتراب الانتخابات نكون محظوظين بزيارات متعددة من طرف قياديين ومسؤولين يتجولون بين الأزقة ويستمعون إلينا بكل إمعان، ويعدوننا بأن كل المشاكل ستحل وأن هناك دراسة لأجل تخصيص ميزانية للمنطقة، غير أن الزمان كشف العكس، وسوف نرى ما هي الأسطوانة الجديدة التي سيواجهوننا بها هذه المرة".

عين الجمعة / خالد المسعودي

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : خالد المسعودي
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2016-06-04 02:54:01

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك