آخر الأحداث والمستجدات
صباح الخير يا وطني : نداء شاب معطل
بحثت كالعادة في معجم المرادفات ، عن عبارة توحي بنبل حب الوطن ، فلم نجد أفضل من صباح الخير، عبارة مفعمة بالأمل ، و إشراقه على غد أفضل ، كطلوع الشمس الدافئة ، بين نسيم الصبح الجميل ، هكذا تمنينا يوما أن تكون إطلالة إفران ، على وجوه ساكنيها ، الذين لفحت ماء وجوههم قسوة الزمان ، و غبن الأنام .
لم يثر انتباهي بين صفحات الفيسبوك المحلية ، التي يستخفي معظم مرتاديها خلف حسابات مستعارة ، علها تخفي ملامح وجوههم البئيسة ، خوفا من أن تجلب عليهم كلمة صباح الخير ويلات السلطات ، قلت انتابني شعور ، مخجل حقا وانا أشاهد مقطع فيديو مصور لشاب محلي ، يحاكي واقع الغبن ويصرح بعبارة واضحة معلقا على الوضعية التي يعيشها شخصيا ، ويعيشها معه المئات من الشباب المحلي الذين يتقاسمون معه نفس الوضع ، إستهل بداية كلمته ب " خذوا المناصب والمكاسب لكن خلوا لي الوطن " .
دبل المسكين في حضنك يا وطني ، حتى صرت له قبرا (...) ، ابن حي الأطلس (تيمديقين) ، كما جاء في التصريح الذي وضع تحت تيمديقين بسطر عريض ، ( مهمشة ) ، لقد تناول من خلال مقطع الفيديو معاناته الشخصية وهو أب لثلاث ابناء ، في رحلة البحث عن عمل ، على المستوى المحلي و الذي سبق و اشرنا إليه في مقالات سابقة ، و ما لها من آليات ووسائل ، التي أكدها صاحبنا في المقطع ، بقول ( الناس كولهوم كايخدموا وانا مالقيتش الخمة ، لي جا كايجيب ولد عمو ولد خالتو ولد جداتو ... ) ، وهذه حقا هي السياسة و التدابير المتبعة في الإستفادة من الثروات المحلية ، أو بالأحرى فرص الشغل التي تبقى في الآن نفسه حكرا على فئة معينة (باك صاحبي) ، في ظل غياب الإمكانيات ، وإن كانت فل تجد لها في المقابل سوى فعل (عرقل ) .
كتب الحظ السيئ لأبناء إفران ، أن يعيشوا في حيرة و حكرة رغم الإمكانيات المتاحة ، التي تم توفيرها بمبادرات ملكية ، بالإضافة إلى الإستثمارات الأجنبية على المستوى المحلي ، والتي توجه خصيصا لساكنة إفران بشروط مضمنة لا يتم تفعيلها وفق الرؤية الإستراتيجية للحفاظ على المدينة بقيمتها التراثية و البيئية (...) ، الإستثمارات والمبادرات التي لا تستفيد منها لا إفران ولا ساكنتها .
ربما لم تكن مصادفة أن نشاهد مقطع فيديو لشاب معطل كسر حاجز الصمت بتسجيل مقطع فيديو، بنما المئات صمتوا ، قلت لم تكن مصادفة ونحن على أبواب فاتح ماي ، الذي يمثل عيد الشغل (عيد العمال )، وشباب إفران يحتفل (بعيد البطالة ) و بالإدمان والدخان والحكرة والحرمان ، في ظل غياب رؤية واقعية أو حتى مبادرة خلاقة لا من المجالس المنتخبة ، ولا من السلطات المحلية ولا من عمالة إفران لإيجاد سبل و آليات ، إحتواء الشباب و تقاسم المعطلين .
لا تحلم كثيرا و إستيقظ (صباح الخير يا وطن) .
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2016-04-29 13:00:20 |